الديون

الباميون يعدون اواكسات جديدة لاقتحام الجامعة

الباميون يعدون اواكسات جديدة لاقتحام الجامعة

 

 

بقلم ياسير بلهيبة

 

أعلن حزب الأصالة و المعاصرة عن عزمه تنظيم فصيل طلابي مخزني في الجامعة ، وقد عبر عن معناه قدماء  الطلبة اليسراويين بالحزب ، فمن خلال منتداهم الوطني لطلبة الحزب الدي بلغ عددهم 400 طالب من مختلف المدن و القرى المغربية ، انتخب اعضاء مكتب المنتدى (16 الى 21 عضو ) … البعض حاول ان يستند الى تاريخه الطلابي كعبد الحكيم بنشماس ليداري به سوءة انعراجه اليميني اتجاه حزب مخزني مشبع بقيم النيوليبرالية .كما انتقد الباكوري الخصاص التربوي الدي يتضمن برنامج حزبه القضاء على اسس النموذج التربوي التعليمي .

لنقرأ ما وراء سطور : فالدعوة الى تأسيس حزب مخزني  بفصيله الطلابي  ، جاءت بتزامن مع رياح التغيير الدي فرضت على الانظمة الديكتاتورية و الاستبدادية بالمنطقة اعادة ترتيب اشكال تدخلها ، ووفق للخطاب الملكي الأخير ، فتحفيز قدرات الشباب و تبني المقاربات الاندماجية و المعالجة النقدية لملف التعليم ، هو أحد أهم الاستراتيجيات في إعادة تأهيل الدولة لاحتواء السخط الجماهيري الدي يتقدمه جيش الشباب .

ومن ثم فإن تأسيس فصيل طلابي بالدرجة الأولى ، محاولة لكسب رهان حرب أيديولوجية نقابية ، لترويض الغضب الطلابي في اتجاه التعايش السلمي و تبني المقاربات الترقيعية ، كما ان تأسيس الفصيل ينتمي الى اطار سياسي مخزني عتيد ، تعدد اسماؤه في تاريخ الأحزاب الادارية وتجددت مسمياته ، ولد ولا احد ينكر دلك ، في حضن وزارة الداخلية التي مارست اوسع اشكال القمع و التعذيب في صفوف الطلبة بمختلف فرقهم وتشكيلاتهم ، ويرنو من خلال هذا الدور الجديد و الخطير ،  الى ممارسة دور الحرس الطلابي لمبادئ الدولة ومؤسساتها . ومن ثم قطع الطريق أمام اي فكر نقدي تقدمي جماهيري ديمقراطي مستقل .

لا تتوقف الصورة عند حدود ذلك ، فاختيار الزمكان المناسب  ، يأتي ازاء التطورات السلبية  التي عرفها تصنيف ملف التعليم بالمغرب  في الآونة الاخيرة ، و فشل السياسات التبعية المتبناة،  للنموذج النيوليبرالي ، حيث خلصت مقررات بلفقيه ، و نماذج افراغ المنظومة التعليمية من مضمونه الإنساني و المعرفي وتسليعه الى درجة تحويل جامعاته ومعاهده الى مصانع لإنتاج  اعداد جيش كبير من الناقمين ، بعضهم استغلته الجماعات الاسلامية بمختلف فصائلها ، و البعض الاخر ، غرق في بؤس العطالة حتى تعرض لجلطة دماغية انسته كل ما تعلمه ودرسه ، و المتبقي الى شبكة انتاج معملية محنطة ومكنوسة القيم و المعرفة.

كما يأتي ، إمام اعادة لملمة  طلابية يسارية، تهدف الى تحيين الحراك الطلابي على اسس جديدة ، وعقد لقاءات وطنية وجهوية طيلة السنوات الاخيرة ، كان أهمها اعادة اللحمة بين الفصائل على اسس مواجهة المخططات الطبقية للتعيلم ،  و التي يدافع عنها حزب الاصالة و المعاصرة ، من قبيل الانبطاح لتوصيات صندوق البنك الدولي و المؤسسات المالية ، و القاضية بخوصصة القطاعات العمومية و تحفيز الاستثمار على حساب الخدمات العمومية ، و افراغ التعليم العمومي من مضمونه لصالح القطاع الخاص …وكل دلك تحت يافطة التزامات المغرب الدولية ازاء المديونية التي تمتص ثلث ميزانياته العمومية ، بشكل لا يدع المجال لتطوير المنظومة التعليمية و التربوية ، حيث تتشكل قاعدتها العظمى من ابناء الفقراء و الكادحين …

ان اعلانا بتأسيس فصيل مخزني هو إعادة ترتيب رقعة الشطرنج ، بإضافة لاعبين اخرين ، فبدل الاكتفاء بجهاز القمع السلطوي الدولاتي ، ينضاف اليه جهاز قمع ايديولوجي فكري ، لترسيم الخطاب الرسمي بالرغم من حالة النفور العام منه .. وهو ما يقتضي اليوم اكثر من اي زمن مضى ، الدفع بتأسيس جبهة طلابية جماهيرية للتصدي لكل المخططات الرامية الى حضر المضمون الكفاحي و التقدمي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب في رمزيته التاريخية ، وحضر النمودج التجريبي في قيادة الحركة الطلابية للنضالات الشعبية ، كما رصدها المخزن من خلال تواجدها النشيط في حركة 20 فبراير . 

زر الذهاب إلى الأعلى