غير مصنف

في الذكرى الثانية لشهيد لقمة العيش محسن فكري طحن أبناء الريف مستمر بالأحكام الجائرة

في الذكرى الثانية لشهيد لقمة العيش محسن فكري طحن أبناء الريف مستمر بالأحكام الجائرة

حلت الذكرى الثانية لشهيد لقمة العيش محسن فكري يوم الأحد 28 أكتوبر 2018، وقد تم تخليدها بمنطقة امزورن من طرف الجماهير الغفيرة التي شيعت والدة معتقل الحراك بلال أهباض المدان بعشر سنوات سجنا نافذا.

مر تخليد فكري في جو الحصار والعسكرة الذي تعرفه مناطق الريف، حيث منعت وشتتت مسيرة إمزرون ، وحوصرت مسيرة تماسينت لمنعها من الوصول إلى إمزورن.

بعد استشهاد فكري بالطريقة الوحشية داخل حاوية أزبال في أكتوبر 2016، خرج الريف مطالبا بمعرفة الحقيقة ومحاسبة قتلة الشهيد، نضج الحراك بتسطير ملف مطلبي جوهره ضمان العيش الكريم.

واجهت الدولة مطالب مناطق الريف بالقمع والاعتقالات أبرزها ما صدر في حق طلائع النضال الزفزافي ورفاقه، ولازالت المحاكمات الجائرة مستمرة، آخرها يوم الثلاثاء 26 يونيو 2018(التي توجت مسلسلا طويلا من التحقيقات والتأجيلات أنهكت أجساد عائلات المعتقلين جراء السفر وتكاليفه المادية والمعنوية) وأسقطت زيف شعار استقلال القضاء والعدل.

على الرغم من ثقل الاحكام الجائرة ـ استمر المتظاهرون/ات في المطالبة ببراءة المعتقلين وتنظيم أشكال احتجاجية سلمية على غرار ما عرفه الريف منذ بدء الحراك الشعبي السلمي في أواخر سنة 2016. في المقابل لم تتوقف سيارات البوليس عن مطاردة المحتجين و فتح مذكرات بحث في حق كل من ردد شعار : الموت ولا المذلة.

عوض محاسبة قتلة فكري والعتابي وتأمين ظروف اجتماعية واقتصادية لجميع الفئات الشعبية والقطع مع السياسات المسببة لنا في المزيد من التقشف والتفقير: اعتقلت أيادي المستبد مجموعة أخرى من أبناء الوطن المطالبين بفك الحصار عن الريف وعن براءة المعتقلين القابعين في سجن عكاشة بالبيضاء، وحكمت بإدانة 17 ناشطا، على خلفية المشاركة في احتجاجات شهدتها بلدة سيدي بوعفيف نواحي الحسيمة.

وجاءت الاحكام على الشكل التالي :

  • ست سنوات نافذة لهشام أقروش .
  • أربع سنوات لكل من : عاشق أزواغ وهشام الدوائيري وأناس بلحاج وعصام الحدوشي
  • ثلاث سنوات لكل من :  كريم أزلاوي وأمين حميش ومحمد (الروبيو) ومحمد البوشعيبي وجمال بنعيسى وحكيم بنعيسى وإبراهيم بنعيسى.

سنة ثانية من الاعتقالات والظلم والحكرة تأتي مع الذكرى الثانية لطحن محسن فكري وكأن شعار الطحن التي رفعته الدولة لن يتوقف وطاحونة الاستبداد مازالت تفتك دمائنا!

إن السياق الحالي الذي تعرفه البلاد مطبوع بسخط شعبي عام لمختلف الفئات الشعبية، يتجسد ذلك في مبادرات شبيبية رافضة لمشروع التجنيد الاجباري وتنسيقية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد وكل الهيئات المدافعة عن مجانية التعليم والصحة وضمان الوظيفة العمومية وغيرها… تفرض شراسة الهجوم الليبرالي للدولة على الضحايا التحام وتوحيد الجميع لفك الحصار على الريف باعتباره خط دفاع أول عن مشروع تحرري يشمل كل البلاد.

الطريق الموصلة للغد الأفضل التي تنشده جميع الفئات الشعبية شقه حراك الريف من خلال مطالبه الاجتماعية والاقتصادية الدقيقة و المباشرة.  وهذا لن يتأتى إلا عبر سياسات عمومية موجهة لمن هم أسفل الأمر الذي لن يتحقق بالاستجداء ورفع المذكرات إلى الحكام، بل يحتاج إلى قوى شعبية تضع على رأس مطالبها إلغاء الديون الكريهة وغير الشرعية وغير المحتملة: ملايين الدراهم التي تنهبها المؤسسات المالية العالمية ( صندوق النقد والبنك العالميين)، قادرة على توفير مناصب الشغل القار والمستقر لكل المعطلين والمعطلات عن العمل، والحد من مشاكل الهجرة السرية وضمان أن لا نخسر حياة أخرى برصاصة باردة. وأيضا بالأموال المنهوبة ستعبد الطرق لإتاحة الفرص لأطفال القرى والمدن لولوج المدارس العمومية بمرافق وتجهيزات تضمن تحصيل علمي جيد وبها ستشيد بنيات تحتية بمعايير السلامة الكاملة لن نخسر معها حياة ذوينا في القطارات..

الموت ولا المذلة شعار تعلمناه من أبناء الريف وجب علينا رفعه في نضالاتنا اليومية من أجل تلبية ملفنا المطلبي والذي سطره المقهورون بالبند العريض : مغرب الكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية والحرية للجميع.

خديجة معراس

زر الذهاب إلى الأعلى