الديونالمشاركات الدولية

في المنتدى الاجتماعي العالمي بتونس:حلقة نقاش نقابية لأجل التدقيق المواطني في المديونية

بالمنتدى الاجتماعي العالمي بتونس:حلقة نقاش نقابية لأجل التدقيق المواطني في المديونية

نسدد الدين أو لا نسدده ؟ كانت إجابة  العديد من الجمعيات والنقابات في جميع أنحاء العالم هي “لا”، على الأقل بالنسبة للديون الكريهة، التي يتم كشفها عبر تدقيق مواطني.

 و لغاية تعزيز التعبئة الدولية من أجل تدقيق مواطني للمديونية ،عقدت هذه الجمعيات و النقابات حلقة نقاش أمس في مقر الحرم الجامعي المنار بتونس، في إطار المنتدى الاجتماعي العالمي .فمن السنغال إلى بلجيكا عبر اسبانيا وفرنسا، أثبت النقابيون أن آلية الديون في نظام الليبرالية الجديدة، استفاد منها بارونات المالية الذين يدفعون في اتجاه زيادة تمييل”financiarisation “المجتمع، حسب ممثل أتاك اسبانيا،على حساب الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدول.

وذكر مواطنه مجيل، النقابي الباسكي ، بالشعار الذي يرفعونه  في إسبانيا، “لسنا مدينين بشيء إذن لن ندفع شيئا”. مذكرا بأنه في بلده جرى تحويل الديون الخاصة للبنوك الإسبانية إلى ديون عمومية. ونتيجة لذلك قامت الحكومة الإسبانية بإجراء تخفيضات  مؤلمة في الميزانية لتمويل خدمة هذه الديون الجديدة. كما تم تعديل الدستور الاسباني لينصص على أن دفع الديون له الأولوية على غيره من التحملات، بما في ذلك الاجتماعية منها. وصاح قائلا “هناك مال لأشياء دون أخرى”.

و ربطت ممثلة الاتحاد النقابي الفرنسي، الأكثر تمثيلية في قطاع المالية والضرائب، من جانبها، بين الضرائب وموارد الميزانية، ومستوى الاستدانة والخدمات الاجتماعية. بينما يتم التركيز في النقاش العمومي أكثر على الإنفاق العام  وليس على موارد الميزانية.ففي نظام الليبرالية الجديدة المطبوع بالتنافسية، يتم الاتجاه إلى خفض الضرائب، معتبرة انه بسبب ذلك “تم التخلي عن 65 مليار أورو كإعفاءات ضريبية، و إنفاق 34 مليار دولار في برامج لإنعاش الشغل، و تقليص الضريبة على الدخل ب 19 مليار أورو”، هذا النزيف في الموارد يؤدي إلى خفض الإنفاق الاجتماعي ،و يتم الالتجاء للاستدانة لغرض تمويل العجز. ومع ذلك، فباعتماد نظام ضريبي عادل، كما تقول، فإننا سنكون أقل حاجة للالتجاء للجهات المانحة، وقد رفع المحتجون احد الشعارات الدالة :”إغلاق الجنات الضريبية”

تفاعلا مع هذا الشعار، قال مسير الاجتماع، الذي يأتي من بلجيكا، واحدة من الجنات الضريبية، مازحا: “ممثلون بلجيكيون في فرنسا يجعلوننا نضحك، ولكن ممثلين فرنسيين في بلجيكا لا يجعلوننا نضحك،” ملمحا بذلك إلى التهرب الضريبي الذي يمارسه أصحاب الدخول المرتفعة. بينما لاحظ مواطنه دانييل أنه في بلدته الصغيرة، فيفيي، اقل من 100000 نسمة، لكن حجم الديون هو 10٪ من الميزانية، أي ما يعادل ميزانية الرعاية الصحية. و أكد في كلمته على التنسيق بين الشمال والجنوب، ضحايا النتائج الكارثية للمديونية.

ووفقا لعبداللاي ،النقابي السنغالي ، فان برامج التقويم الهيكلي التي فرضت على الجنوب في الثمانينات ،لا زالت مستمرة في أشكال أخرى و بأسماء أخرى. التقشف هو واحد من أكثر الأشكال تواجدا هذه الأيام  في أوروبا. بالنسبة لبلاده، السنغال،فقد تضاعف الدين في عشر سنوات في مقابل خوصصة الخدمات الحيوية مثل المياه والكهرباء. لكن،حسب عبداللاي “ضغط النقابات أبطأ وتيرة الخوصصة،” في البنية التحتية والخدمات الاجتماعية.

ومع ذلك، بقي السؤال مطروحا: هل يمكن للنقابات أن تطالب بالتدقيق المواطني وأن تطالب بوقف تسديد الديون الكريهة ؟

رضا المعمري

http://cadtm.org/Mobilisation-syndicale-pour-l

تعريب:موقع اطاك المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى