النضالات في المغربمتابعة النضالات

لماذا يجب أن يستمر نضالنا ضد المديونية؟

لماذا يجب أن يستمر نضالنا ضد المديونية؟

تعد المديونية إحدى أهم المحاور التي تشتغل عليها جمعية أطاك المغرب، عضو الشبكة الدولية من أجل إلغاء الديون غير الشرعية. تعتبر الديون التي تراكمت في غياب أي رقابة شعبية آلية لتحويل الثروات المنتجة من طرف العمال والعاملات وصغار المنتجين/ات لصالح كبار الرأسماليين داخل البلد وخارجه. منذ تأسيسها سنة 2000، رفعت الجمعية مطلب إلغاء الديون العمومية الداخلية والخارجية كخطوة ضرورية لبناء سيادتنا الشعبية وفك الارتباط بمراكز القرار الأجنبية من مؤسسات مالية وتجارية دولية وقوى إمبريالية. وللتعبئة من أجل هذا المطلب، نادت أطاك بضرورة تدقيق الديون تشارك فيه جميع الشرائح المتضررة.

تدقيق مديونية المغرب: راهنيه المطلب وضرورته

ظلت جمعية أطاك المغرب تنادي بتدقيق مواطني للمديونية. ومازالت تواصل عملها التثقيفي والنضالي لجعل هذا المطلب شعبيا، ودحض مبررات رفض التدقيق ككونه مثلا مطلب ثانوي أو أن شروط إنجازه صعبة، أو أن الديون هي آلية للتنمية وفي صالح الشعوب. يريد الليبراليون اقناعنا بأن الديون موجهة لمشاريع تنموية وفي خدمة الغالبية المفقرة. بل العكس تماما هو الصحيح، إذ تسعى المؤسسات المالية إلى فرض سيطرتها على دول الجنوب من خلال إغراقها في دوامة الديون، ثم بعد ذلك التحكم في سياساتها وسلب سيادتها. لذلك فالديون هي آلية استعمارية بامتياز.

يسمح نظام المديونية للمؤسسات المالية بالتدخل وفرض مخططات تخريبية بامتياز، وخير نموذج هو وصفة بداية الثمانينيات المتمثلة في برامج التقويم الهيكلي التي زادت من حدة التناقضات الكامنة وخربت كل القطاعات الاجتماعية في مقدمتها التعليم والصحة.

يمكن الارتكاز على القانون الدولي نفسه وعلى النتائج الكارثية للديون سواء على الانسان او البيئة لبناء  مرافعة متينة ضد المؤسسات المالية الدولية. كل هذه الأسس تؤكد على ضرورة انجاز تدقيق مواطني لديون البلد ووقف تسديدها.

انعقاد اجتماع المؤسسات المالية بمراكش: فرصة للتعبئة ضد المديونية وتدخل أصحاب المال في شؤون البلدان

سينعقد الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي بمعية البنك العالمي بمراكش  من 9 الى 15 أكتوبر 2023. ويعتبر هذا اللقاء الأول في تاريخ هذه المؤسسات الذي سينعقد ببلد افريقي منذ 50 سنة (انعقد الاجتماع الاول  بنيروبي سنة 1973) الأمر الذي تروج له الدولة المغربية عبر مؤسساتها على انه إنجاز كبير تم بفضل نجاح النموذج التنموي والوصفات الليبرالية التي يفرضها المتحكمون الماليون، وبالتالي تجندت له باستعدادات قوية وسخرت له مؤسساتها لضمان نجاح هذه القمة.

علة وجود جمعية أطاك المغرب هو التحفيز النضالي لمن هن/م في الأسفل لرفض السياسات المملاة من طرف المؤسسات المالية الدولية والتي تزيد من بؤس الغالبية العظمى من سكان الكوكب، ونشر الوعي عبر تثقيف شعبي. اختارت الجمعية شعار “لنواصل المساهمة في بناء المقاومات من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والبيئية” لمؤتمرها السابع المنعقد في دجنبر 2022، معبرة من خلاله على إصرار وتحدي كل الصعاب للإسهام في استنهاض فعل نضالي من أجل مجتمع تسوده سيادة شعبية وخال من التبعية للمؤسسات المالية الدولية. هذه الأخيرة تفرض وصفاتها ويتعاون معها أصحاب القرار بالبلد لإغراق المغرب بالديون ورهن القطاعات الاجتماعية لدى الرأسماليين.

تحفيز فعل نضالي من أجل قمة مضادة لقمة الرأسمالين فرصة لا يجب على الإطارات المناضلة تفويتها للتعبير عن الرفض القاطع لتدخلات هذه المؤسسات في قطاعاتنا الحيوية. إنها فرصة أيضا لتجديد النداء من أجل المطالبة بتدقيق مواطني لديون البلد. علينا التجند لاستغلال هذه الفرصة التاريخية لإسماع أصواتنا للقارة وكل العالم بأننا نرفض وحشية وطمع هذا المستعمر الجديد.

سيمان

اطاك المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى