المشاركات الدولية

وداعا رفيقنا محمد عبد المولى

وداعا رفيقنا محمد عبد المولى

تلقينا ببالغ الأسى والأسف وفاة محمد عبد المولى من تونس. كان محمد عبد المولى مناضلا صادقا من أجل الحرية والعدالة والكرامة. انخرط محمد عبد المولى في عديد من الشبكات التقدمية بالمنقطة العربية وشارك في كثير من الملتقيات النضالية الإقليمية والدولية التي تنظم في تونس باعتبارها فضاء ديمقراطيا بمنطقة شمال افريقيا والذي يعد إحدى مكاسب الثورة التونسية ويسمح بسهولة عقد هذه اللقاءات. فقد شارك بنشاط في ندوة التبادل اتفاقات التبادل الحر التي نظمتها جمعية أطاك المغرب في أكتوبر 2016 بالدار البيضاء، وفي ملتقى الجمعيات المناضلة ضد نظام الديون بالمنطقة العربية بتونس الذي نظمته جمعيتي أطاك المغرب وريد أطاك تونس في دجنبر 2016، وفي ملتقى المنظمات الشعبية التقدمية في المنطقة العربية بتونس في أبريل 2017، وفي القافلة التضامنية الدولية مع المقاومات الشعبية بتونس في أبريل 2017، وفي القمة الأفريقانية الثانية بتونس في يونيو 2017، إلخ. وكان إلى جانب رفاقه في جمعية ايكولوجيا للبيئة الزراعية الخضراء من بين المؤسسين لشبكة شمال افريقيا للسيادة الغذائية في يوليوز 2016 بتونس وثم اختياره من قبل المنظمات المشاركة كمنسق لهذه الشبكة.

كانت جميع أنشطة محمد عبد المولى مرتبطة بإيمانه بقضية الثورة الجذرية التي ستحرر شعوبنا بالمنطقة من نير الاستبداد والتبعية لمؤسسات الرأسمال العالمي الذي ينهب ثرواتنا، ويؤكد على البعد الأممي وعلى ضرورة توطيد التحالفات والشبكات المعادية للرأسمالية العالمية بكل تجلياتها وبالخصوص فيما يتعلق بتدمير البيئة. كما كان حازما في نقده لقوى الثورة المضادة الرجعية التي استولت على مكاسب الثورة بكل من تونس ومصر وغيرهما، ويعتبر أن بناء جبهة يسارية جذرية وتقدمية واسعة تنغرس في التعبئات الشعبية الميدانية وتطرح بدائل ملموسة لسياسات التقشف والتخلف هو وحده الكفيل بهزم مشاريع الثورة المضادة والإميريالية. وساهم محمد عبد المولى في نقاشات اليسار الجذري بتونس وهو عضو في رابطة اليسار العمالي التي شكلت إلى جانب قوى يسارية في تونس أخرى الجبهة الشعبية التي تواصل نضالها من أجل الدفاع عن مكاسب الثورة التونسية وتعميقها.

يعد رحيل محمد عبد المولى خسارة كبيرة لمعسكر الثورة الجذرية بالمنطقة التي تعيش اليوم فترة جزر حالكة مع تقدم قوى الثورة المضادة الرجعية. لكن أملنا ينبع من التعبئات الشعبية الجارية في المغرب (الريف) وتونس والجزائر ومصر وغيرها رغم القمع والحصار وخنق الحريات الرهيب الذي تريد أن تواصله أنظمة الاستبداد والامبريالية العالمية.

وداعا رفيقنا محمد عبد المولى ونعاهدك على مواصلة السير على درب المعركة من أجل الحرية وانعتاق شعوبنا النهائي من الاستغلال والاضطهاد. ونقدم تعازينا الحارة إلى أسرته ورفاقه.

أزيكي عمر

جمعية أطاك المغرب

05 نونبر 2017

زر الذهاب إلى الأعلى