الديون

تقرير: بالشليحات الدولة تحمي المستثمرين الاسبان و تنكل بالمواطنين

 

تقرير: بالشليحات الدولة تحمي المستثمرين الاسبان و تنكل بالمواطنين

نظمت مجموعة من الهيئات السياسية، النقابية، الحقوقية والجمعوية ومن بينهم “جمعية اطاك- مجموعة القصر الكبير” قافلة تضامنية من اجل فك الحصار على ساكنة دوار الشليحات (25 كلم عن القصر الكبير) والدواوير المجاورة له بجماعة بزوادة القروية. انطلقت القافلة يوم 20 يونيو على الساعة الحادية عشرة صباحا بمشاركة تقريبا 60 مناضل-ة مرفوقين ببعض الصحفيين.

أمام الضبابية التي كانت تحوم حول الوضع الامني بالقرية ذلك الصباح، كان المشاركين مستعدون لأسوء السيناريوهات ومن بينها القمع المخزني و الذي تفننت قوات القمع فيه منذ يوم الخميس 14 يونيو.

منذ يوم الأحد 17 يونيو هرب كل ساكنة الدوار إلى الغابة  والى الدواوير المجاورة. الخوف من الاعتقال والتنكيل دفع شباب الدوار للالتجاء للغابة. مرورنا أمام غابة بزوادة مكننا من رصد الشباب الهارب من القمع. بعد ان تم طمأنتهم، استطعنا التواصل مع هؤلاء الشبان الذي كانوا في حالة نفسية مأساوية حيث انهار العديد منهم بالبكاء في مشهد مؤثر جدا. قضى العديد منهم على الأقل يومين بلا ماء ومأكل واغلبهم مصاب بسبب المواجهات التي دارت مع المخزن. في شهادة بعضهم قالوا لنا إنهم اضطروا لأكل أوراق الأشجار من شدة الجوع. أثار استعمال القنابل المسيلة للدموع و الرصاص المطاطي وخراطيش المياه بادية على الأجساد النحيفة لهؤلاء الشباب الشجاع.         

استمرت القافلة في اتجاه الشليحات، على إن يلتحق بنا الشباب بعد ان نتأكد من الوضع في الدوار. هذا ما حصل، حيث استقبلنا شيوخ القبيلة من نساء و رجال ممن لم يستطيعوا النزوح للغابة و ما ان تأكدنا ان قوات القمع قد انسحبت في اتجاه القصر الكبير و العرائش، قامت “الجماعة” بمناشدة الساكنة بالرجوع للدوار عن طريق استعمال ميكافون المسجد. لقد كانت لحظات ممزوجة بالفرح و القلق، حيث كان الساكنة جد حذرين من عودة القمع. 

من جراء القمع والترهيب الذي مورس على الساكنة فقدت بعض نساء الدوار حملهن وتكرر ذلك لحظة وصولنا للدوار، حيث فقدت احدى النساء جنينها بعدما استمرت بالنزيف منذ ان صدمت بهمجية التدخل القمعي. بالنسبة للاصابات فهي تتجاوز الخمسين. تترواح بين الضرب والجرح الى كسور في الأرجل. لقد عاينا حالة خطيرة جدا و هي لشيخ تعرض لكسر في الحوض من طرف القمع وظل ينتظر في بيته طيلة 4 أيام بسبب عدم وجود سيارة إسعاف. أيضا عاينا حالة الشاب جمال، 20 سنة والذي تعرض لعاهة مستديمة على مستوى العين اليسرى بسبب رصاصة مطاطية. حالة اخرى وهي لرجل يقطن بدوار يدعى الحسين والذي فقد صوابه تماما بعد تدخل قوات القمع. اخر حالة، تم تسجيلها بالصوت و الصورة و هي لسيدة تعرضت للاغتصاب من طرف قوات القمع. هذة فقط بعض الامثلة عما تعرض لها الساكنة خلال الست ايام الاخيرة.

بعد الاستماع للشهادات تم الاتصال بسيارة الاسعاف من اجل نقل المصابين لمستشفى القصر الكبير. بعد ذلك، نظمت مسيرة عفوية انطلاقا من مركز الدوار الى الأراضي “المستعمرة” سبب النزاع بين الساكنة و شركة ريفريرا دا روز. في الطريق استمر السكان في سرد ما عاشوه من شتى اصناف القمع. من مظاهر المواجهات احراق اشجار الصبار “الضرك” الذي يحيط بالدوار بسبب استعمال الغازات المسيلة للدموع. ايضا يلاحظ من كمية المتلاشيات التي تركها الدرك، البوليس والجيش من ورائهم عدد القوات التي جندت من طرف المخزن من اجل اخماد انتفاضة سكان عزل. هذا الدوار الذي لا يتجاوز عدد سكانه 4000 شخص جوبه بأكثر من 5000 عنصر من قوات القمع.

امام الاراضي “المستعمرة” القيت كلمة باسم الهيئات  المشاركة اكدت على مطالب الساكنة المشروعة:

-ادانة التدخل الوحشي الذي تعرض له الدوار والذي يهدف الى اعطاء درس لكل فلاحي حوض اللوكوس.

-اطلاق سراح المعتقلين الخمس و العشرين ومن بينهم العياشي الرياحي.

– فتح تحقيق نزيه في ماحدث.

-معاقبة المسؤولين عن ماتعرض له النساء والرجال من اعتداءات.    

-إيجاد حل جدري لمشكل الناموس(ناتج عن زراعة الأرز في 4500 هكتار من طرف الشركة الاسبانية) الذي جعل من حياة الساكنة جحيم.

– توظيف شباب الدوار كعمال زراعيين بالشركات الفلاحية (الشركة توظف 20 شخص من الدوار).

– التوزيع العادل للأراضي و تطبيق حكم الأراضي الجماعية والذي يوجب السلطة بتسليم 500 هكتار للساكنة الشليحات من اجل الفلاحة و الرعي. 

زر الذهاب إلى الأعلى