الديون

بيان فاتح ماي

أطاك المغرب

في مواجهة العولمة الليبرالية

بيـان فاتح مـاي 

 

مسيرات فاتح ماي ليست فقط استعراضات سلبية للعاملات والعمال أو مهرجانات كرنفالية. إنها محطة للتعبير عن سخط الشغيلة واستعدادها للنضال ضد التقشف والفقر والبطالة والهشاشة.

خلاص الطبقة العاملة يكمن في النضال والمقاومة وليس في الاستجداءات والتشكي السلبي.

 

العاملات والعمال يكدحون قانونيا 44 ساعة في الأسبوع (48 ساعة في القطاع الفلاحي) ويعيشون فقرا مدقعا: فالدولة حددت الحد الأدنى للأجور في 2.434 درهم في الشهر (1.576 درهم في القطاع الفلاحي) في حين تقدر النقابات تكاليف معيشة لائقة بحوالي 5.000 درهم شهريا. حدة البؤس تعمقها نسبة البطالة المرتفعة (أكثر من 2 مليون عاطل) حيث يعيل كل أجير أسرة من أربعة أفراد على الأقل. فالمطلب الرئيسي للأجراء هو الزيادة في الأجور وربطها بارتفاع أسعار المواد الأساسية وتوحيد الأجور في صيغة الأجر الضروري للحياة. كما يجب الدفاع عن الحق في الشغل للجميع وعلى رأسهم الشباب حاملي الشهادات.

يشغل القطاع الخاص حوالي 4 مليون أجير لكن فقط حوالي مليون ونصف مصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وأغلبهم لا يستفيدون من معاشات التقاعد. فالدولة تغض الطرف عن خروقات الباطرونا في عدم التصريح وتتساهل معهم بل وحتى تعفيهم من فوائد التأخير.

تحرص الدولة إذن على توفير يد عاملة بأقل التكاليف للرأسماليين الذين يطالبون مزيدا من الضغط على مكاسب الطبقة العاملة لضمان أرباحهم. فالمؤسسات المالية الدولية تلح على تشجيع الاستثمار، أولا، عبر تجميد الأجور وتفكيك نظام الحماية الاجتماعية وتعميم مرونة الشغل، وثانيا، عبر توفير جميع التسهيلات للمقاولين الخواص ومنحهم مؤسسات الدولة والخدمات العمومية الأساسية كالصحة والتعليم كمجالات لجني الربح. ولترقيع المآسي الاجتماعية التي ستنتج عن هذه الاجراءات، تلجأ إلى برامج تسمى محاربة الفقر ومنها تشجيع القروض الصغرى التي تستنزف الفئات الكادحة.

يكمن الخلاص في النضال والمقاومة وليس في الاستجداءات والتشكي السلبي. يجب أن توحد الطبقة العاملة صفوفها وتتجاوز التقسيم النقابي الذي يصنعه أعداؤها والذي يتجسد اساسا في مسيرات فاتح ماي المتعددة. فالنقابة أداة العامل-ة والاضراب سلاحه لنزع مكاسب. لذا يجب العمل جميعا على التصدي لمشروع قانون الاضراب الذي تعده الدولة في إطار هجوماتها لتكسير آليات الرد العمالي وضمان سلم اجتماعي. يجب أن يتشبث العاملات والعمال بالنقابة ويدافعون عن التنظيم النقابي الديمقراطي وعن الوحدة النقابية.

إن أطاك المغرب تشارك إلى جانب الطبقة العاملة في تظاهرات فاتح ماي لنصرخ معا بصوت واحد كفى من الهجوم على مكاسبنا وقوتنا وعلى حقنا في الإضراب، كفانا من التقسيم النقابي، خلاصنا في الوحدة والتضامن ضد اعدائنا.

فاتح ماي 2012

زر الذهاب إلى الأعلى