إصداراتالبيئة

حوار مع فريق البحث الميداني الذي أجرى دراسة أطاك المغرب حول السيادة الغذائية

حوار مع فريق البحث الميداني الذي أجرى دراسة  أطاك المغرب حول السيادة الغذائية

 

لتقريب قراء موقع جمعية أطاك المغرب، وكل المهتمين بالسيادة الغذائية، من حيثيات و مسار البحث الميداني الذي أجرته جمعية أطاك المغرب، الذي صدر مؤخرا تحت عنوان: ” دفاعا عن السيادة الغذائية بالمغرب دراسة ميدانية حول السياسات الفلاحية ونهب الموارد”  أجرت لجنة الاعلام الوطنية، حوارا مع فريق البحث الذي أنجز الدراسة في المناطق الجغرافية الخمس .

الحوار التالي يحيط بجوانب وآليات العمل الميداني للفريق و يقف على بعض تفاصيل رحلة الدراسة الميدانية :

س1/ ماهي مراحل انجاز الدراسة حول السيادة الغذائية؟ وما هي المناطق التي شملتها؟ والفئات التي استهدفتها الدراسة؟

ج1/  تم تقسيم البحث الدراسي حول السيادة الغذائية الى 6 مراحل:

 المرحلة الاولى:

جرد وتحليل الوثائق الموجودة، الرسمية، الأكاديمية، المناضلة، حول هذا الموضوع. و انجاز تقارير عامة على المناطق المستهذفة.

دراسة المشروع  و تحديد الاهداف و منهجية العمل.

اعداد دليل للبحث الميداني واستمارات مرنة تستهدف الفلاحين الصغار والعمال و العاملات الفلاحين لتسهيل البحث الميداني.

المرحلة الثانية:

إجراء بحث ميداني يستند على ملئ استمارات في المناطق الفلاحية الممثلة. وللشروع في ملئ الاستمارات مع الفلاحين الصغار والعمال الزراعيين استلزم الامر تكوين مناضلينا/لاتنا غير ملمين/ات بالقطاع الفلاحي لدرجة  كافية لانخراط و التواصل مع الفلاحين الصغار و العمال/ات الزراعيين/ات وأيضا فهم دليل و استمارات البحث وطرق اجراء المقابلات الميدانية.

تحديد لائحة الصلات الممكنة للتعاون معها.

المرحلة الثالثة:

الشروع في ملئ الاستمارات في خمس مناطق فلاحية، وذلك بإجراء مقابلات مفتوحة مع الفلاحين الصغار والعمال و العاملات الزراعيات بالتعاون مع الصلات و المناضلين المتواجدين بالمناطق المستهدفة، و نشير أن عملية ملء الاستمارات عرفت في بعض المناطق مضايقات من السلطات المحلية.

بعد هده المرحلة انكب فريق السيادة الغذائية لجمعيتنا على لتفريغ الاستمارات و استخراج خلاصات أولية ، وتقديم هده الخلاصات على شكل دراسة أولية في لقاءات جهوية بمناطق البحث، ودلك لتعزيز وتعميق البحث بشأن البديل من أجل السيادة الغذائية ينطبق على الواقع الملموس لبلدنا.

المرحلة الرابعة:

استكمال الدراسة الميدانية للسيادة الغذائية بإضافة جملة من المعطيات الإضافية وتدقيقها و فتح قنوات التواصل مع مختلف الفئات المتدخل بالقطاع، الا ان الدارسة لم تنتهي بما هو فلاحي فقط بل وجب التطرق لشق الصيد البحري كأحد أعمدة الغداء وبهذا انطلق البحث الميداني في شق البحر بإنجاز ملحق للدراسة وانطلقت هده المرحلة أيضا بعقد اجتماعات من اجل اعداد استمارات للبحث الميداني بالموانئ و أيضا تحديد الأصناف و الفئات المستهدفة.

المرحلة الخامسة:

إنطلق البحث الميداني المتعلق بملحق الدراسة حول السيادة الغذائية بخاص بالتعاون مع النقابة الوطنية للصيد الساحلي و اعالي البحار. بمليء الاستمارات بمختلف الموانئ ، بعد ذلك عقد الفريق اجتماع لتدارس محاور الملحق في شقها النظري و الميداني و تفريغ الاستمارات و استخلاص الخلاصات.

المرحلة السادسة:

الاستعداد لتقديم الدراسة و عرضها بالمدن والمجموعات المحلية لأطاك المغرب ، كما تم انجاز أفلام سينمائية وثائقية تدعم الدراسة الميدانية للسيادة الغذائية بالمغرب.

كان من المقرر أن تشمل الدراسة البحث في 6 مناطق رئيسية بالمغرب: سوس-تادلة-الغرب-درعة-اللوكوس-الريف, إلا أنه تعذر علينا  العمل بمنطقة الريف بسبب الحصار العسكري  الذي فرضته الدولة على المنطقة جراء حراك الريف.

استهدفت الدراسة ثلاث فئات رئيسية بالقطاع الفلاحي:

-الفلاحين الصغار و المتوسطبن كون هذه الفئة هي الفاعل الاساسي في الزراعات المعاشية.

-العمال و العاملات الزراعيين/ات باعتبارهم/هن الفئة الاكثر تضررا من النمودج الزراعي المعتمد من طرف الحاكمين.

-المتدخلين في المجال الفلاحي لدمج ارائهم و مراكماتهم الميدانية.

س2/ ماهي أهمية الدراسة حول السيادة الغذائية في المغرب؟ وكيف يمكن استعمال نتائج البحث الميداني في بناء منظمات النضال الخاصة بالفلاحين و العمال الزراعيين؟

ج2/ تكمن اهمية الدراسة حول السيادة الغذائية في المغرب, من جهة, كونها أول عمل دراسي يسلط الضوء على هذا المجال, ومن جهة أخرى اشراك المعنيين الحقيقيين في تشخيص السياسات الفلاحية المعتمدة, انطلاقا من واقعهم المملموس, واستقراء اَرائهم حول بدائل للنمودج الغذائي.

تبقى الدراسة مادة اساسية لفهم و تحليل النمودج الانتاجي للتصدير المفروض على المغرب, بالاضافة إلى انها تطرح بدائل للنمودج الحالي من منطلق متين ألا وهو أراء المعنيين الحقيقين بالانتاج الغذائي صغار الفلاحين و العمال الزراعين. وبالتالي يمكن لكل منظمات النضال الموجودة الاستفادة منها¸ وايضا تبين الفئات التي يجب الانخراط معها و تنظيمها و توحيدها لبناء ميزان قوة قادر على التصدي للسياسات النيوليبرالية.

س3/ هل حدد فريق البحث الميداني اهداف خاصة بالعمل حول ملف السيادة الغذائية؟ وماهي؟

ج3/ بالتأكيد يبقى أكبر هدف لدينا هو الانخراط وسط الفلاحيين الصغار و العمال الزراعيين, و التعلم منهم و معهم اساليب المقاومة و النضال المشترك للتصدي للسياسات النيوليبرالية.

س4/ هل يمكنكم الحديث عن الصعوبات التي واجهتكم في البحث الميداني؟

ج4/كما سبق وان ذكرت اطاك المغرب أول منظمة  تطرح قضية السيادة الغذائية في المغرب, فمن البديهي أن تواجهنا صعوبات. يمكن ان نحصرها في:

-تضييق الدولة على الجمعية.

تضييق الدولة أثناء انجاز البحث الميداني.

صعوبات المسالك والتنقل إلى مناطق البحث. صعوبات في فهم بعض المفاهيم و المصطلحات المعتمدة من طرف المزارعين

بسبب عسكرة الريف و الوضع الأمني بمنطقة الريف لم نتمكن من انجاز البحث بشمال المغرب.

-قلة طاقم معتاد على العالم القروي و يستطيع التكيف مع الفلاحين و العمال الزراعيين.

-ضعف منظمات النضال المهتمة بالشان الفلاحي أو عدم وجودها في اغلب المناطق المستهدفة، ويمكن التعاون معها في البحث الميداني.

-عدم رغبة المنظمات الموجودة الانخراط معنا في البحث الميداني.

س5/ ماهو تقييمكم لمستقبل الفلاحين الصغار و الزراعات المعاشية في المغرب بعد انتشار الضيعات الفلاحية الراسمالية الكبرى؟

ج5/ يمكن الجواب على هذا السؤال من خلال البحث عن أصل العمال و العاملات الزراعيين/ات, فمن خلال المقابلات التي اجريناها معهن/نّ  فجميعهم/نّ ينحدرون/نّ من الوسط الفلاحي, أي أنهم/نّ فلاحين صغار لم تعد تكفيهم زراعتهم المعاشية على العيش فاضطرو الى العمل المأجور, او انهم اكترو اراضيهم لكبار الفلاحين و اصبحو يعملون في ضيعاتهم لصالح الراسمالي…الخ. لهذا تفسير واحد هو اذا ما لم يستطع الفلاحين الصغار التنظيم لمقاومة السياسة النيوليبرالية القائمة فمصيرهم الاندثار و التحول للعمل المأجور, ومع هذه الوضعية سيصبح امننا الغذائي بالكامل في ايدي دول و مؤسسات خارجية.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى