حركة عولمة بديلةمتابعة النضالات

المسيرة العالمية للنساء : تصريح سياسي

المسيرة العالمية للنساء

تصريح سياسي

 

نعلن نحن عضوات اللجنة الدولية للمسيرة العالمية للنساء المجتمعات بالكيبيك بكندا ما بين 12 و 15 شتنبر 2015 ، ما يلي:

تضامننا مع النساء بمنطقة الكيبيك، مكان نشأة المسيرة العالمية للنساء، و امتناننا لنضالاتهن و مقاوماتهن.

إننا نعترف بقيمة التكوين السياسي النسوي كاستراتيجية لبناء ذواتنا كموضوعات سياسية من أجل مقاومة النظام الذي يقهرنا. و باجتماعنا هنا، عملنا من أجل فهم جماعي لواقعنا، و نحن نناضل للدفاع عن حقنا من أجل إنشاء نظريتنا النسوية للمعرفة الخاصة بنا.

إننا نعمل من أجل بناء بدائلنا النسوية الخاصة بنا انطلاقا من إعادة تشكيل لمعرفتنا الخاصة و تجربتنا اليومية اللتان يجري الغاؤهما كليهما بوعي من الخطاب الرائج، وذلك من أجل إقصاء النساء.

نحن ملتزمات بتحرير أنفسنا من النظام الأبوي و من الاستعمار الجديد و من الرأسمالية التي تعد الأسباب العميقة لنظام الاضطهاد الذي نعيش في ظله. و قد استنتجنا جماعة، في ظل فضاء العمل هذا، أن الفقر و العنف و الهجرة الاضطرارية و الإرهاب هي أيضا تعبيرات عن عنف تعانيه النساء و الأطفال و الجماعات الأهلية المهمشة و ذلك كنتيجة لاستراتيجيات أساسية كالعسكرة و التطرف و التدابير التقشفية التي تشكل دعامة للوضع القائم الراهن.

و تبعا لذلك ندين موقف المجتمع الدولي، خاصة منه الأوربي، لنوعية تعاطيه مع أزمة اللاجئين التي تجري هذه الأيام. و نحن، مرة أخرى، نرى مرعوبين كيف أن حياة الإنسان لا تساوي شيئا، و كيف أن الناس يفرون من بلدانهم محاولين الهرب من الأصولية و الإرهاب و الحرب – التي تدعم من قبل بلدان كالولايات المتحدة الأمريكية و البلدان الحليفة كما من قبل صناعة السلاح على حد السواء – ليجدوا قلعة بأوربا لا يمكن ولوجها. نحن ندين الموقف الرسمي الذي اتخذه الاتحاد الأوربي. و هو الموقف الذي ينبني على النزعة العسكرية و إغلاق الحدود و الحصص التي تتعارض مع إرادة آلاف من المواطنين الأوربيين الذين خرجوا في الأيام الأخيرة للشوارع ليفتحوا بيوتهم للأشخاص الهاربين من فلسطين و سوريا و ليبيا و العراق و كردستان و بلدان أخرى من المنطقة. و نواصل دعوة كل الناس من كل مناطق العالم إلى التضامن و مؤكدين أن اللاجئين ليسوااعداء لنا، وإنما هم أخواتنا و إخوتنا الفارين من أوضاع العنف الشديد التي أثارها نظام ظالم. و تنتشر العنصرية على نطاق واسع بالعديد من المناطق. و لازلنا نسمع أخبارا عن التهجير القسري و انتهاكات لحقوق الإنسان للمجتمعات الأهلية و السكان الأصليين بالبرازيل و أمريكا الشمالية و مناطق أخرى. و تستخدم الحكومات و مجموعات اليمين المتطرف الخوف كاستراتيجية للتحكم في الرأي العام و لتبرير سياساتها المعادية للأجانب. و يؤدي تصاعد اغتيالات السود بالولايات المتحدة الأمريكية إلى اضطراب اجتماعي و صراعات، لكن وسائل الإعلام و الشبكات الاجتماعية تواصل إلقاء اللوم على نفس الأشخاص. فأولئك الذين يوجدون تحت نير الاضطهاد، هم أيضا يحولون إلى مجرمين عندما يقومون بردة الفعل و يطالبون بالعدالة.

تلك هي التعبيرات الحادة عن الأيديولوجيات النيوليبرالية و عن الاستعمار الجديد التي يتزايد تأثيرها كل يوم، مؤثرة على حياة الناس بجميع أرجاء العام. و تقوم الشركات الخاصة و الدول بتنفيذ أشكال جديدة من استعمار مجمل بلدان الجنوب. و يمكننا أن نرى في أفريقيا كيف أن الشركات المتعددة الجنسية تسببت في تشريد المجتمعات الأهلية و السكان الأصليين، و كيف أن الشركات تحتل الأراضي و تنهب الموارد الطبيعية و كيف أن الاستعمار الثقافي يأخذ طريقه من خلال السوق الرأسمالية و التوجهات الاستهلاكية التي تمرر من خلال وسائل الإعلام.

نحن ندافع عن أولئك النساء اللواتي يتم تجريمهن في غمرة نضالهن من أجل المطالبة باستقلالية أجسادهن و أراضيهن. و نبعث بتضامننا إلى سارا كايا التي انتخبت نائبة لرئيس بلدية نوسايبين ب91% من أصوات المقترعين. و كنا قد أطلقنا بهذه المدينة الكردية القافلة النسائية الأوربية في 6 مارس 2015 و قد أكدت سارا كايا التزامها الثابت بقضيتنا و بحركتنا. و تلقينا ، مع كامل الأسف، أخبارا عن وضعها رهن الاعتقال و فصلها عن مركزها في البلدية، قبل أسبوعين، بسبب تصريح لها حول تقرير المصير. و ندين الحرب و القمع اللذان تشنهما الحكومة التركية ضد الجماعات الكردية و نواصل الإعراب عن تضامننا مع سارا كايا و كل النساء اللواتي جرى تجريمهن في خضم نضالهن من أجل عالم أفضل. ونعبر عن وقوفنا بجانب ماكسيما، وهي امرأة من السكان الأصليين للبيرو، تعرضت للاضطهاد بسبب مقاومتها دفاعا عن الأرض و الحياة. كما نقف بجانب كل من يواصل المقاومة في جميع أنحاء العالم.

نحن نرفض هذا العالم اللاإنساني و نقول لا، هذا يكفي!  و نؤكد، مرة أخرى، تشبثنا بالتزامنا بتشييد عالم جديد تكون فيه الحياة مركز كل شيء و يحظى في خضمه الجنس البشري بعلاقات جديدة مبنية على أسس العدالة و الحرية و الاحترام و الاعتراف بالتعدد ليس بين بني البشر أنفسهم و حسب، وإنما بينهم و بين الطبيعة كذلك.

و نحيي جهود المكاتب المركزية الوطنية للمسيرة العالمية للنساء التي تعمل بجهد منذ انطلاق الحملة الدولية الرابعة في ثامن مارس دافعين بالحملة لتنغرس في العديد من المناطق و البلدان راسمين آفاقا للمقاومات و البدائل و تطويرالذوذ عن مناطقنا و أجسادنا و أراضينا.

و نحيي أخواتنا اللواتي أحرزن نصرا في المجال السياسي، و نخص بالذكر رفيقتنا ساندرا نوران من غواتيمالا التي حصلت للتو على مقعد بالبرلمان الوطني، وذلك لتمثيل ائتلاف من حركات اجتماعية.

و نحن ملتزمات بتعزيز روابطنا مع حركات اجتماعية أخرى و حلفاء استراتيجيين اقتناعا منا بأن هذا التحالف سيجعل مشروعنا السياسي أقوى و أكثر تماسكا. و لذلك سنواصل التدخل في الفضاءات السياسية سواء على المستوى الجهوي أو الدولي، و ذلك للتأثير على عمليات صنع القرارات و رسم السياسات. و في شهر دجنبر المقبل سوف نقوم بتعبئة النساء من جميع أنحاء العالم للانضمام للتعبئات العالمية ضد القمة العالمية الواحد و العشرين لاتفاقية الأطراف حول للمناخ. و سنعرب بشكل جماعي عن موقفنا لحماية أمن الأرض و البيئة و لنطالب بتغيير فعلي للنظام، وذلك لوقف الدمار الذي يتسبب في التغير المناخي.

اللجنة الدولية للمسيرة العالمية للنساء
الكيبيك، في 15 شتنبر 2015

ترجمة أطاك المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى