المجموعات المحلية

بيان اطاك طنجة حول وفاة عشرة أطفال حديثي الولادة بمستشفى محمد الخامس بمدينة طنجة

اطاك المغرب

في مواجهة العولمة الليبرالية

عضو الشبكة الدولية للجنة من أجل إلغاء ديون العالم الثالث

مجموعة طنجة

 

وفاة عشرة أطفال حديثي الولادة بمستشفى محمد الخامس بمدينة طنجة

التقشف و الخوصصة

يغتالان الخدمات العمومية و معها أحلام أطفال و شباب المغرب في الرعاية الصحية  و التعليم الجيد  و التشغيل القار

 

منذ سنوات تخوض البورجوازية و دولتها حربا طاحنة على الخدمات العمومية بأنواعها، على محورين، الأول من خلال التقشف و الحد من الموارد المالية المخصصة لها، أخذا بعين الاعتبار التطور الكبير لعدد الساكنة. و الثاني عبر الخوصصة من خلال جعل القطاع الخاص يستحوذ عليها، فيكون الغلاء و تدهور الخدمات و ظروف عمل الأجراء و حرمان فئات عريضة منها هو النتيجة.

هذا هو حال قطاعات التعليم و الصحة و توزيع الماء و الكهرباء، و النقل الحضري.. . ففي القرن الواحد و العشرين لازال في المغرب من يموت على الطرقات و في المستعجلات نتيجة قلة سيارات الاسعاف و التجهيزات الضرورية للتدخلات الاستعجالية و كذا النقص الحاد في الأطر الطبية، و الأدوية علما أن مئات الأطر المكونة تستهلكها العطالة. في حين تنعم الطبقة البورجوازية بمستشفياتها المرتفعة التكلفة و يتنقل أفرادها للخارج لتلقي أفضل العلاجات.

نفس الأمر ينطبق على التعليم حيث يعرف القطاع نقص حاد في أطر التدريس و التسيير و نقص في البنيات و التجهيزات، يشهد على ذلك حالة الأقسام التي يفوق عدد تلامذتها الأربعون تلميذا في أحسن الأحوال و أقسام متعددة المستويات  وخفض عدد ساعات بعض المواد المدرسة في بعض المستويات و المناطق، و كذا حالة المؤسسات، التي بعضها أقرب إلى مراكز احتجاز منها إلى مؤسسة تربوية. في المقابل يتوسع التعليم الخصوصي بكافة مستوياته ممتصا موارد مالية مجتمعية هائلة لصالح فئة قليلة و بمردودية مشكوك في جدواها. في ضل استغلال مفرط لشغيلته.

إن تحويل هذه الخدمات العمومية الاجتماعية الحيوية إلى سلعة، ترتبط الاستفادة منها بشكل جيد، بمدى القدرة المالية لمن يريدها، جعل المستثمرين الخواص و المؤسسات التابعة للدولة تشتغل بمنطق رفع المردودية و خفض النفقات  المرتبطة بالتجهيز و التشغيل. و هو منطق يحرم الملايين من خدمات مناسبة و ذات جودة.

إن وفاة عشرة أطفال حديثي الولادة بمستشفى محمد الخامس بمدينة طنجة في ظرف 48 ساعة،  يومي الإثنين والثلاثاء 5 و 6 أكتوبر 2015، نتيجة عدم توظيف الوزارة للأطر الصحية الكافية من ممرضين و أطباء و تقنيين للإشراف على تقديم العلاجات، يعد إحدى الجرائم الناتجة على سنوات من التقشف و تفكيك القطاع و تكثيف وتيرة استغلال شغيلته. و هي جريمة تكشف هول ما يتعرض له المواطنين من معاناة للحصول على العلاجات، و هذا ما يعريه نظام المساعدة الطبية للمعوزين.

إننا في  أطاك المغرب، مجموعة طنجة، إذ نقدم التعازي الحارة لذوي الأطفال المغدورين في حياتهم نتيجة التقشف الذي يعرفه القطاع الصحي، نعلن للرأي العام ما يلي:

  • إدانتنا الشديدة للسياسة الصحية التي تضع على جدول أعمالها خدمة أصحاب رؤوس الأموال الطامحين للاستثمار في معاناة المواطنين
  • تضامننا مع النضالات التي يخوضها طلبة كلية الطب ضد استهداف الوظيفة العمومية و ضد نظام السخرة بالوظيفة العمومية  الذي يفيد الرأسمال
  • إدانتنا لفك ارتباط التكوين بالتشغيل بالنسبة لمراكز التربية و التكوين في قطاع التعليم على غرار ما تم في قطاع الصحة بالنسبة لمهنة التمريض، كمقدمة لضرب استقرار الشغل و مكاسب شغيلة الوظيفة العمومية.
  • اعتبارنا أن الخدمات العمومية من تعليم و صحة قطاعات يجب أن يستفيد منها المواطنون على قدم المساواة و تمول من خلال نظام ضريبي تصاعدي على أصحاب الثروات الكبيرة، التي راكموها نتيجة الاستغلال المفرط للأجراء و التهرب الضريبي، و التي ينفقونها على الاستهلاك الباذخ من قصور و يخوت و طائرات وسيارات فارهة…
  • تضامننا مع الأطر الصحية في معانتها اليومية من أجل تقديم الخدمة الصحية للمواطنين في شروط جد صعبة
  • مطالبتنا محاسبة المسؤولين عن سياسة تخريب الصحة العمومية من خلال جعلها مرتعا للاستثمار الخصوصي و كل الكوارث الصحية التي عرفتها بلادنا و التي ليس آخرها وفاة الرضع العشرة.
  • دعوتنا لكافة القوى المناضلة و الغيورة على مصالح الكادحين إلى مواجهة الاستحواذ الرأسمالي على الخدمات العمومية بأنواعها.

عن المجموعة

طنجة في 10 أكتوبر 2015

زر الذهاب إلى الأعلى