يثير مصطلح DÉPENDANCE في الفكر الغربي ــ الذي يعتبر نفسه مرغوباً فيه عالمياً ــ علاقات أو حالات غير محبذة. التبعية لِ/ الاعتماد على/ (الإدمان) على مادة ما (لقد فشلت في حياتك، أو ليس لديك إرادة، أو أنك “مريض”)، والتبعية العاطفية (ضعيف/ة، وغير حازم/ة)، والتبعية الاقتصادية (عاجز/ة، في حاجة للمساعدة، كسول/ة، انتهازي/ة، طفيلي/ة، وما إلى ذلك)، أو حتى تبعية جسدية (ضعيف/ة، مثير/ة للاشمئزاز، عبء، عديم/ة الفائدة). في ظل هذه الحالات أو الشروط، تُسلب منا مشروعية القيام باختياراتنا الخاصة، سواء كان ذلك بالنسبة للفرد أو لشعوب بأكملها.
يشير مفهوم التبعية/ الاعتماد، في مقابل الاستقلال، إلى وجود علاقة في اتجاه واحد. لكن عندما نفكر في الأمر، سنجد أننا جميعا نعتمد على شيء ما أو شخص ما. ماذا لو تقبلنا ذلك؟ ماذا لو قررنا أن نفكر من منظور الاعتماد/التبعية المتبادل/ة وتداخل الروابط وأن ننظم أنفسنا اجتماعيًا واقتصاديًا من خلال الاعتراف بهذه الحقيقة الكونية () (نعم، دعونا نستخدم هذه الكلمة الكبيرة)؟ ألن يكون ذلك أكثر انسجامًا مع الواقع وأكثر قدرة على تلبية احتياجات الجميع؟
إن مساءلة مفهوم (عدم) الاعتماد/التبعية (in)dépendance =(الاستقلال) ليس بالأمر التافه، لأنه يخفي علاقات الهيمنة، كما هو الحال في الاستعمار (الجديد)، أو النظام الأبوي، أو العلاقات بين الأجيال، أو حتى مع أرباب العمل. إن النظرة النقدية المستوحاة بشكل خاص من النضالات النسوية والمناهضة للاستعمار تجعل من الممكن فك رموز تلك العلاقات والتساؤل عن “من يعتمد على من؟” ومساءلة مفهوم التبعية/الاعتماد في حد ذاته.
يستكشف هذا المقال بعض عناصر الإجابة، ويغامر بالجمع بين القضايا الاقتصادية والسياسية من جهة، وبين ما هو وجودي، فلسفي لامادي وعاطفي من جهة ثانية. كما يقترح طريقة جديدة في النظر إلى ما هو مهم حقًا في هذا العالم المحبَط. إنه يعالج مسألة الاعتماد/التبعية المتبادل/ة من خلال اقتراح قراءة إيكولوجية نسوية لمسألة الديون وللمستقبل المنشود. بُنيت هذه القراءة سياسيًا على النضالات والأفكار المناهضة للإمبريالية التي تُدين زيف الاستقلال، وعلى النضالات النسوية الإيكولوجية التي تنصف – من خلال جعلها مرئية – الناس والعمل والرعاية والعمليات، أي العناصر الضرورية للحياة على الأرض، لقد استوحيت الفكرة من موضوع “التبعية”، وهو موضوع حاضر بقوة في مجتمعنا… يمكننا أن نرى ذلك بشكل خاص من منظور الديون () وهي أداة هائلة لتحويل الثروة وللحفاظ على هياكل السلطة القائمة. لقد تحدثت عن هذا الأمر مع ساشا التي كانت تفكر، في أطروحتها للسنة النهائية، في مفهوم جديد: “الديْن الأبوي” كامتداد للأفكار التي سبق تطويرها.
رابط تحميل الدراسة كاملة : الرابط