بيان فاتح ماي 2025
لا لإبادة الشعوب، لا للتطبيع، نعم للحياة والكرامة و العدالة الاجتماعية
تخلد الطبقة العاملة وكل مناصريها ذكرى فاتح ماي هذه السنة في ظروف استثنائية، تتميز دوليا بعودة ترامب للسلطة بالولايات المتحدة الامريكية منذ يناير 2025 وهو ما يشجع ويقوي اليمين المتطرف الفاشي و العنصري عالميا ويساهم في مزيدٍ من تنامي الكره والعنصرية ومعاداة النساء وتطبيق السياسات الاقتصادية المعادية للشعوب بالهجوم على ما تبقى من المكتسبات الاجتماعية والتضييق على الحريات السياسية و النقابية. كما يقوي هذا التوجه استنزاف الموارد الطبيعية مع ما يرافق ذلك من تدمير للبيئة وتهديد لحياة البشر على الكوكب.
وعلى مستوى منطقتنا تتواصل حرب الابادة الصهيونية على سكان غزة و الضفة الغربية بمشاركة الولايات المتحدة الامريكية وتواطئ القوى الإمبريالية الاخرى وأنظمة المنطقة على الرغم من موجة التضامن الواسعة والاحتجاج الشعبي والشبابي على المستوى العالمي.
كما تتواصل حرب الابادة ضد الشعب السوداني بعد الانقلاب الذي قاده عبد الفتّاح البرهان على المسار الديمقراطي الناجم عن ثورة 2019، ونتيجة للتقاتل بين جناحين من عسكره فقد خلف هذا الصراع اكثر من 13 مليون نازح وأكثر من 150 ألفاً قتيل ، بينما يبلغ عدد الذين تهددهم المجاعة الحادة حوالي 44 مليون شخص، وسط تجاهل عالمي لما يحدث، وبالطبع تتحمل القوى الامبريالية أيضا مسؤولية فيما يجري بمناصرتها لأحد طرفي الصراع.
في هذا السياق يواصل الحاكمون بالمغرب سياسة التطبيع متعدد الابعاد، تطبيع اقتصادي بازدياد المبادلات التجارية مع الكيان الصهيوني والسماح له بالاستثمار ببلادنا في القطاعات الإنتاجية منها الفلاحة بالأساس وكافة المجالات الأخرى الأكاديمية والثقافية والرياضية وغيرها ، علاوة على التنسيق العسكري والأمني المباشر. وتوغلا في التطبيع، سمحت السلطات المغربية لصهاينة من أصول مغربية بالحصول على الجنسية المغربية وسمحت ايضا برسو سفن حربية موجهة للكيان بالرسو على موانئنا بكل من طنجة والبيضاء. وبالطبع لا يمكن فصل هذا التطبيع الشامل والمعمم عن مسار النموذج الاقتصادي الليبرالي والتقشفي الذي تبناه الحاكمون.
وبمبرر احتضان كأس العالم لكرة القدم 2030، يجري إعادة هيكلة العديد من المدن كالرباط و الدار البيضاء وفق مصلحة الحاكمين وبما يخدم الاستثمار مضحين بمصلحة الآلاف من السكان الذين يتم ترحيلهم من منازلهم وابعادهم الى هوامش المدن، كما يجري اعداد بنية رياضية يتم تمويلها عن طريق المديوينة مما يعني أن الاجيال القادمة ستتحمل عبء تلك التجهيزات التي ليست من الحاجات الأولية للمغاربة، بالعكس لازلنا في حاجة ماسة للمدراس والمستشفيات و المسارح واماكن الترفيه التي تنعدم من مدننا…الخ.
وعلى المستوى الاقتصادي والاجتماعي ، يتواصل مسلسل الحاكمين النيوليبرالي بتقديم مزيد من الهدايا للرأسماليين، وعلى راسها فرض قانون الاضراب الذي يعني حرمان الشغيلة من الحق في الاحتجاج الجماعي على بؤسهم وظروف عملهم القاسية، الاستعداد لمراجعة قوانين الشغل وتراجع الدولة عن دعمها للعديد من مواد الاستهلاك، مما ساهم في ارتفاع اسعار المواد التي كانت مدعمة مقابل تفشي الفقر وارتفاع نسب البطالة خصوصا في صفوف الشباب الحاملين للشواهد الجامعية. ولاستمرار هذا التوجه تلجأ الدولة الى قمع معارضيها وتكميم أفواه الصحفيين إلى حد ان المغرب فقد كليا اي وجود لصحافة “مستقلة”.
إننا في أطاك المغرب إذا نشارك الى جانب المأجورين والمأجورات تخليد ذكري فاتح ماي 2025 فإننا:
- نعلن عن مشاركتنا في تظاهرات فاتح ماي 2025 التي ينظمها الاجراء والاجيرات وعن انخراطنا في معارك الطبقة العاملة دفاعا عن حقوقهم ومكاسبهم وتحسين دخلهم وأوضاعهم الاجتماعية.
- ندين الابادة الهمجية لشعب فلسطين بمشاركة وتواطؤ الدول الامبريالية وأنظمة المنطقة
- ندعو للايقاف الفوري لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني لما يشكله من سند للصهاينة في مواصلة إجرامهم ضد الفلسطينيين ولما يشكله من خطر على بلدانا، ونرفض عبور سفن الإبادة عبر موانئ بلدنا.
- ندين الصمت الدولي على الحرب في السودان، وندعو الى تنظيم التضامن مع سكانه في وجه الابادة والمجاعة التي يشنها العسكر المدعوم من القوى الامبريالية.
- نعلن عن استعدادنا للانخراط في كل الاشكال النضالية الوحدوية المناصرة لحقوق الأجيرات و الاجراء وعموم المضطهدين محليا ، إقليميا ودوليا.
السكرتارية الوطنية
الرباط في 30 أبريل 2025