تشهد الرباط نضالات يومية للمعطلين المجازين والاطر العليا المرابطة بشوارع الرباط مطالبين بحقهم/وحقهن في الشغل والعيش الكريم ،فالرباط كانت معروفة بمثل هذه النضالات لحركة المعطلين،الا انه مؤخرا تغيرت المعطيات فالنضالات التي تجري هذه الايام بالرباط والنواحي تخص الساكنين بالمدينة والنواحي في تامسنا سكان مسجونون في بنايات عبارة عن صناديق اسمنتية ، لا مدارس ولا مستشفييات ولا خدمات عمومية جيدة ومجانية ، شركة الضحى امتصت جيوبهم دون جدوى أزيد من سنتين وهم يطالبون بحقوقهم المشروعة ، سكان جماعة عامر ، وعين عتيق يطالبون بالسكن اللائق ..كلا نضالات جارية في جو الصمت والسكون. في وسط مدينة الرباط وبالضبط في مدينة العرفان الجامعية طلاب وطالبات يعانون من غياب النقل الجامعي ،لا سكن جامعي بدون وساطات ونفود ، طلبة معتصمين امام ابوا ب الحي الجامعي في برد قارس محرومين من السكن ،طلبة اخرين في وسط كلية الحقوق امام ابواب عمادة الكلية مضربين عن الطعام وحناجرهم مبحوحة بشعارات مطالبة بالحق في سلك الماستر… مؤخرا شهدت أحياء السكن المهمشة للكداح والكادحات حركة نضالية غيرمسبوقة، تتمثل في اعتصام نساء دوار الكورة المهددات بالافراغ الكلي من براريكهم ،نساء وأطفال وشيوخ سيقذفون الى الشارع في ظل قساوة المناخ . يوم 25 نونبر 2013 ، دلك اليوم الدي ترفض فيه االنساء كل اشكال العنف ، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء ، هدا اليوم يوم عار على جبين الدولة المغربية التي تتغنى بشعارات المساواة وحماية النساء من العنف والتحرش…،في هدا اليوم بالضبط تعرضت نساء دوار الكورة المعتصمات والصامدات امام بيوتهن الصفيحية لعنف الدولة ،لا لشيئ الا من اجل حماية حقهن في سكن المهمشين والبؤساء ،انهن لا يطلبن الا بستر أنفسهن من البرد والحرارة ،فالدولة لا يهمها توفير السكن اللائق كما تدعي في جرائدها الصفراء ولا في ابواقها المرئية و المسموعة التي نؤدي ضرائبها، ،هده هي قصة نساء دوار الكرة،نعم اسمه دوار الكرة ،اسم شعبي ، اسم يطلق على الرياضة الشعبية المشهورة في العالم انها كرة القدم ،هدا حي الفقراء ولا مجال لمقارنته بحي الرياض الراقي المنعزل بجدار الطبقية ، الذي يسكنه محتكرو السياسة والاقتصاد والثقافة . تعرضت نساء دوار الكرة يوم 25 نونبر لوبيل من السب والشتم والضرب والرفس من طرف القوات العمومية التي استقدمتها السلطات المحلية ،ازيد من 200 امرأة تعرضن لجميع اشكال العنف،فهدا الحي الدي يسكنه العمال والمهمشون و تقطنه ازيد من 100 اسرة ، تنظر اليه السلطات بكل احتقار وتمييز وعدوانية ،لان نساء هدا الحي وشبابه انخرطو في النضال الشعبي ايام المد الاحتجاجي لحركة 20 فبراير في مسيرة تاريخية شارك فيها ما يزيد 30 الف مشارك يوم 24 ابريل 2011 ،انها المسيرة الشعبية الاكبر في الرباط مند الاستقلال الشكلي ،فاليوم سكان دوار الكرة يؤدون الثمن ضريبة على نضالهم ومشاركتم في مسيرات شعبية خلال المد العشريني اليوم نجد نضالات جارية لا مساند لها ،في مقدمة ده النضالات تتقدم نجد النساء وهن يصرخون وينوحن من اجل اطفالهن ومستقبلم، الان هدا الحي مطوق برجال البوليس يقدفنا بالنساء في حفرات مائية كريهة،ويطلقن الفاظ نابية … اطفال يصرخون،نساء مفروشات قرب ابواب بيوتهن ،لا يهمن الالة القمعية التي ستكسر عظامهن، نعم يعلمن بأن العصي ستنزل على اجسادهن طفل يبكي بين دراعي امه ، وينطق اين ابي ؟؟ ،طبعا ابوه لا يوجد انه دهب لبيع قوة عمله من اجل لقمة العيش ،بكاء ،صراخ ، من هنا وهناك ، ان مشهد تراجديدي مأساوي يشهده هدا الحي الصفيحي . حي محصاربكل انواع الترسانة القمعية ،لا مجال للانسان ان يسأل مادا يجري، الجرافات تم استقداما للهدم . في دا الجو التراجيدي اقدمت فتاة على تصوير دلك المشهد المرعب ، فجأة طارت الة التصوير من يدها، لاوجود للصحافةولا اعلام ،الشاشات مغلقة هدا اليوم،الجرائد غير موجودة ،ننتظر الورق لياتي لنا من الصين…في السر والعلن تتم الامور هكدا ، تهدم بيوت الكداح امام اعين المارين، ترمى الاواني والافرشة في الازقة ،تستعمل الجرافات ويهدم كل شي ويتحول المكان الى ساحة ،لا،انها تتحول الى عقار. قال صديقي: ،انها ستتحول تلك الساحة الى فنادق مطلة على البحروستجلب ارباحا لكن ياسيدي لمن؟؟ سكت صديقي لان رجل امن سري جاء ليلتقط نقاشنا،وانصرفنا عن المكان . وفي الضفة الاخرى التي لا تشبه دوار الكورة في كل المستويات اي في قلب عاصمةالديكتاتورية قرب بناية البرلمان البورجوازي ، نساء نظمن وقفة احتجاجية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء يطالبن بالمساواة الفعلية ويرفعن شعارات من قبيل “حرية كرامة عدالة اجتماعية والمساواة الفعلية” نساء اقل عددا من نساء دوار الكورة منظمات في صف واحد ،ويحملن لافثة تدعوا الى وقف العنف ضد النساء، لكن لايبدوعلى وجوههنا الصراخ ولا البكاء ومظهرهن جميل ،لباسهن أنيق ،طبعا لا علم لهن بما حدث لنساء فقيرات في مدينة الرباط ،لا علم لهن بشتى انواع العنف الممارس ضد نساء واطفال وفتيات وشيوخ طبعا المسألة عادية لان لا علاقة لهن بتلك النساء الكادحات والاميات،بل هناك بعضهن لا علم لهن بحي شعبي صفيحي يسمى دوار الكورة، توجه صديقي الى احدهن واخبرهن ان نساء دوار الكورة تعرضن للعنف والحرمان من السكن ،ردت احدى هنا ياسيدي عن اي دوار تتحدث ،اجاب صديقي انه دوار الكورة بمقاطعة يعقوب المنصور. تبين من الحوار الدائر بين صديقي وتلك” المناضلة النسوانية ” انها لا تعرف خريطة هدا الدوار تغير المنظر من بكاء وصراخ الى شعارات ،لكن ياسادة لا يستطيع مكبر الصوت ان ينطق ان نساء من جنسنا تعرضن للعنف في هده اللحظة التي نحتج فيها ضد العنف
2٬382