غير مصنف

ماذا ترك الكوب لمراكش

ماذا ترك الكوب لمراكش

محمد النواية

بدأ الكوب 22 بالفيضانات وانتهى بالفيضانات وثبتت اللعنة التي تلاحق المنتديات والمؤتمرات بمراكش ، وتذكر بان هناك مغربا اخر ليس بينه وبين هذه الحفلات الا الخير والاحسان وان الطبيعة هي دائما الفاضحة لكل متستر على الفاسدين . وسقطت الاقنعة والشعارات الرنانة وذابت المساحيق وتعرى الواقع الذي كان مستورا بالزينة  وموشحا بالحلي المموهة، ورحلت وفود العالم الثالث ودول العالم

الكبرى التي تكذب على الشعوب الفقيرة بالقرارات والاتفاقيات المزيفة التي لا طائلة منها ولا فائدة ، ورحلت معها الأشجار ومختلف النباتات التي كانت هي الأخرى في ضيافة المؤتمر والمستشفيات المتنقلة والمصحات المقامة في الخيام الكبرى وسيارات الاسعاف الفاخرة والمجهزة المنتشرة في الساحات الخضراء والزرقاء ؛ كما رحلت جحافل القوات الأمنية والقوات المساعدة . وشهد سجن بولمهارز قبل المؤتمر حركة فريدة للحافلات التي تنقل السجناء الى اتجاهات اخرى خارج مراكش، وردا على تساؤلات الشارع رد مدير السجون بان الامر يتعلق بتخفيف الضغط الذي تعرفه جميع سجون المملكة، لذا وجب نقل النزلاء الى سجون جديدة تحفظ كرامتهم الا ان الواقع فند هذه التصريحات وجاء الخبر المفاجئ يقول بان والي مراكش وقع على تفويت هذا العقار.  عاد المشردون الذين هجر بعضهم والبعض الاخر نصبت له خيام في دار البر والاحسان ورمي بهم على التو بعد اعلان انتهاء المؤتمر، ورجع الأفارقة والسوريون المنكوبون الى ارصفة الشوارع ليعترضوا مجددا السيارات متوسلين المساعدة . عاشت مراكش حلما جميلا، شوارع فسيحة، وانارة جميلة بمختلف الالوان والاشكال وازقة نقية بأرصفة مزلجة وصباغة جديدة وحدائق مهيكلة ونباتات مزهرة قبل وقتها جيء بها من مشاتل درجة أولى  . وفي مائة نقطة بالمدينة اقيمت مراحيض متنقلة لكي لا يتكرر سيناريو المخرجين السينمائيين فوق خشبة الشاشة الكبرى بساحة جامع الفنا ” ريدلي سكوت وبيل  موراي” (اوسكار 2015) اللذان تبولا في ثيابهما الأنيقة والمعطرة وتم نقلهما الى  مراحيض المقاطعة ليتمما تبولهما .  ولم تخل ازقة مراكش واحيائها من الفرق الامنية والمخبرين حتى احست الساكنة ان الامن والامان غمرا البيوت وسكن الاجساد وسرعان ما تفاجأ الجميع بالخراب الذي تعرفه الخدمات العمومية بعد نهاية مؤتمر الأمم المتحدة، وأفاق بعد هذا الحلم الجميل على كابوس التشرميل والاعتداءات بالسيوف والسكاكين والتحرش  والاغتصاب .  وهلل الاعلام والابواق السياسية للملايير من الدراهم التي خصصت لهذا الحدث، ولم تواكبها حماية للتجهيزات التي اصبحت اما ديكورا او خرابا. من بينها الدراجات الصديقة للبيئة؛ القادمة من اوروبا من طرف شركة اجنبية وحجز هذه الدراجات  يتطلب بطاقة ائتمانية دولية ورقم سري يمكنك من الحصول على بطاقة معبئة بعدد ساعات الفسحة، انها عنصرية مكشوفة تمارس على المراكشيين الذين لهم تاريخ مع الدراجة، وسلوك يطبعهم في فضاءات عيشهم المتجاورة، يروا في حركتها اريحية متحررة من عنف السرعة وتلقائية تليق ببساطتهم، هذا السلوك الذي اهتدى اليه أخيرا أهل الغرب لما حاصرتهم الغازات التي تنفثها مصانعهم والدخان الذي تقذفه سياراتهم ووسائل نقلهم التي غدت مصانع متنقلة ملوثة.  اما قصة الحافلات الصديقة للبيئة التي ظهرت في القناة الاولى في حملة اشهارية روج لها المجلس الجماعي بمراكش فلم يظهر لها اتر بعد فشل الصفقة الذي اراد فرضها على شركة ألزا للنقل الحضري .ما هذه اللخبطة في التسيير والتدبير والكذب على المواطنين بمشاريع لا تحترم مشاعرهم، وتسويق الاوهام للبسطاء……..

ليس بهذه الاساليب سنواجه تداعيات تدمير البيئة والمناخ.

زر الذهاب إلى الأعلى