معركة ضارية تلك التي تخوضها شغيلة البريد في المغرب، منذ 13 نونبر2020، دفاعا عن مكاسب عمالية طفيفة أصلا، في وجه السياسات النيوليبرالية. اتقدت جذوة غضب البريديين /ات، للذود عن حقوق يجري سحقها بسياسات واعية تهدف بالأساس إلى تفويت قطاع البريد، والتعدي على استقرار الشغل، بشتى الحيل والاساليب. مقاومة البريديات و البرديين لهذا الهجوم ، تعد بمثابة أولى الاندفاعات العمالية المنظمة التي تحتاج إلى التضامن والمؤازرة من باقي القطاعات الأخرى وعلى رأسها : التعليم و الصحة.
منذ بدأت برامج التقويم الهيكلي تؤتي مفاعيلها على صعيد اجتماعي، طفت على السطح في شكل بؤر احتجاجية وردات فعل فورية وغاضبة رافضة بشدة ما يجري من تدمير ممنهج للقطاعات العمومية. و تعد الوقفات التي نظمها أطباء وممرضو الصحة أثناء ذروة أزمة كوفيد19، إحداها، والأكيد ستظهر صبوات نضالية أخرى بفعل آثار السياسات الرأسمالية التي شددت جائحة كورونا حدتها.
يبقى المثير جدا في هذه الاحتجاجات في عموم البلاد منذ سنوات، رغم زخمها النضالي البارز وكفاحيتها، عزلتها شعبيا وتشتتها وسرعة انكفائها، بفعل اعتقاد الضحايا أنهم بصدد معركة قصيرة الأمد، علاوة على عدم إدراك أصل البلاء، أي السياسات الليبرالية ذات المفعول المدمر التي يمليها منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي و البنك العالمي وغيرهما من المانحين.
مقاومة أجراء البريد تحتاج إلى التضامن
شهد يوم الثلاثاء 12 يناير 2021، عدة وقفات احتجاجية لأجراء و أجيرات البريد بمختلف مدن المغرب، وتأتي هذه الوقفات في سياق الاضراب المفتوح التي يخوضه البريديون منذ يوم الأربعاء 6 يناير، بكل المراكز من أجل ملفهم المطلبي والذين يشمل:
_ سد الخصاص المهول الذي تعرفه جل الوكالات
_ حق الشغيلة البريدية من الاستفادة من الزيادة الحكومية الأخيرة على غرار باقي القطاعات
_ تنزيل ما تم التوافق عليه في القانون الأساسي
_ حماية الحق في العمل النقابي
انطلقت الوقفات البريدية على الصعيد الوطني على الساعة 11 صباحا (باستثناء مدينة الدار البيضاء التي انطلقت على الساعة 9) أمام مراكز العمل، وفق البرنامج الذي سطرته تنسيقية النقابات الثلاث وهي : (الفدش وامش والكدش ) وهي النقابات الاكبر في القطاع حيث تنخرط في العمل الموحد بهذا الحجم وهذا النفس لأول مرة .
شارك في الوقفات الاحتجاجية نساء ورجال البريد، مرددين بالصوت الجهور شعارات منددة بالتماطل المديد التي يعرفه ملفهم المطلبي.
تجدر الاشارة إلى أنه جرى منع وقفتين في كل من مدينة خنيفرة والرباط التي عرفت منع ثلاثة وقفات سابقة، ليضطر البريديون إلى نقل الوقفات المقررة بها الى مدينة سلا.
نصرة معركة أجراء بريد المغرب، مسؤولية كل المنظمات المناضلة لفك الحصار الاعلامي أولا ومساندة معركة تخاض في الميدان، بالمشاركة في الوقفات والدعم المعنوي و المادي للبرديين/ات، التضامن واجب نضالي فلنجسد تضامننا ولنكن مع أجراء بريد المغرب في معركتهم الحالية.
كانت مشاركة نساء البريد، خلال الوقفات بارزة بقوة كتف لكتف مع رفاقهن الرجال، تؤكد رفضهن للاستغلال الكارثي للأجيرات، وكذا عزمهن على النضال ومواصلة الاضراب المفتوح إلى حين تحقيق المطالب.
لجنة الاعلام
أطاك المغرب
للتواصل معنا عبر الايميل : contact@attacmaroc.org
لمتابعتنا على الفيسبوك: الصفحة الرسمية
موقعنا الالكتروني: https://attacmaroc.org/
