الديون

أبطال بلا مجد… أبطال بمجد

ب:ياسير بلهيبة

وددت لو كان ثم قناة حوار مع الأموات الأحياء ، لأرسل لهم رسالة ..

وددت لو في كل ثلة أرض يمكث شهيد تحت التراب لأحرر له تأبين الشهادة ..

حين استشهد كمال عماري ، وبعيدا عن أي رجس للايدولوجيا ، تطلعت إلى الخلف …وكنت وسط هدير رعد الهتافات وزمجرة مسيرات التأبين بأسفي ، تمنيت لو على المحمول اكتب الأرقام التالية : 1965-1973-1977-1981-1983-1984-1988-1991-1996…ثم أدمدم فيهم قائلا ..مساءا النور ،مساء الثوار يا ثوار.. اقصد صباح الشعب على الشعب …من المتكلم ومن المخاطب ..أحييك أيها الرفيق من زمني …إلى زمنك …أمشط على شعرك من جسر الحرية إلى جسر المعتقلات …ابتسم وأقول …نحن اليوم لسنا مئات بل عشرات الآلاف قريبين من موعد المجد والحرية…أنتم يا سعيد ويا زروال ويا سعيدة و دهكون ..أنت أيها العظيم القادم من مدارس الهندسة إلى كلية السلاح في الجنوب من المغرب …نعم ، أنت يابنونة العظيم ..والى موناصير ..ذاك الرجل الذي تعلمت منه أن القراءة و الكتابة مدرستها الحقيقية و محك تنقيطها الحياة و النضال …

وددت لو أخبر هؤلاء وغيرهم..أنهم اليوم أبطال بمجد ..فبئسا للثورات التي تنكر ماضيها ..وبئسا لشباب لا يعترف بمن سبقه من قافلة الشهداء …ومن يعتقد إن الشهادة بفعل الايدولوجيا لا تجدر ذكرها حفاظا على توافق مزعوم …فكمن يتنكر لثوبه ولفقره لأنه الفقر يعكر صفو الحياة.. أو كمن يتنكر لأبيه كونه لم يكن على مستوى علمه وثقافته …

نسيت …أبطالنا الأماجد اليوم …أبطالنا في حركة 20 فبراير ، قطعنا أشواطا طوال ، انتظرناكم نحن أيضا أبناء الايدولوجيا طويلا لتقوموا من مهدكم وتحررونا ، حتى هرمنا كما قال رجل من بيننا ، انتظرناكم حتى أصبحث الثورة مجرد كلمة تكتبها موضة التيشورتات الحاملة لاسم غيفارا أو صورته …كنا في حاجة إلى بوعزيزي ثائر ، يحرق الجسد لتحيى روح الشعب …

أبطالنا الأماجد ، لست كاتبا يعلم الآخرون سر الكتابة عن الثورات …لأنكم انتم الثورة اليوم و الثورة لا تقاس أو توزن بمكيال الحروف ..انتم الأعظم …اعيدو لنا أمجادنا …حسسونا أن دم رفاقنا لم يموتوا في السجون و الظلمة سدا …قفوا كما وقف دهكون العظيم أمام المحاكم ” وهو يقول لرفيقه : العدو بيننا …رابطو على مواقفكم كما قام بنونة وهو يمسك ببندقيته لا تراجع ..إلى الأمام ..شعبي قرر المصير وأنا اليوم  المستجيب…حرروا سعيدة المنبهي من غصتها وهي حبوب دمها تتقاطر تباعا وسط ابتسامة وتهكم و إصرار كاد الجلاد فيها أن يموت غيضا لا أن تموت هي…احرسوا على أن تحمو رفاقكم رفيقاتنا في النضال ..امشوا جيشا واحدا صفا واحد متراصين كأولئك الذين غيروا مجرى  التاريخ ..

أكتب هاته الكلمات وأنا اعلم أن عمر مطالب الإصلاح قد بدأ ينفث إشاراته ..وأعلم علم اليقين أن القمع قادم ..وأن الدم قادم …وأن الأبطال سيطلبون الثار سلما حتى إسقاط نظام القمع …كما أكتب وأنا أعلم أن المسيرات لا تقتضي من المنظمين البحث في بطائق المشاركين هل هم عدليون أو ماركسيون أو يساريون…بل أبطال أماجد

لانملك لكم إلا هذا الزاد من الذاكرة وعبق النضال إلى جانبكم نتقدمكم من أجل الشهادة و تتقدموننا من أجل الحياة …بشراكم رفاقنا في 20 فبراير …بشراكم حركة العشرين من فبراير وإياكم و إفلات الحلم من أيديكم إنه يكاد يكون حقيقة بين ظهرانيكم… .

 

زر الذهاب إلى الأعلى