النضالات في المغرب

20 سنة سجنا نافذة لناصر الزفزافي أحد رموز الحراك الشعبي السلمي بالريف

20 سنة سجنا نافذة لناصر الزفزافي أحد رموز الحراك الشعبي السلمي بالريف

بدأت القضية حين خرجت الريفيات والريفيين في مدن ومداشر الريف معبرات/ين عن رفضهن/م للإهانة والحكرة التي عومل بها مقتل الشاب محسن فكري الذي طحن في حاوية للأزبال من قبل السلطات المحلية في مدينة الحسيمة إذ تحول هذا الغضب الجماهيري إلى وقفات ومسيرات احتجاجية مستمرة رافقها تطويق قمعي واعتقالات بالجملة.

شكل ناصر الزفزافي ورفاقه عقبة أمام كل الجهات التي سعت لاحتواء الحراك الشعبي السلمي بالريف ونواحيه، فقد كانوا وجوه قيادية شعبية بارزة رفقة الأهالي الذين طالبوا بمحاسبة قتلة محسن فكري.

شارك ناصر في المظاهرات والاحتجاجات كجميع رجال ونساء الريف اللذين سطروا ملفا مطلبيا اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، من أجل ضمان شروط حياة كريمة ولائقة. بفضل نقاشاته ومحاججاته وتعبئته من خلال فديوهات البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي التي يتابعها الاف المتضامنين والسكان بالريف، حشد الشاب الريفي ناصر الزفزافي تعاطف وثقة الجميع.

استغل ناصر الزفزافي ما يتيحه الانترنيت  في ظل تعتيم اعلامي كامل ومضلل، من أجل حث أهاليه للاستمرار في الحراك الشعبي وكان  يصر على مبدأ السلمية كسلاح للريفيات والريفيين لكي لا يسقطوا في فخ المواجهات الدامية مع قوات القمع.

استمر الزفزافي ورفاقه وكل الريف الأوسط في التظاهر بأشكال نضالية راقية أصبحت معها قضية الريف قضية رأي عام في العالم بأسره إلى حين تاريخ اعتقاله يوم 29 ماي 2017 بتهمة إهانة خطيب بالمسجد.

الدعوة إلى مسيرة 20 يوليوز تقابلها 20 سجنا سنة نافذة :

دعا ناصر الزفزافي لمسيرة بتاريخ 20 يوليوز 2017  استمرار للحراك الشعبي السلمي وتخليدا لمعركة أنوال المجيدة، والمتجددة في شرايين كل أهالي الريف. إلا أن الدولة ورجالاتها ترصدوا اللحظة وتصيدوا الفرصة لتلفيق التهمة للزفزافي والزج به وراء القضبان بطريقة أفلام الرعب ( تم تنقيل ناصر ورفاقه عبر الهيلوكوبتر مع تعصيب العينين) ورحلوه رفقة ثلة من رفاقه إلى سجن عكاشة في الدار البيضاء.

في جميع فيديوهات ناصر على مواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد على أن مطالبهم مشروعة تتمثل في الرغبة لولوج خدمات عمومية تليق بسكان الريف، وهو الشاب الذي يعاين أمام ناظريه عدد من المرضى بالسرطان والمحرومين من تطبيب مجاني في منطقتهم. ويرجع السبب في انتشار مرض السرطان في منطقة الريف إلى استعمال الغازات السامة من طرف اسبانيا ضد الثورة الريفية خلال عشرينيات القرن الماضي. وهذه جريمة أخرى ضد الريفيين لا تسقط بالتقادم.

“انتصار شعبي على الدولة والمفسدين”  كانت هذه احدى  الجمل التي عبر عنها الزفزافي قبيل أيام من اعتقاله وخاطب الريفيين/ات من فوق سطح منزل عائلته مشددا على ضرورة السلمية في الحراك لضمان نجاحه.

الزفزافي من ضمن أبناء الريف الذين صرخوا من شدة القهر والحكرة  الاجتماعية في الريف كما في سائر مناطق المغرب فردت  عليه الدولة وجهازها بالتنكيل ثم الاعتقال والتعذيب.

20 سجنا سنة نافذة لناصر الزفزافي !! حكم ظالم وانتقامي من مناضل بزغ من رحم الشعب يحدوه أمل التغيير بقوة الجماهير. يستمر قضاء أصحاب الأموال بترهيب كل من سيحاول المطالبة بأي حق ولو كان سريرا في مستشفى عمومي. تريد الدولة من مثل هذه الاحكام التي وزعت على خيرة شباب الريف أن ترسخ أنها البطلة التي ترفض الهزيمة.  فحكم 20 سنة سجنا وراء القضبان أمر لا يستهان به خصوصا أن الجميع شاهد على سلمية الحراك الشعبي بالريف.

الانتصار وتحقيق مغرب العدالة الاجتماعية والعيش كريم يكلفان غاليا. فشعار الطحن لا يكون دائما المقصود به سيلان الدم، فالحبس والقضبان أسلحة طاحنة وفتاكة أيضا.

لم يعد التراجع ممكنا، فرايات الشعب المساند للريف تلوح من بعيد لحراك شعبي جديد قد نكون خسرنا معركة لكن لازلنا لم نخسر الحرب : الحرب على أولئك الذين باعوا الوطن بدراهم في سوق مالية نجسة.

عاش الريف ولاعاش من خانه

أطلقوا سراح ناصر الزفزافي وكل رفاقه

كل التضامن مع المعتقلين السياسيين المحكومين ظلما في سجون الدولة

خديجة معراس

لجنة الاعلام أطاك المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى