خاض عمال شركة أمانور للتطهير السائل وعائلاتهم معركة نقابية بطولية فاقت مدتها السنة، في ظرف استثنائي انضافت فيه جائحة كورونا إلى جائحة الاستغلال، حيث انطلقت في 21 يناير 2020 عقب طرد مناضلين نقابيين من المكتب النقابي وتوّجت يوم فاتح فبراير 2021 بتوقيع اتفاق بين المكتب النقابي والشركة الفرنسية فيوليا التابعة لها أمانور، ويتضمن هذا الاتفاق عودة جميع المطرودين ومباشرة المفاوضات لتوقيع الاتفاقية الجماعية.
لقد عرفت هذه المعركة النقابية النوعية صمودا عماليا قويا في وجه الضغوط والتهديد والتجويع، وذلك بفضل صلابة العمال ويقينهم بأن وحدتهم وكفاحهم هو سبيلهم الوحيد للنصر، مما جعلهم ينالون دعم عشرات المناضلين النقابيين والجمعويين والعماليين، وعدد من القطاعات النقابية.
لم يأت نصر عمال أمنور إلا لتشبثهم بملفهم المطلبي العادل، ورفضهم لكل أنصاف الحلول والوعود المسمومة، لقد اختاروا طريق العمل النقابي المكافح، وكتبوا بذلك صفحة أخرى من تاريخ مشرق للطبقة العاملة المكافحة، منيرين بذلك الطريق لإخوتهم العاملات والعمال، طريق الوحدة والكفاح والتضامن.
كان بالإمكان ان يتم حسم المعركة بوتيرة أسرع، بشكل يجنب العمال واسرهم ما عانوه طيلة سنة، لو جرت في شروط توفر الحدود الدنيا من التضامن العمالي المجسد في تنظيميا على أسس الديموقراطية والكفاح، لكن هذا الاتحاد يبنى بفعل هذه المعارك وتعميم دروسها، وهي مهمة العمال المنتصرين وداعميهم من النقابيين الكفاحيين وباقي المناضلين العماليين.
بمناسبة هذا النصر الكبير تحيي أطاك المغرب مجموعة طنجة كل عمال شركة أمانور الصامدين وعائلاتهم ومكتبهم النقابي ومعهم كل عمال طنجة الرازحين تحت نير الاستغلال الكثيف والبشع، كما نحيي كل من ساهم في إنجاح هذه المعركة العمالية ، وتدعوهم لتعميم دروسها بكل الأشكال الممكنة.
الوحدة العمالية والتضامن سبيلنا لانتزاع حقوقنا ومواجهة جوائح الاستغلال والقهر ومحاربة العمل النقابي
