حملات أطاك

فيلم ” الموت ولا المذلة ” حول حراك الريف من إنتاج أطاك المغرب (رابط الفيلم كاملا)

فيلم  ” الموت ولا المذلة ” حول حراك الريف من إنتاج أطاك المغرب (رابط الفيلم كاملا)

أنتجت جمعية أطاك المغرب عضو الشبكة الدولية للجنة من أجل إلغاء الديون غير الشرعية، سنة 2017 فيلما وثائقيا من 24 دقيقة و28 ثانية، حول الحراك الاجتماعي في الريف. يتناول الفيلم الوثائقي سيرورة النضال البطولي لأهالي منطقة الحسيمة والنواحي في شمال المغرب. تبدأ حكاية الشريط مع وفاة الشهيد محسن فكري وتطور الوقائع إلى أن بلغت ذروتها في ما بات يعرف بحراك الريف الشامخ الذي استمر زهاء سنة من النضال الجماهيري في الساحات والميادين.

لقد خضنا تجربة إخراج الفيلم بطريقة جماعية عبر نقاشات و اجتماعات ناقشت الجدوى و الأهداف و الأفكار المزمع تناولها، في إطار الاكراهات خاصة القمع، علاوة على أن السيناريو و السينوبسيس ثمت مناقشته و بعثه للمعنيين لإضافة الملاحظات و ما يرونه من تعديلات، و هو ما ثم فعلا.

إن جمعية أطاك المغرب أنجزت الفيلم كأداة للتعبئة يعكس وجهة نظر المضطهدين و  ويعكس أيضا منظوراتنا المنحازة بالكامل للريفيين. إننا في جمعية أطاك المغرب لسنا محايدين و لا نريد أن نكون كذلك. نحن نصطف إلى جانب المقهورين بشكل واعي و نضع أدواتنا و طاقتنا في خدمة معاركهم دون أحكام مسبقة.

نتمنى أن نكون قد وفقنا في خدمة قضية الريف الشامخ، ويبقى هدفنا الجلي من كل ذلك هو الفهم ثم الاستفادة بتعميم الدروس البليغة لهذه الانتفاضة المتميزة خاصة في طرق التنظيم الذاتي و تقنيات التواصل مع المضطهدين.

قصة وسيناريو فيلم ” الموت ولا المذلة “

تبدأ سيدة في رواية الأحداث على شكل قصة شفوية تحكي باقتضاب واقع حياة الريفيين وتنتقل من خلالها إلى كل فترات الحراك ومجرياته.

تبدأ شرارة الحراك مع مقتل محسن فكري مطحونا في حاوية للنفايات، يليها تجمع المواطنين احتجاجا على القتل المهين لأحد أبنائهم، لتتلوها مظاهرات جماهيرية عفوية وحلقات نقاش شعبية لتدارس كيفية التعامل مع الجريمة. تستشعر الدولة الخطر الداهم وترسل رجالاتها إلى المحتجين لإقناعهم بالعدول على ما هم عازمون على تنفيذه والعودة إلى منازلهم ليترك المجال ” للعدالة ”  حتى تأخذ مجراها. فجأة يقتحم شاب في أواخر الثلاثينيات من عمره حلقة النقاش الجماهيري، ويعترض على كلام رجال الدولة ومنتقدا له. نال تدخل الشاب موافقة الحاضرين، ليصبح ناصر الزفزافي أحد أبرز الوجوه في حراك الريف. بعد ذلك تطور الأمر إلى انتفاضة عارمة دامت سنة كاملة انتهت باعتقال المناضلين والتنكيل بأبناء الريف وحصاره.

ظروف انجاز الفيلم وإكراهات العمل التوثيقي المصور في المغرب

أنجزت جمعية أطاك المغرب، الفيلم في ظروف عصيبة وبالغة القمع والحصار على منطقة الريف. انتقل فريق العمل إلى مدينة الحسيمة مباشرة بعد مسيرة 20 يوليوز سنة 2017، من أجل تصوير مشاهد حية من المنطقة، إلا أن الحصار المضروب على الريف حال دون التصوير الاحترافي للعمل باستعمال أحدث التقنيات.

لقد دفعتنا حالة الحصار والترهيب إلى الاعتماد كليا على فديوهات صورت يوم 20 يوليوز بالهواتف النقالة،  حين خرج آلاف الريفييين والريفيات إلى الشوارع ومعهم العديد من المناضلات والمناضلين من مختلف مناطق المغرب، علاوة على بعض المقاطع المأخوذة من اليوتيوب وفديوهات صورها في ذلك اليوم بعض المناضلين والمناضلات.

كذلك دفعتنا أجواء الترهيب إلى استقبال بعض المستجوبين في مدينة الدار البيضاء بدل التصوير معهم ومع عائلاتهم في الحسيمة. لقد طالت يد القمع أيضا أحد أعضاء فريق التصوير الذي أعتقل في مدينة الحسيمة بعد ملاحقته وترصد تحركاته، ليطلق سراحه بعد ذلك.

تدفع خطورة العمل المصور (الصوت والصورة )، وسرعة فضحه لانتهاكات الدولة في حق المواطنين ومدى استجابة الناس لما يحمله من مضمون نضالي، الدولة إلى وضع عراقيل قانونية وإدارية معقدة للحد منه، ليس أقلها الحصول على ترخيص من المركز السينمائي المغربي الذي يتم تعيين مديره !

 الهدف من الزج بالجمعيات المناضلة في أتون التراخيص والوثائق الإدارية هو منعها الفعلي من الحركة وتنفيذ برامجها. في مقابل ذلك تحصُل الجمعيات الموالية للاستبداد على كل أنواع التراخيص بسهولة بالغة، كما تحصل على الدعم السخي للدولة.

الفن والفنانون في خدمة قضايا الشعوب

لقد قاوم فنانون كثر، في مختلف بقاع العالم الرأسمالي “الديموقراطي” منه والمستبد بشكل صريح أساليب المنع والتضييق والحصار بإنتاجاتهم الفنية سواء في المسرح أو السينما أو الموسيقى… كان أبرز هؤلاء الفنان العالمي شارلي شابلين، الذي نال حظه من التضييق والحصار والتهم الملفقة في بلد يدعي بأنه  “ديموقراطي” (الولايات المتحدة) وقاوم بفنه ومواقفه المشهودة المنتصرة لقيم الحرية والعدالة الاجتماعية وهذا ما يقع الان للمخرج الأمريكي “مايكل مور” بسبب مواقفه المناهضة للإمبريالية الامريكية.

ومن نافل القول أن الديكتاتوريات الصريحة أو المقنعة في منطقتنا لا تستسيغ أي عمل فني منتقد ومنافح عن مبدأ الوقوف في صف المقهورين، فقد حوصر فنان الشعب الشيخ إمام، وكسرت أصابع الكاريكاتوريست السوري علي فرزات وسجن الشعراء في الخليج وهُمش فنانون في المغرب مثل أحمد السنوسي…إن أوجه المنع والحصار متعددة في المجتمع الرأسمالي، بما فيها حصار الانتاج الفني.

في الأخير نشكر كل من ساهم في انجاز فيلم ” الموت ولا المذلة “، العمل النضالي التوثيقي، سواء بالمشاركة في الفيلم مثل مؤسسة روزا لوكسمبورغ أو توفير كل الظروف التي سهلت إخراجه إلى الوجود.

أطاك المغرب

لجنة الإعلام الوطنية

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى