النضالات في المغرب

شركات التدبير المفوض نهب للموارد واستغلال للعمال شركة أمانور نموذجا

يخوض عمال شركة أمانور للتطهير السائل، في مدن طنجة وتطوان والرباط، إضرابا عن العمل واعتصاما بمقر الشركة ضد القمع والطرد وسوء المعاملة التي يتعرض لها العمال والنقابيون، هذه الحركة الاحتجاجية التي جاءت بعد طرد الكاتب العام للمكتب النقابي، ومعه أعضاء من المكتب.

تأسست شركة أمانور في أبريل 2003، عقب التدبير المفوض لقطاع توزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل لفائدة أمانديس بكل من طنجة وتطوان وهي فرع من فروع فيوليا المغرب التي تستحوذ على القطاع بجهة الرباط أيضا.

سياسة استحواذ البورجوازية على قطاع الخدمات العامة تعود إلى الفترة الاستعمارية التي أرست قواعد نهب موارد البلد على أسس رأسمالية، مستعملة قوة الحديد والنار للسيطرة على مختلف الموارد الطبيعية ونهبها، هذه الفترة التي امتدت من 1909 إلى سنة 1956.

لكن خروج الاستعمار الفرنسي المباشر، أدى إلى تحويل الخدمات العامة لتوزيع الماء والكهرباء إلى التدبير العمومي، عن طريق شرائها من ملاكها الخواص، علما أنها بنيت بعرق ودمع ودم عشرات آلاف المغاربة، مستفيدين من قروض باسم المغاربة، التي لازال شعبنا يدفع فوائدها للآن وهي ديون كريهة استعملت في استعباد الشعب المغربي.

هذه المعالجة للإرث الاستعماري التي تمت على حساب مصالح الشعب الكادح، هي التي ستجعل حبل النهب الاستعماري يستمر. وسيسعى المعمرون الجدد للانقضاض على المجالات التي فقدوها من قبل، وستكون البداية من قطاع النقل منذ منتصف الثمانينات ، ومنذ 1997 سيبدأ غزو قطاع توزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل من الدار البيضاء ليمتد للرباط وطنجة وتطوان.

يعتبر التدبير المفوض إذن، صيغة لتيسير استحواذ الشركات الاستعمارية بتعاون مع الرأسماليين محليا، على فوائض تجارية ضخمة، الاقتصاد المحلي في حاجة ماسة لها، كما يعتبر أداة لتكريس الاستغلال البشع للشغيلة لا من حيث ظروف العمل و أدواته ولا من حيث الأجور.

يشتغل عمال امانور في ظروف قاسية ، فهم مهددون بانهيار التربة عند مد قنوات الصرف الصحي جراء عدم وضع حواجز الحماية المناسبة أثناء أداء الأشغال. كما يتهددهم الغرق حيث لا تقام حواجز ملائمة لحماية العمال المتدخلين وسط مجاري الواد الحار من تدفق مائي مفاجئ. يضاف لذلك خطر التسمم باستنشاق الغازات السامة المتراكمة في مجاري الواد الحار، علاوة على مخاطر ملامسة الوحل المشبع بالمواد الكيماوية والمعدنية المختلفة السمية، مما يسبب أمراض السل والتهاب الكبد الفيروسي وأمراض جلدية متنوعة. عدم توفر وسائل الحماية المناسبة تجعل العامل يعيش تحت تهديد دائم  بخطر الاصابة بالأمراض والموت أثناء كل لحظة وهذا وحده جحيم لا يطاق ووضع منهك نفسيا ومعنويا.

بطش الشركة بالعمال ظاهر وجلي، وأجور البؤس أكبر تعبير عن ذلك حيث لا تتجاوز 3000 درهم، في ظل انعدام أي اتفاقية جماعية يمكن أن تحسن من ظروف العمل، التي زادت سوء مع مجيء الادارة الجديدة في أبريل 2018.

ويبقى الهجوم الأكبر هو محاولة تصفية العمل النقابي، بهدف تجريد العمال من سلاحهم الوحيد والفعال ضد بشاعة الاستغلال، أي الاضراب. فالدولة والبورجوازية لا تلتفت لآهات العمال والعاملات إلا إذا توقف سيل الربح الذي يغذي خزائن الرأسماليين.

لقد كانت وعود المشرفين على عملية خوصصة المرافق العامة (تحت غطاء التدبير المفوض) مليئة بالوعود المعسولة، حيث بشروا بتحسن شروط تسيير القطاع ومعها الخدمات المقدمة للمرتفقين وكذا تحسن شروط عمل ووضعية الأجراء. غير أن نتائج التدبير المفوض كانت كلفتها المالية أكبر ومردوديتها أقل، تشهد على ذلك أكوام الأزبال المتراكمة في كبريات المدن المغربية، وعلب السردين المتهالكة المسماة حافلات النقل الحضري التي تجوب شوارع المدن، وغرق العديد من أحياء المدن في الأوحال مع أول قطرات المطر. زد على ذلك الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف المنبعثة من قنوات الصرف الصحي.

هذه المعركة العمالية في حاجة لتضامن نقابي عملي واسع من مختلف المكونات النقابية فاستهداف النقابة سياسة دولة وبطرونا، كما أن تضامن الجمعيات والمثقفين وكل الأحرار واجب، فالسكوت عن قهر عمال لأنهم طالبوا بحقوقهم ستظل وصمة عار على جبين كل المتخاذلين.

من أجل الارجاع الفوري لكافة المطرودين والاستجابة للملف المطلبي للعمال. من أجل إرجاع المرافق المفوض تدبيرها للخواص للتدبير العمومي تحت رقابة الشغيلة.

ملاحظة: واكب مناضلون ومناضلات من مجموعة أطاك طنجة في الخطوات النضالية، وقفة أمام ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة يوم 23 يناير 2020 ووقفة ثانية أمام مندوبية وزارة التشغيل يوم 24 يناير ومسيرة يوم الأحد 26 يناير بالسيارات إلى مقر اعتصام العمال بمقر الشركة بالمنطقة الصناعية مغوغة -طنجة ووقفة بساحة الأمم يوم 29 يناير 2020. ونظمت مجموعة أطاك المغرب بطنجة زيارة تضامنية للمعتصم يوم 8 مارس 2020 .

أ.م.ط

طنجة في 10 مارس 2020

زر الذهاب إلى الأعلى