النضالات في المغرب

زيارة الوفد الحكومي لجهة بني ملال خنيفرة: محاولة اطفائية لا غير

زيارة الوفد الحكومي لجهة بني ملال خنيفرة: محاولة اطفائية لا غير

منذ 20 فبراير انخرطت ساكنة الاطلس وقواها الديموقراطية المناضلة في عدة جبهات النضال الاجتماعي، منذ ذلك الحين اعتبرت الجهة من الجهات القابلة الانفجار والانتفاض ضد الطغيان والتهميش والاقصاء الذي طال المنطقة منذ الاستقلال الشكلي.

لقد عرفت جهة بني ملال خنيفرة  مع بداية سنة 2017 نضالات جماهيرية قوية بشكل يومي، نضالات عمال جبل عوام بإقليم خنيفرة، نضالات ساكنة ايت انركي بأزيلال، نضالات ساكنة تاكلفت وايت اقبلي  من اجل الخدمات العمومية، ونضالات في تادلا للعمال الزراعيين الذين يعيشون تحت رحمة الاستغلال،  كما شهدت  زاوية الشيخ و جماعة ايت إسحاق بإقليم خنيفرة نضالات اجتماعية ضد الحيف والاقصاء، إضافة الى كل هذا، تصاعدت  نضالات نقابية كنضالات عمال الوساطة الفوسفاطين بخريبكة ونضالات النقابات التعليمية الى جانب نضالات الشبابية وللحركة الحقوقية بمركز بني ملال حول الدفاع عن التعليم العمومي والحق في بيئة سليمة التي يهددها الرأسمال الاعمى بالتخريب.

ان هذا الزخم النضالي الذي عرفته الجهة هو نتيجة حتمية للسياسات التفقيرية والاقصائية تجاه أبناء الاطلس، حيث لازالت  تشكل نسبة الامية 50 بالمئة فالجهة، كما ان نسبة التمدرس هي الأدنى في مناطق ازيلال وخنيفرة، اما من حيث الخدمات الصحية فالجهة تعاني الويلات، فكثيرا ما يموت الناس في الجبال دون ان يتمكنوا من الوصول الى اقرب مستوصف، اما وضعية المستشفى الجهوي ببني  فهو عبارة عن “حظيرة بهائم”  فلا يليق أساس ان يسمى مستشفى، فجودة الخدمات فيه جد متدنية الى منعدمة نتيجة الاكتظاظ وشح في الأطر الطبية  والمستلزمات ، لذلك كثيرا ما يحتج المواطنين على سوء الأوضاع بهذا المستشفى، لأنه  ينعدم الاطمئنان على صحة المرضى القادمين من كل بقع الجهة، كما تعاني المنطقة من فروقات طبقية قاتلة، حيث تستحوذ المافيا العقارية ودوي النفوذ من منتخبين ومقربين للسلطة  على جل ثروات الجهة، وبالتالي فأبناء الكادحين لا مفر لهم من السقوط في براثن المخدرات والدعارة او ركوب قوارب الموت والهجرة نحو إيطاليا او اسبانيا ان لم يكن مصيرهم الغرق في مياه البحر المتوسط .

ان جهة بني ملال خنيفرة من اغنى الجهات وطنيا بثرواتها الطبيعية والمعدنية (فلاحة غنية ، فوسفاط ، ومعادن نفيسة ، وثروة مائية هائلة…)، فثروات المنطقة يتم تهريبها واستنزافها دون ان تستفيد الجهة منها، اما المشاريع التي يتم تقديمها في الحملات الانتخابية تتحول الى دخان، فالجهة  تعاني من نقص في البنيات التحتية، فالطرقات نحو ازيلال وخنيفرة ودمنات هي طرقات ضيقة كثيرا ما تقع فيها حودث السير مميتة، كما ان عدة مناطق في ازيلال معزولة خاصة في فترة البرد وتساقط الثلوج ولا تربطها طرقات ولا  مدارس ولا مستوصفات قريبة، كما تنعدم فرص الشغل لشباب  لضمان الاستقرار وتعمير المنطقة المتميزة بطبيعة رائعة.

ان مجالس البلدية بهذه الجهة ينخرها الفساد ويهيمن عليها اعيان الحركة الشعبية والاصالة المعاصرة، الذين وظفوا الأموال في الانتخابات البلدية الأخيرة بشكل مفضوح وسمحوا لأنفسهم بالاغتناء وتكديس الثروات على حساب مصالح المواطنين كما أغرقوا البلدية في ديون استنزافية، لذلك فان السلطات ومن ولاة وعمال تارخيا بهذه المنطقة منحازون الى الاعيان الفاسدين منأجل محاصرة القوى المعارضة اليسارية والتنكيل بها والزج بها في السجون كما وقع للمناضل الكبير محمد بوكرين.

ان  زيارة الوفد الحكومي ” حكومة  الواجهة الهجينة “الى جهة بني ملال خنيفرة ابتدأ من  21/07/2017 في ظل استمرار  انتفاضة الريف منذ اكثر من ثمانية اشهر وفقدان الحكومة للقرار السياسي واصرارها على تجريم  نضالات الريف إعلاميا وتسليط الأجهزة القمعية للحد من توسع الحراك وطنيا، في هذا السياق تم توجيه حكومة العثماني من طرف “حكماء القصر” للهرولة نحو جهة الاطلس لمحاولة إطفاء الغليان الشعبي الذي تتسع رقعته في جبال الاطلس، ولكون هذه المنطقة، خاصة بني ملال وازيلال من المناطق الأكثر تفاعلا مع حراك الريف بتأسيس التنسيقيات والجبهات النضالية والبداية في العمل التعبوي النضالي المنظم لحشد القوى الجماهير للنضال، وبالتالي فأجهزة الدولة، خاصة وزارة الداخلية احست بخطورة انبعاث انتفاضة الاطلس، فلا مفر لها الا تقدم وعود حكومية لطمأنه الجماهير الشعبية على ضرورة انشاء المشاريع وتتبعها تنفيذها، لكن هيهات، فان أبناء الاطلس كانوا في الموعد واستقبلوا وزراء حكومة العثماني بنضالات واحتجاجات عارمة امام مقر ولاية جهة بني ملال ورفعوا لافتات وشعارات كتب فيها ” انتم حكومة العصابة…ارحلوا “!

بقلم: لبنى ارخاوي وحسن أكرويض

زر الذهاب إلى الأعلى