الديون

الإعلان العالمي لدعم الثورة التونسية

وبعد هذا الانتصار الأولي، ما زالت الاحتجاجات تتواصل إذ يعلم الجميع أن المؤسسات الرئيسية التي أنشأها الرئيس المخلوع ما زالت قائمة. وباتت قوى التغيير تطالب أولاً بحل التجمع الدستوري الديمقراطي في مواجهة القوى التي تدعو لإعادة الأمور إلى طبيعتها. فالتجمع ليس مجرد حزب سياسي، بل أداة قمع ومراقبة وزبائنية. وكلنا نعلم أنه من دون قطيعة حقيقية مع المؤسسات التي أنشأها الطاغية، ستتعرّض الشرائح الشعبية التي حملت الحركة الثورية، ولاسيما الشباب منهم، إلى تجريدها من انتصارها وذلك باسم الانتقال السلس الذي لن يمنح سوى حد أدنى من التنازلات مقابل مطالب الشعب، تنازلات ستكون مماثلة لتلك التي عرضها بن علي  “بسخاء” قبل أن تطرده مظاهرات الشارع  ببضع ساعات. فالجميع يعلم أن التونسيين لا يتوقون إلى ديمقراطية زائفة، كما إنهم لا يرغبون بالسياسة الاقتصادية التي يمليها الاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الدولية التي تتسبّب عقيدتها الليبرالية بالمزيد من البؤس والبطالة. ولم يعد التونسيون يقبلون بسياسة خارجية خاضعة لمصالح القوى الامبريالية الساعية لوضع حد للمقاومة الفلسطينية. وبات الجميع في تونس يعي أن صدى هذه الثورة في أنحاء العالم العربي قاطبة لهو مكسب هائل، إذ إنها أشعلت أملاً كبيراً ستكون تداعيات خيبته كارثية. 

وقد أثبتت التجربة التاريخية أنه في مواجهة مظاهرات بهذا الحجم، تسعى دوماً القوى العالمية التي تمعن في ممارسة الظلم والاستغلال، للحد من نطاق الاحتجاجات الشعبية والقضاء عليها في المهد. وفي حال بقي الخطر داهماً، لا تتردد في استعمال العنف لكسر شوكة المتظاهرين. ونحن لا نشك إن البعض في تونس، تماماً كما في بلدان أخرى، ولاسيما أولئك الذين يعملون في كنف أجهزة استخبارات الدول الامبريالية، يعكفون على التحضير لثورة مضادة تقمع في ضربة واحدة كل استنهاض شعبي.

ولهذه الأسباب مجتمعة، يهمنا نحن، ناشطين ومثقفين ومواطنين، ملتزمين كلنا بمبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، أن نوجّه تحية إلى الشعب التونسي وثورته من أجل الكرامة. ونحن  نؤكد على تضامننا الثابت معه في جهوده الرامية إلى تعميق العملية الديمقراطية، كما نعلن التزامنا بمساندته للحفاظ على مكاسبه، وفي مواجهة أي محاولة لأي ثورة مضادة.

للتوقيع     http://attac.h-elam.net/index.php?page=7&petId=2 للتوقيع 

زر الذهاب إلى الأعلى