القروض الصغيرة: مساعدة الفقراء على البقاء… فقراء
كارول كرباج
يبكي الطفل، لا يكفّ عن البكاء. تحاول والدته النطق ببضع كلمات وسط حالة النحيب. تعتذّر من المسؤولة الميدانية في مؤسسة «المجموعة» عن تأخّرها في سداد الدفعة الشهرية من قرض استلفته من المؤسسة. «مسكين دائماً مريض»، تقول الأم وهي تغمر صغيرها بلطف. «عمره أربع سنوات، لم أتمكن من تلقيحه منذ الولادة»، تعترف بخجل في سياق الحديث عن ظروفها المادية الصعبة. الربحية: المنطق السائد بدأت تجربة التمويل الصغير مع «الغرامين بنك» في بنغلاديش لتقديم بديل للفقراء غير المؤهلين للإفادة من الخدمات المصرفية ولتحريرهم من استغلال المرابين. في لبنان، تعتمد مؤسسات التمويل الصغير كفالات شبه رمزية، كـ«قروض التكافل» للنساء، وكفالة الذهب («قرض الحسن»، مثلاً)، وكفالة موظف مضمون الخ. وباستثناء مرونة الكفالة المعتمدة في التمويل الصغير، يبدو أن محاولات التوفيق بين الربحية ومكافحة الفقر لم تنجح فعلياً. دوامة الاستدانة حاولت ريما أن تزيد دخل أسرتها التي تعيش من محل سمانة في أحد أزقة مخيم برج البراجنة، مستخدمةً أضيق القنوات. قدمت طلباً في مكتب الأنشطة النسائية في «الأونروا» للحصول على قرض جماعي يسمح لها بشراء مجموعة كومبيوترات تضعها في ركن من الدكان. وقد اشتركت معها بشكل صوري أربع نساء من العائلة لتتمكن من الحصول على «قرض التكافل». استثمرت بذلك القرض كاملأ، وتبلغ قيمته 2500 دولار (خمسائة دولار لكل امرأة). |