الخوصصةالنضالات في المغرب

معركة عاملات وعمال شركة “مودالين” للنسيج : من جديد يتحد الرأسمال والمخزن ضد العمال

معركة عاملات وعمال شركة “مودالين” للنسيج : من جديد يتحد الرأسمال والمخزن ضد العمال.

من خلال معركة عاملات وعمال شركة “مودالين” للنسيج بالبيضاء يتضح التحيز الصارخ للدولة على جميع مستوياتها مع الباطرون ضد الشغيلة.

بدأت الحكاية بتأسيس مكتب نقابي منضوي تحت النقابة المهنية للمؤجورين (المقربة من الحركة الشعبية) بالشركة المذكورة في فبراير 2014.اثر ذلك انضم 460 عامل من أصل 1000 للنقابة وبدؤوا يطالبون بتحسين ظروف عملهم وجوب المشغل الوفاء بالتزاماته الاجتماعية. فرغم الاقتطاعات الشهرية لم تؤدي الإدارة واجبات الصندوق الضمان الاجتماعي منذ سبع أشهر. إضافة إلى ذلك لم يتسلم العمال التعويض عن الساعات الإضافية منذ سنتين. ويعاني العمال من الاشتغال لساعات طويلة تتجاوز المدة القانونية ويتم تشغيل العمال السبت والأحد عند وجود طلبات مستعجلة متوجهة للتصدير.

عوض أن تؤدي الشركة التزاماتها قامت بطرد الأعضاء المكتب في شهر أبريل الماضي وعبرت الإدارة عن رفضها الكلي لوجود نقابة. وقامت بطرد نصف عمال الشركة في 16 أبريل. و في رد فعل تضامني قام العمال المنضوون بالنقابة بتنظيم اعتصام أمام مقر الشركة بالحي الصناعي التشارك (حي مولاي رشيد). أمام تعطيل آليات الإنتاج، المخزن لم يتواني في تنكيل بالعمال.

قمع وحشي 

 وففي صبيحة 21 ماي، تدخلت قوات القمع مدعومة بالكلاب المدربة بالهجوم على الاعتصام العمالي. هجوم وحشي خلف أكثر من خمسين اصابة في صفوف العاملات منها ثماني اصابات في حالة خطيرة. كم وكيفية الهجوم توحي بأن البوليس والمخازنية كانوا سيفرقون تجمع مسلحا بينما الحال هو أنه 100 عنصر من قوات القمع استباحت أجساد نساء ورجال عزل كانوا يطالبون بالعيش الكريم. فحتى المقدمية، الشيوخ، والقايد نكلوا بالعاملات. هذا التدخل العنيف جدا كاد أن يخلف كارثة بسبب  بتكسير قوات القمع للمدخل الرئيسي للمعمل والذي كاد أن يقتل المعتصمات أمام الباب (انظر الفيديو). وحتى تكتمل الصورة، فقد رفض مستشفى بن مسيك تسليم شواهد طبية للجرحى.

 منذ ذلك ” الأربعاء الأسود”، لم يتراجع العمال، فقد واصلوا نضالاتهم وهم يقومون بوقفات يومية أمام مقر عمالة بن مسيك أو ولاية الدار البيضاء. بعد 15 يوم من الوقفات، قبل الباطرون الجلوس لطاولة الحوار. الجلسة الأولى أشبه بالمساومة عقدت بمقر عمالة بن مسيك، حيث رهن إرجاع العمال باعتبار تدخل القمع كان سببه شجار بين العمال!!! بينما يتشبت العمال بإرجاع المطرودين للعمل وتأدية واجباتهم الاجتماعية. 

بغض النظر عن ما ستؤول له هاته المعركة الغير المتساوية القوى، وجب طرح أسئلة عن حياد السلطات التي سخرت جميع أجهزتها القمعية، الإدارية والطبية للدفاع عن الرأسمالي صاحب الشركة. نفس السؤال يطرح حول دور وزارة التشغيل، فكيف يعقل أن هذه الإدارة غائبة عن تدبير هذا الملف وتعنى فقط بالجانب التقني الصرف. التشغيل يفوض تدبير الأزمات للإدارة الترابية، أي للمخزن الذي لا يتوانى في بيع “خدماته” للذي يدفع أكثر.

صلاح المعيزي- مناضل أطاك المغرب- مجموعة البيضاء      

زر الذهاب إلى الأعلى