جمعية اطاك المغرب – مجموعة انزكان / النادي العمالي للتوعية والتضامن
يستمر منذ 15 يوليو 2024 احتجاج شغيلة المقاولة من باطن طوب فوراج، لدى مجموعة مناجم للشركة القابضة “مدى”، عملاق استغلال المناجم بالمغرب. فقد حرم العمال الـ254 ببوازار (تازناخت) و الـــ70 في منجم الـدرع الأصفر وكدية عائشة(مراكش) من الأجور ومن التغطية الصحية ومن مكسب ترفيه أبنائهم، فضلا عن حقوق مهضومة أصلا مثل منحة الأقدمية.
هذه الحالة شهادة إدانة لما يتعرض له عمال المغرب وعاملاته من استغلال مكثف بواسطة المناولة وصنوف أخرى من هشاشة التشغيل. وطبعا تحت أنظار الدولة التي هيأت هي ذاتها لهذا القهر بسن مختلف القوانين الميسرة لفرضه على الشغيلة.
أكدت معركة شغيلة طوب فوراج، المناولة التي ليست سوى وسيلة غير مباشرة تستعملها مجموعة مناجم، أن رفع الارباح إلى أرفع مستوى يمر عبر تشديد استغلال اليد العاملة، وفرض واقع البؤس والمعاناة متعددة الأوجه على الأسر العمالية. وأكدت أيضا أن لا ناظر بعين رحمة إلى العمال، وأن لا منقذ غير كفاحهم الموحد، وتضامن أشقائهم في الكدح بعامة قطاع المناجم، وبمجمل فروع العمل و والانتاج بالقطاعين الخاص و العام.
أكدت هذه المعركة ايضا الحاجة الملحة إلى حركة نضال شعبي موازية للحركة العمالية، تدافع عن حق البشر في حياة في بيئة سليمة، لا سيما وأن الاستخراج المنجمي، فضلا عن سحقه للشغيلة، يضر المحيط البيئي بالتلويث والتدمير.
ليس ما يكابده شغيلة طوب فوراج غير مثال عن وضع عام من القهر و السحق الطبقيين، ضحيتها الطبقة العاملة في أماكن العمل، وفي مجمل الحياة الاجتماعية، حيث تعرضت خدمتا التعليم والصحة العموميتين لتخريب ممنهج تمهيدا لطريق رأس المال الذي لا يكبح جماح جريه الى الربح كابح.
إن جمعيتي النادي العمالي للتوعية و التضامن وأطاك المغرب- مجموعة انزكان إذ تحييان عاليا شغيلة طوب فوراج على كفاحيتهم وصمودهم، تدينان همجية الاستغلال المفروض على شغيلة المناجم بالمغرب، وتناديان إلى توحيد النضالات العمالية، تجاوزا للحدود الوهمية بين المنظمات النقابية، بقصد بلوغ المقدرة اللازمة لصد تعديات خطيرة تلوح نذرها فيما تهيؤه دولة رأس المال من مشروع قانون لمنع فعلي للإضراب العمالي ، وإلغاء ما تبقى من مكاسب التقاعد، وفرض مزيد من هشاشة أوضاع الأجراء بتعديل مدونة الشغل طبقا لرغبات أرباب العمل.
وتدعو الجمعيتان قوى النضال العمالي و الشعبي لمضاعفة جهود بناء المنظمات، وتوحيد النضالات، لبناء ميزان قوى كفيل بتأمين الحق في عمل وحياة لائقين، من خلال بناء بديل مجتمعي يضع الثروة والسلطة في يد الشعب، وبتأميم ثروات الأمة وبمقدمتها القطاع المنجمي، وتسيير الاقتصاد والمجتمع بسبل ديمقراطية .
8 سبتمبر 2024