النضالات في المغرب

وجهة نظر: إلى أين تسير معركة الاساتذة الذين فرض عليهم التعاقد؟

وجهة نظر: إلى أين تسير معركة الاساتذة الذين فرض عليهم التعاقد؟

1_ صمود بطولي: 

وسط التضليل والترهيب يعيش السيد امزازي هذه الايام تحت ضغط رهيب، بفعل الصمود المبهر للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد وحجم التضامن المتصاعد مع نضالاتهم. وهو يعرف أن انتصار التنسيقية سيعني غالبا التضحية به رغم ركعته الشهيرة. وهو ما تفضحه عصبيته وعصبية كل موظفيه السامين خلال خرجاتهم الاعلامية، وكذا كمّ التخبط والعشوائية الذي تتسم به كل الاجراءات التي تتخذها وزارته وملحقاتها الجهوية والاقليمية. وهي اجراءات وتهديدات سرعان ما يتبين عجزها عن تفتيت وحدة الاساتذة والتحام في اطار تنسيقيتهم، وانها زيادة على ذلك اجراءات معيبة قانونيا بفعل التسرع والعصبية، فيبادر الى اتخاذ اجراءات أخرى واطلاق تهديدات جديدة تلقى نفس المصير. وهذا ما عبر عنه بحرقة وبصراحة هي للسذاجة أقرب، في ندوته الصحفية ليوم 27 مارس، حين قال في الدقيقة 16 من نقله المباشر للندوة: “ما يأسفنا أكثر أنه مهما كانديرو هاذ التنسيقيات كيأججو لينا الوضع أكثر وأكثر..وكيرعبوا الاساتذة اللي كيبغيوا يقوموا بهاذ الدور الشريف المسؤول” للسيد الوزير امنية واحدة عزيزة على قلبه الرهيف هذه الايام وهي رؤية الأساتذة ينفضون من حول تنسيقيتهم، وكل اجراءاتهلترهيبية “الجديدة” من تعويض فوج 2019 بلوائح الانتظار وعزل مناضلي التنسيقية ومحاولة استرضاء قواعد التنسيقية بعدم المتابعة تهدف أساسا الى تحقيق تلك الامنية.

2_  ماذا تريد الدولة من خلال تعنتها؟

إن تعنت الدولة حتى الان يفضح أنها لا تقيم بالا لتلاميذ الاسر الشعبية أو لدراستهم وشروطها ولا لمصيرهم. والدولة تهدف من خلال هذا التعنت إلى تحقيق أحد الخيارين التاليين:

أ- افشال الاضراب بأي شكل عبر كسر وحدة التنسيقية أو عزلها عن محيطها النضالي المباشر.

ب- في حال عجزت عن ذلك فهي تسعى إلى إرهاق التنسيقية قيادة وقواعد (نفسيا وماليا وجسديا) حتى تضطر التنسيقية للبحث عن أي بصيص أمل لحلحلة الوضع وقبول الدخول في أي صيغة للحوار مهما كانت شروطه…وعلى رأسها مناورة وقف الاضراب مقابل الحوار. وستجد الدولة “الوسطاء المناسبين” ليطالبوا التنسيقية بذلك “تعبيرا عن حسن النية”

3_ مرتكزات انتصارنا القادم

ينبغي أن نعي أنه خلف تعنت الدولة وخرجاتها الترهيبية ثمة رعبها من نقط قوتنا التي تهددها بهزيمة نكراء وربما بتوسع المعركة إلى مطالب وآفاق أخرى أكثر جذرية لاسيما في ظل الوضع النضالي الملتهب في الجزائر.

تتشكل نقط قوتنا الرئيسية كمعنيين بالمعركة الجارية من:

أ- صمود التنسيقية والتحامها حتى الان ضربة موجعة لاعداء مصالح أبناء الشعب. وهذا الصمود هو الكنز الذي علينا تقويته وستكون محطة 29 و 30 مارس حاسمة لافشال الخيار الاول…

ب- التضامن التلقائي للتلاميذ مع أساتذتهم أحد النقط المهمة التي تقض مضجع الوزارة ومعها الدولة …رعبهم من جيل 2000 (المتمرد الرافض لظلم الاساتذة و الذي تمرس على النضال خلال نونبر ضد زيادة ساعة) تفضحه حملاتهم المنظمة لترهيبهم وترهيب ابائهم.

ج- التعاطف الهام والمتزايذ لبقية شغيلة قطاع التعليم مع المعركة وانجاحها بنسب كبيرة جدا الاضراب الاخير. د – موقف النقابات حتى الان الداعم لهذا الصمود أولا من خلال تبني الادماج كحل وحيد.. وثانيا من خلال دعوتها لإضرابها الاخير .

4_  ما العمل الان؟

أيا يكن ما قامت به الدولة وأجهزتها فمقومات انتصار المعركة قائمة وواضحة ومتينة حتى الآن. صمود التنسيقية وصل مستويات خرافية حقا خلال شهر مارس.. وأمام تعنت الدولة وارهابها فإن تقوية هذا الصمود وهزم عجرفة الدولة يمر عبر تمتين وتقوية جبهة النضال القائمة دفاعا عن المدرسة العمومية (التنسيقية والنقابات شغيلة القطاع ..وشبيبة مدرسية) وتوسيع انخراط الاسر الشعبية في المعركة.

جبهة شعبية موحدة شعارها: إسقاط التعاقد وحماية المدرسة العمومية ومجانيتها. جبهة شعبية ووسيلتها: الدعوة إلى إضراب عام وحدوي بقطاع التعليم لمدة أسبوع قابل للتمديد بالقطاع انطلاقا من 15 أبريل. نحن أنصار المدرسة العمومية من أساتذة وتلاميذ ونقابات لدينا مهلة أسبوعين للإعداد لمعركة شاملة لإسقاط مخططاتهم التخريبية. فإما أن نستثمرها لإعداد ميزان قوى قادر على ذلك، وإما فالمدرسة العمومية وكرامة كل الشغيلة وكل ما بقي من مكاسب تاريخية هي التي ستسقط تباعا…وربما إلى الأبد. الخيار لازال بين أيدينا حتى الان…فليبذل الكل أقصى ما يستطيع… و معا نستطيع!

بقلم/م.م

أطاك المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى