الديون

الدار البيضاء:غليان اجتماعي ضد المدينة-الشركة

البيضاء: غليان اجتماعي ضد المدينة-الشركة

منذ 12 دجنبر، يوم الانطلاق الرسمي لمشروع الترامواي البيضاوي يتم الترويج لفكرة ان المدينة تعيش تحول جذري في اتجاه عصرنة في خدمة الساكنة. الواقع أن هذا المشروع المفيد أصبح كالشجرة التي تخفي الغابة. المدينة تعيش العديد من المشاكل البنيوية والقطاعية. تنزيل مخطط المدينة-الشركة على البيضاء يتزامن مع نضالات بسيطة للساكنة والتي غالبا تمر في صمت و غياب للمتابعة الإعلامية و حتى نضالية.
الكهرباء…شبح سيدي يوسف بن علي
اعتصم ساكنة أحياء “الزوبير” بمنطقة الولفة ضد الارتفاع الصاروخي لفواتير الكهرباء بمقر المكتب الوطني للماء والكهرباء التابع لمقر سكناهم. بعد ساعات من الاحتجاج استطاع السكان الدخول في حوار مع المسؤولين عن المكتب من اجل مراجعة الفواتير سبب غضب الساكنة. في نفس السياق، الاحتقان ضد ليدك بلغ أقصاهّ. لكن في غياب تعبئة جدية في الموضوع، مازالت الشركة تنعم بمقام مريح بالبيضاء.  
 
“المشاريع الملكية” تدمر الحق في السكن
طرد أسرة كاملة من مسكنها واعتقال الأب بمنطقة عبد المومن هو فصل جديد في الحرب التي تباشرها مافيا العقار بالبيضاء. أينما تسير تصادفك حالات من هذا القبيل والساكنة تستنجد ب”ملك الفقراء”. الواقع المر أن العديد من المشاريع التي تتسبب في طرد السكان هي ما يسمى “مشاريع ملكية” (مارينا البيضاء، تهيئة القطب المالي بأنفا، مشروع سيندباد،…). مثال مشروع “المحج الملكي” افضل دليل عن ذلك. فوضعية ساكنة المدينة مازالت تراوح مكانها رغم مرور 20 سنة عن اطلاق المشروع. فالعائلات التي تم ترحيلها “مؤقتا” لمدرسة ابتدائية ولملعب العربي بنبارك سيدخلون في شهرهم السادس داخل هذا “المخيم” القسري الأشبه بالسجن. أما العائلات التي بقيت في المنازل الآيلة للسقوط فقد اختارت السكن في دور قصدير صنعتها مؤخرا. 
   
الفراشة…قمع بعد الربيع
تعرض الباعة المتجولون والقارون بمنطقة البرنوصي الأسبوع الماضي لهجوم غير مسبوق من طرق القمع. هذا الحي معروف بانتشار “الفراشة” عرف سنة 2011 تضاعف عدد الباعة بتواطؤ مع السلطة المحلية التي استفادت من رشاوي من اجل السماح للباعة في احتلال الشارع العام. بعد مرور الربيع ورياحه العاتية عاد القمع يضرب بدون تمييز تقريبا. تجدر الإشارة إن الجمعية المغربية (فرع البرنوصي) تابعت الموضوع عن كتب وتعرض مناضلوها للضرب.
 موضوع “الفراشة” جد معقد. فاحتلال الشارع العام من طرف الباعة يعرقل السير في المدن ويضر بمصالح أصحاب المحلات التجارية الذين يتحملون مصاريف الضرائب والكراء، لكن البائع المتجول ليس اختيار بل ضرورة لضمان لقمة عيش. ف10 في المائة من الساكنة النشيطة بالبيضاء تشتغل في هذه التجارة. إلى ذلك، الأسواق النموذجية التي تم اطلاقها بالعديد من المناطق تعرف عدة اختلالات.  
  
قمع ممنهج 20 فبراير-البيضاء
لا يمكن ان تتطرق للحركة الاجتماعية بالمدينة دون الحديث عن 20 فبراير. رغم انحصار عدد المشاركين في خرجاتها، الحركة تبقى حاضرة. في كل وقفة او مسيرة تجابه بقمع شنيع. أعيب على الصامدين من الحركة طبيعة الشعارات التي لا توازي حجم المشاركة في الأشكال النضالية و كذا عدم متابعة الاحتجاجات الاجتماعية التي تعرف المدينة. عموما تبقى 20 فبراير-البيضاء شوكة في حنجرة الدولة وأجهزتها القمعية.
وأخيرا…
الشروط الموضوعية للمدينة تجعل من متابعة هاته النضالات يوميا جد صعبة. فالمدينة تعج حركات احتجاجية منظمة أو غير منظمة تحاول التصدي لمشروع المدينة-الشركة المسير من طرف أقطاب الاستبداد والفساد، أي السلطة وجزء كبير من المنتخبين.
هاته النضالات تبقى معزولة خاصة في غياب المنظمات النضالية كالنقابات، اقل ما يمكن فعله هو التعريف بها.   
صلاح المعيزي
اطاك البيضاء
 

زر الذهاب إلى الأعلى