الديون

الحدث المغربي في الأفق

جمع أحزابه وجمعيات مجتمعه المدني ، وبحث معها مصدر تلك الرائحة . الرائحة تخنقه ولم يعد يشتم روائح ” كلو العام زين ” .أحس أن أمرا جللا سيقع ، سواء يوم 20 فبراير 2011 أو بعده . لقد أرعبه ما وقع بتونس ومصر. أرعبته الأمواج البشرية التي كنست من الشوارع الاستبداد . لم يستوعب بعد أن زين العابدين بن علي المنوه به من طرف الامبريالية الدولية ، واعتبرت تونس سانغفورة شمال إفريقيا ، سقط بهذه السرعة المذهلة .فاجأه كل شيء ، حتى قدسية الفرعون مبارك التي تتحكم بأغلبية المصريين ، لم تنفع هذا الأخير بعد أن اكتشف الشعب المصري خبايا هذا الفرعون، وجرائم زبانيته .لم يعد النظام ينام كما في السابق . نومه تتخلله الكوابيس . ليله نهاره ونهاره ليله، وهو يواصل البحث عن شيء يدله على مصدر تلك الرائحة.أطلق المقدمين والشيوخ والقواد في كل مكان، في المد اشر والقرى والأحياء الشعبية بالمدن، لا احد منهم يجد شيئا.كلهم متفقون على كون الرائحة، رائحة البارود، تشتم في كل مكان دخلوه. فتشوا عربات الباعة المتجولين ولم يجدوا غير الإصرار على كسب القوت. كما فتشوا محافظ التلاميذ فلم يجدوا غير كتابة الكترونية تسخر من كل اللغات البشرية ، لم تثر لديهم أية شكوك واعتبروها نزوة مراهقة .بحث في البيانات نصف معارضة ومعارضة ، وتاه في التأويلات .لم يعد النظام ينام كما في السابق . لقد استنفر كل أجهزته وحذرها من كثرة الاحتكاك بالناس. وضع كل الاحتمالات أمامه، لكن ذرة الشك في كل مخططاته قد أفسدت عليه طمأنينته السابقة.

على الانترنيت تتشكل حركة احتجاجية لم يستطع البوليس الالكتروني تحديد مصدرها ، الكل يتحدث عن “حركة الحرية والديمقراطية الآن ” ، ويتجاوب مع مطالبها . احتجاج بدل أن يخرج من مقرات الأحزاب المعارضة ومن النقابات خرج من الانترنيت ، وقد استطاع هذا الاحتجاج الالكتروني أن يسيد حالة رعب في الأجواء المغربية ، ويشعل نار المخاوف في أوساط الطبقة السائدة المالكة لثلثي ثروات البلاد . استطاعت هذه الحركة الاحتجاجية الالكترونية فبل تاريخ 20/02/2011 ، الذي حددته لتحويل الاحتجاج من شكله الالكتروني إلى احتجاج ميداني بأرجاء المغرب ، أن تستجمع إليها كل القوى الراغبة في التغيير ،و جعلها تنخرط بشكل عملي في التعبئة ليوم 20 فبراير 2011 باعتباره يوم غضب مغربي .قبيل يوم الغضب ، لم يجد النظام التائه ما يفعله غير التعبئة لتجمعات مناصريه ” وبلطجيته ” في نفس اليوم .وقد جند لهذه المهمة أحزابه ونقاباته وجمعياته حتى يجسدوا للإعلام الدولي” الاستثناء المغربي ” .

الشعب المغربي في غالبيته يعيش أوضاعا مزرية تفقد الكرامة، وسيناريو النظام هذا لن ينطلي على احد. فلن يأتي إلى تجمعاته غير الذين يقتاتون من مائدته، وستفضحهم بطونهم وأوداجهم المنتفخة.

الحركة، حركة الاحتجاج، تتشكل الكترونيا ككرة ثلج تنحدر بسرعة فائقة . شباب الفايسبوك من جانب ، والإطارات المناضلة من جانب آخر . التعبئة مستمرة والمطالب مرفوعة ، يلخصها اسم الحركة ، ” حركة الحرية والديمقراطية الآن ” . حركة من وحي الانتفاضتين الشعبيتين التونسية والمصرية ، فهل سيفلح الشباب المغربي في صنع الحدث المغربي يوم 20 فبراير 2011 أم أن الأمر سيؤجل إلى يوم آخر ؟

 

                                                          احسين  17/02/2011   

 

زر الذهاب إلى الأعلى