المشاركات الدوليةالنساء

كلمة أطاك في يوم المرأة العالمي : 08 مارس هو السنة بكاملها

كلمة أطاك في يوم المرأة العالمي : 08  مارس هو السنة بكاملها

تتعمق الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية و البيئة الناتجة عن عمق أزمة المنظومة الرأسمالية. وتزداد التناقضات الاجتماعية داخل كل بلد و بين مختلف البلدان الرأسمالية على اختلاف موقعها في قسمة العمل الدولية، تسعى  البورجوازية لإيجاد مخرج لها على حساب الطبقات الاجتماعية الأخرى. هكذا يجري تحميل الأجراء و الأجيرات تبعات الأزمة من خلال خفض الأجور و تقليص الحماية الاجتماعية و رفع نسبة العمل غير القار و الهش لتوفير أفضل شروط الاستغلال.

و إن كان الهجوم على مكاسب الأجراء يتم بدون رحمة، فإنه بالنسبة للنساء يعد أكثر قسوة و فظاظة، فكل الإحصائيات تجمع على الوضع المزري لعاملات النسيج (عاملات البانغلاديش مثلا) و العاملات الزراعيات و في السياحة و في قطاع النظافة و في مختلف قطاعات الإنتاج…. و تعتبر الدعارة وسيلة فعالة للاضطهاد ، أدمجتها الرأسمالية مع الاقتصاد الترفيهي السياحي، باعتبارها أكبر دليل على استمرار قهر المرأة رغم كل الضجيج البورجوازي حول حقوق الانسان.

إن أي حديث عن مكاسب فعلية للمرأة ما كان ليتم دون التحاق المرأة بالعمل خارج البيت و بحصولها على التعليم و هما أمران تحققا بفعل النضال الشرس للطبقة العاملة،  من أجل خفض ساعات العمل الأسبوعية و تحسين مستوى المعيشة و توفير الحماية الاجتماعية و انتزاع العديد من الخدمات العمومية.

إن التقشف الذي تنتهجه الحكومات المتعاقبة و ضعف الأجور و تدني مستوى الخدمات العمومية و محدودية تغطيتها للساكنة يضع المرأة المغربية في مواجه مشاكل لا حصر لها. فالمرأة تعاني من يوم عمل مزدوج، أي أنها تشتغل في البيت و خارجه، مقابل أجور زهيدة و عموما أقل مما يتلقاه الرجال.

كما تعاني المرأة من التخلف الثقافي الذي يرزح تحته قسم من المواطنين نتيجة انتشار الأمية و ضعف البنية التحتية الثقافية و سيادة العقلية المحافظة، التي تعمل الرأسمالية التابعة ببلادنا على التكيف معها و دمجها في آلية سيطرتها.

إن تحرر النساء جزء من تحرر المجتمع من الاستغلال الامبريالي و الرأسمالي، هذا ما يقتضي وضع خيرات البلاد و مجموع قوى المجتمع العاملة في اتجاه بناء نظام اقتصادي و اجتماعي يرتكز على تلبية الحاجات الأساسية للمواطنين و المواطنات على قدم المساواة و بما يحترم البيئة الطبيعية و يحافظ عليها.

إن خفض ساعات العمل اليومية، لنعمل أقل لكي نعمل جميعا، و تمكين المجتمع من رياض الأطفال و المطاعم في أماكن العمل مع الرفع من مستوى المعيشة، من شأنه ان يخفف الأعباء المنزلية التي تتحملها النساء. زد على ذلك تعميم التغطية الاجتماعية و الصحية الجيدة لجميع المواطنين و المواطنات بما فيهم المهاجرات و المهاجرين و القيام بنهضة فكرية تقطع مع الفكر الرجعي مرتكزة على منظومة تعليمية متطورة عمومية و مجانية و في ظل حرية للتعبير و التفكير، من شأنه أن يطلق سيرورة متسارعة لخفض الفوارق بين الجنسين.

طبعا مثل هذه المطالب لا يمكن أن يحملها إلا المناهضون لليبرالية الجديدة – هذا المصطلح الخادع الذي يعني في جوهره ديكتاتورية السوق و أولوية الأرباح – و الرأسمالية و المدافعون عن الحقوق الانسانية و البيئة الطبيعية، و لتحقيقها لا بد أن ينتظم حولها كل ضحايا الاستغلال من النساء العاملات ضحايا التحرش و سوء المعاملة في أماكن العمل و الشارع، و لابد أن تكون في قلب النضالات النقابية.

إن سعي البورجوازية لدمج المرأة في منظومتها ، لن يتيسر إلا لفئة قلية من النساء، في حين تترك الأغلبية البؤس و الحرمان، و قد أبانت تجربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و سياسة القروض الصغرى أي تنمية وأية مكانة تخصصها الدولة للنساء.

المجد للنساء المكافحات في يومهن العالمي.

08 مارس 2014

 

زر الذهاب إلى الأعلى