بــــــــــيــــــــــــــــان
يكفي ما نهبوه !!!
جميعا من أجل طرد شركة أمانديس و جعل توزيع الماء و الكهرباء و التطهير السائل خدمة عمومية تحت رقابة شعبية
بعد قرابة 20 سنة من تجربة التدبير المفوض لقطاع توزيع الماء و الكهرباء و التطهير السائل و قطاعي النظافة و النقل و تدبير أرصفة الموانئ و مواقف السيارات لصالح الرأسمال الأجنبي و أحيانا بشراكة مع الرأسمال المحلي في كبريات المدن المغربية. نقف اليوم على الحصيلة المرعبة لهذا التدبير، غلاء فاحش في أسعار الخدمات و انحطاط في جودتها، يشهد على ذلك الأزبال المنتشرة في كبريات الحواضر المغربية و اهتراء أسطول النقل الحضري، و غرق شوارع المدن عند أول زخات المطر جراء غياب بنيات مناسبة أو التأخر في إنجازها.
لقد كشف بعض ما تسرب من تقارير المجلس الأعلى للحسابات قيام شركات التدبير المفوض بتحويل أموال خارج الضوابط القانونية و عدم قيامها لا بالاستثمارات التي وعدت بها و لا بالتطوير التقني و لا بالتشغيل، بل تدهورت أوضاع الأجراء و تناسلت شركات الوساطة العاملة بالقطاع.
إن انحطاط الخدمات المقدمة من طرف شركات التدبير المفوض، إذا أخذنا بالحسبان ما حصلت عليه من أموال مقابل ذلك، يعد شهادة على خواء و عود التنافسية التي ستسهم في تخفض الأسعار، و ترفع جودة الخدمات.
فالشركات المتعددة الجنسيات تتمتع بقوة مالية هائلة و تستفيد من القوة العسكرية لدولها و من فساد الادارة سواء في الدول الصناعية أو في دول العالم الثالث، من أجل إبرام عقود امتياز طويلة الأمد و بشروط في صالحها، على شاكلة عقود الحماية الاستعمارية. هذه الاتفاقيات تضل طي الكتمان و تعززها ملاحق و برتوكولات تكون باللغة الأجنبية و في آلاف من الصفحات بحيث يتم التوقيع عليها من طرف مسؤولين عديمي الكفاءة و النزاهة.
إن هذه الوضعية هي التي دفعت ساكنة طنجة إلى رفع صوتها في سنة 2006 و 2010 و إبان الحراك الفبرايري المجيد من أجل المطالبة برحيل أمانديس، هكذا جاءت موجة الغلاء الأخيرة الناتجة عن رفع أسعار الماء و الكهرباء و إعادة النظر في طريقة الفوترة، لتزيد من نهب شركة أمانديس لموارد الأسر المفقرة جراء انتشار العمل الهش و البطالة و غلاء مصاريف التمدرس و التطبيب بعد تسريع وتيرة خوصصتهما.
إن الرد النضالي الجسور الذي جابهت به جماهير طنجة المتمثل في الاعتصام أمام وكالات الشركة بحيي بئر الشفاء و بني مكادة و القيام بحملة إطفاء الأنوار ليلتي السبت 17 أكتوبر لمدة ساعة و 24 أكتوبر لمدة ساعتين و ما رافقهما من مسيرات حاشدة قادها شباب مقدام، قد فاجأت من كان يعتقد أن مبادرات التنمية البشرية التي يوجهها صندوق النقد الدولي يمكن أن تغطي على النتائج الكارثية للسياسات الليبرالية المفرطة التي تضع كل القطاعات الانتاجية و الخدماتية تحت سطوة الرأسمال الأجنبي.
إننا في أطاك المغرب مجموعة طنجة إذ نحيي نضالات الجماهير الشعبية و في طليعتها الشباب و النساء ضد شركة أمانديس، نعتبر أن أقل ما يمكن أن تقوم به السلطات التي تحترم إرادة المواطنين الحرة هو فسخ العقدة دون تعويض. كما نعلن للرأي العام ما يلي:
- إدانتنا للقمع و الترهيب الذي يطال نضالات السكان في انكشاف سافر لانحياز السلطات إلى جانب الرأسمال الأجنبي ضد مصلحة المواطنين. و خاصة التدخل الهمجي باستعمال المدفع المائي ضد نساء و شباب عزل و متظاهرين سلميين ليلة السبت 24 أكتوبر 2015. و مطالبتنا بوقف المتابعات القضائية في حق مناضلي الحركة الاحتجاجية و توجيهها لشركة أمانديس المسؤولة عن سرقة جيوب المواطنين.
- اعتبارنا أن المشكل يكمن في تحويل خدمة عمومية حيوية إلى أداة للنهب من طرف الشركات الأجنبية، و ليس في قراءة العدادات و لا خطأ في الفواتير و أن كل الحلول المقترحة تم تجريبها في 2006 و 2010 و 2011 و أن الشكاوي الفردية لا تسمعها الشركة.
- مطالبتنا بعودة قطاعات التدبير المفوض للتدبير العمومي من ماء و كهرباء و نقل و نظافة تحت رقابة شعبية و فرض ضريبة تصاعدية على مبذري الماء و الكهرباء في الفنادق الفاخرة و ملاعب الكولف و القصور و الفيلات و مستعملي اليخوت و الطائرات و السيارات الفارهة.
- استنكارنا للتدهور المريع الذي انحدر له التعليم العمومي جراء نقص التمويل و الأطر التعليمية و الادارية و التجهيزات و البنايات، حيث الاكتظاظ و النقص من ساعات بعض المواد و إجبار المدرسين على تدريس مواد ليست مواد تخصصهم و انتشار الأقسام متعددة المستويات مما يؤدي إلى ضعف متزايد للمستوى التعليمي لأبناء الجماهير الشعبية من أجراء و صغار منتجين مقابل تعليم جيد لأبناء البورجوازية.
- استنكارنا للمستوى المتدني الذي وصل له قطاع الصحة بمدينة طنجة حيث تدهور مريع في البنيات التحتية للمؤسسات الإستشفائية و نقص حاد في الأطر الطبية و التمريضية و خصاص مهول في الأدوية الإستعجالية و المعدات البيوطبية…مما يعرض حياة المرضى للخطر، و لعل وفاة عشرة أطفال في ظرف يومين بالمستشفى الجهوي محمد الخامس دليل صارخ على ذلك.
- دعوتنا لكل القوى النقابية و السياسية و الجمعوية و كل الأحرار إلى الانخراط في حملة الساكنة من أجل فرض رحيل الشركة الاستعمارية النهابة أمانديس و كل أخواتها.
عاش النضال الشعبي
عن المجموعة
طنجة في: 26 أكتوبر 2015