النضالات في المغرب

تقرير حول مجريات معركة عمال مرضى السيليكوز وحوادث الشغل والمطرودين والأرامل بشركة مفاحم جرادة المعتصمين أمام مقر خلية شركة مفاحم المغرب سابقا

تقرير حول مجريات معركة عمال مرضى السيليكوز وحوادث الشغل

والمطرودين والأرامل بشركة مفاحم جرادة المعتصمين أمام

مقر خلية شركة مفاحم المغرب سابقا

 

 منذ فاتح غشت 2016، وضحايا مرض السيليكوز وحوادث الشغل والمطرودين وأرامل العمال الذين كانوا يشتغلون في شركة مفاحم جرادة، يخوضون اعتصاما أمام مقر خلية شركة مفاحم المغرب سابقا. ويعد هذا الاعتصام البطولي استمرارا لمسيرة طويلة من النضال والتضحيات لتكسير مؤامرات الصمت والتواطؤ التي طُبقت على ملف المطرودين والأرامل والمسرحين لأزيد من 18 سنة. وحققت المعركة، بفضل مؤازرة مناضلين أنصار قضايا الطبقة العاملة، بعض نقط الملف المطلبي الذي قدم للمسؤولين المعنيين (وزارة الطاقة والمعادن، والصندوق والوطني للضمان الاجتماعي، والصندوق الوطني للتقاعد، ووزارة الداخلية، إلخ) من بينها أساسا تكملة عدد الأيام لمجموعة من العمال الذين لم يستوفوا 3240 يوم عمل من أجل الحصول على معاش التقاعد. وهذا ما سمح ببعث الأمل في صفوف المعتصمين وتفنيد الادعاءات ومحاولات التضليل للنيل من عزيمتهم وصمودهم. كما زاد من إصرارهم على مواصلة المعركة حتى تحقيق باقي نقط الملف المطلبي، وخصوصا ملف تعويض المطرودين وفق اتفاق سنة 1998. وهكذا، نفذ المعتصمون وقفة احتجاجية سلمية أمام باب عمالة إقليم جرادة يوم الإثنين 28 غشت 2017 مطالبين باستخلاص رواتب الزيادة في الإيراد والإيراد بنسبة 100%نظرا لحلول عيد الأضحى والدخول المدرسي وعجز أغلب العمال عن مسايرة هذا الوضع المادي الصعب. لكن تفاجأ العمال بتدخل همجي لأجهزة القمع بشتى تلاوينها من طرف قائد المنطقة وأعوانه وباشا المدينة وكولونيل القوات المساعد وكذا ممثل المصالح الأمنية، حيث بدأ هؤلاء في السب والشتم والركل والرفس في الأجساد التي أنهكها مرض السيليكوز. وترتب عن هذا التدخل إغماءات في صفوف العمال، حيث تلقى عامل ضربة خطيرة على مستوى الرأس، وتلقى أخر ضربة على مستوى اليد، وسقط أخر مغميا عليه، ونقلوا في حالة مستعجلة نحو المستشفى الإقليمي بلعوينات -جرادة. وقام العمال مباشرة بنقل شكلهم النضالي نحو ساحة الأمل منددين بهذه التعسفات. لكن قوات القمع ستعاود تدخلها في نفس اليوم حوالي الساعة الحادية عشر والنصف ليلا وذلك بشكل أعنف حيث استقدمت أزيد من 15 سيارة تابعة للقوات المساعدة والأمن الوطني في مواجهة عدد من العمال لا يتجاوز عددهم 9 عمال. وقامت باعتقال عجاني عبد الغاني الذي كان ينوب عن أبيه في جميع إجراءات وأطوار هذا الملف بصفة قانونية نظرا لعجز والده الدائم، ولفقت له عدة تهم من بينها محاولة إضرام النار في نفسه مستغلين تواجد قنينة بنزين صغيرة كانت لغرض ملء دراجة نارية لأحد العمال. وهذا ما يكشف بشكل ملموس تواطؤ السلطات المحلية التي أمرت بتدخل قوات القمع للمرة الثالثة على الساعة الثانية والنصف ليلة الثلاثاء 29 غشت 2017 أثناء الوقفة السلمية أمام المصالح الأمنية للمطالبة بإطلاق سراح العجاني عبد الغاني. هذا الأخير سيحال على وكيل الملك الذي قام بإيداعه في السجن المحلي بوجدة. وأقدم العمال على تنفيذ وقفة ومسيرة سلمية اتجاه العمالة ووجهت بالقمع للمرة الرابعة. وقرر العمال قضاء العيد في الشارع احتجاجا على هذه التدخلات ومطالبين بإطلاق سراح رفيقهم المعتقل. وعقد لقاء على مستوى عمالة جرادة وطالبت السلطات رفع الاعتصام الذي دام أزيد من سنة مقابل إطلاق سراح المعتقل وتسوية باقي النقط العالقة في الملف المطلبي، وهو ما اعتبره العمال انتصار معنويا لمعركتهم.

لكن السلطات سرعان ما ستخرق وعودها ولم تصرف سوى نصف الإيرادات التي ينتظرها العمال، أي فقط مبلغ 300 درهم. وفي 9 شتنبر 2017 على الساعة 8 صباحا أقدمت السلطات على تفكيك المرآب التابع لإدارة مفاحم المغرب سابقا، وهو ما يكشف بالملموس بداية إقبار خلية مفاحم المغرب التي تعتبر حلقة وصل بين العمال والإدارة في ما يخص وثائق ( الأحكام – الإرادات – ملفات الوفيات – منح شهادة التقاعد 55 سنة …). وهذا ما يتعارض مع مضمون الاتفاقية الاجتماعية لسنة 1998، والتي جاء فيها ما يلي: “حيث أنه لن تغلق هذه الإدارة حتى استيفاء حق آخر وريث من عمال المنجم“.

وأمام هذا الوضع الخطير، يعلن العمال المتضررين وأراملهم والمطرودين ومن شركة مفاحم المغرب:

عزمهم مواصلة النضال حتى تحقيق كافة مطالبهم العادلة والمشروعة

مطالبتهم بفتح تحقيق من طرف مصالح وزارة الداخلية وإرسال لجنة مستقلة للمجلس الأعلى للحسابات ووزارة الطاقة والمعادن والمكتب الوطني للهيدروكربونات لعمالة جرادة من أجل التحقيق في شأن تركة مفاحم المغرب وملف عمال مرضى السيليكوز والأرامل والمطرودين والمسرحين وحوادث الشغل.

مواصلة معركتهم حتى تحقيق كافة حقوقهم ومطالبهم.

عامل متضرر من جرادة

جرادة بتاريخ 10/09/2017

 

زر الذهاب إلى الأعلى