النضالات في المغربمتابعة النضالات

محسن فكري جرائم نظام بلا قصاص شعبي

محسن فكري جرائم نظام بلا قصاص شعبي

ستظل صورة الشهيد محسن فكري وهو مطحون في شاحنة لتدوير النفايات عالقة في الأذهان، تذكرنا بمدى شراسة الدولة واستبدادها. ليست هي المرة الأولى التي يقتل بها المواطنون بهذه الطريقة البشعة.

فقد سبق أن سحقت آلة النظام المغربي أفواج من المناضلين الشباب بالزج بهم في السجون عقابا على تجرئهم معارضة الدولة وتوجهاتها المعادية لمصالح الكادحين.

كان الحال على هذا المنوال مع دك جيش التحرير قطاع الجنوب سنة 1958 في عملية أطلق عليها اسم الممسحة (إيكوفيون/ أوراغون) بالتعاون مع الاستعمار الاسباني والفرنسي حيث مشط حوالي 15 ألف جندي، تحت غطاء ما يقارب مئة طائرة عسكرية، تخوم الصحراء تاركين ورائهم مآسي وجراح لم تندمل بعد.

قتل النظام برصاص منهمر من هيلكوبتيرات يقودها جنرال تمرس في الجيش الفرنسي الاستعماري، مئات الشباب والأطفال بالدار البيضاء في انتفاضة 23 مارس 1965، وبعدها في انتفاضات أخرى (1981، 1984).

اغتال نظام الاستبداد مناضلين ضحوا بحياتهم من أجل أن ينعم هذا الشعب بحرية وحياة كريمة: أذاب جلاوزته جسد بن بركة في حوض أسيد (حسب رواية أحد الجلادين)، جرى اغتيال المناضل النقابي عبد الله موناصير وإلقاء جثته مشوهة في صهريج بميناء أكادير.. وهذان هم مثالان فقط عن الاف الامثلة الدالة على بشاعة جرائم النظام.

في المجتمع المحكوم بقواعد النموذج الاقتصادي الليبرالي الذي نعيش فيه من الضروري أن نرهق النفس للحصول على وسائل الحياة الكريمة وهو ما أجبر محسن على بيع السمك. فالإجهاز على المكتسبات الاجتماعية والنيل من منظمات النضال العمالية يدفعنا نحو الهاوية، انتشار الفقر والأمراض واشتداد القبضة الأمنية يدفع قسما من الفقراء إلى اليأس و الإحباط من تغيير واقعهم.  لكن أقساما من الكادحين تواجه كل هذه المعاناة بالنضال اليومي للذود عن قوتها وانتزاع المكاسب.

اليوم عاد صوت الكادحين إلى ساحات النضال في مختلف المدن تضامنا مع الشهيد محسن فكري، الذي سحقته آلة تدوير النفايات في مدينة الحسيمة. عجت المدن والميادين بالمتضامنين و المتضامنات من كل حدب وصوب، ونظمت الوقفات والمسيرات وصدحت الحناجر منددة بالفظاعة المرتكبة في حق محسن.

الإحساس بالذل والمهانة بعد أن تناقلت وسائل الإعلام صورة محسن دفع بآلاف إلى الخروج للشوارع في جو يذكرنا جميعا بما كانت عليه البلد أيام حركة 20 فبراير سنة 2011. لم نشهد تخريبا ولا شغبا بل متضامنون يرفعون أعلاما وشارات النصر يحدوهم الأمل بالقصاص لقتل محسن فكري.

لنوسع حملة الاحتجاج الشعبي ضد هذه الجريمة النكراء، ولنعمل على دعم انخراط المنظمات المناضلة في هذا الاحتجاج، ولنسعى إلى تخصيب هذا النضال بأشكال تنظيمية و شعبية تضمن له طول النفس وتمنع النظام من تنفيس غضب الكادحين بإجراءات فارغة.

علي متضامن

 

زر الذهاب إلى الأعلى