اختطاف سفينة Madeleine: جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال.
في صباح يوم الأحد 9 يونيو 2025، وبينما كانت سفينة “مادلين (Madeleine) ” إحدى سفن أسطول الحرية (Freedom Flotilla Coalition) – تقترب من سواحل غزة، حاملةً مساعدات غذائية وطبية سعيا منها لإنقاذ أهالي غزة لاسيما الأطفال والرضع اللذين يباذون جوعا، أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على اعتراضها واختطاف طاقمها بالكامل في المياه الدولية.
أبحرت السفينة في 1 يونيو من ميناء كاتانيا بإيطاليا، وعلى متنها مساعدات إنسانية تشمل حليب الأطفال، الدقيق، مستلزمات طبية وأجهزة لتحلية المياه، في محاولة رمزية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. كان من بين أعضاء الطاقم اثني عشر ناشطًا وناشطة، من أبرزهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ والنائبة الفرنسية الفلسطينية في البرلمان الأوروبي ريما حسن.

ورغم الطابع التضامني الإنساني المحض للمهمة، لم تتردد قوات الاحتلال في اعتراض السفينة، حجز المساعدات، واعتقال طاقمها بالكامل.
هذه العملية تعيد إلى الأذهان جريمة سفينة “مافي مرمرة” سنة 2010، وتُعد شكلاً من القرصنة البحرية التي ترقى إلى جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
تواصل دولة الاحتلال أمام أنظار العالم، ارتكاب إبادة جماعية ممنهجة ضد سكان غزة: مئات آلاف الشهداء والجرحى، تدمير شبه كامل للبنية التحتية، استهداف مباشر للمدارس والمستشفيات والمخيمات، سياسة تجويع جماعي وتهجير قسري ممنهج.
ورغم فظاعة الحرب، لا يزال الصمت الدولي والتواطؤ الرسمي قائمَين. ليس فقط من طرف القوى الامبريالية التي تدعم الكيان دون شروط، بل أيضًا من طرف أنظمة المنطقة المعادية لتطلعات الشعوب والتي تواصل كل أشكال التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني الاستعماري الاستيطاني.
قافلة الصمود: إرادة الشعوب لا تُكسر
في الوقت الذي يُعتقل فيه طاقم سفينة Madeleine، انطلقت في اليوم نفسه، 9 يونيو 2025، قافلة الصمود البرية من تونس، بدعم واسع من منظمات شعبية، نقابية، سياسية وحقوقية، وبمشاركة مناضلات ومناضلين من دول عديدة بينها المغرب، الجزائر، موريتانيا، ليبيا… في اتجاه معبر رفح، للتعبير عن التضامن مع غزة وفك الحصار.
تشكل هذه القافلة جزءًا من تحرّك شعبي دولي متعدد الأشكال، يشمل قوافل برية، بحرية وجوية، قادمة من 32 دولة هدفها كسر الحصار والمساهمة في محاصرة الصمت الدولي والتواطؤ الرسمي.
وقد استقبلت مدن تونسية عديدة المشاركات والمشاركين منذ الساعات الأولى في أجواء نضالية قوية، تؤكد أن القضية الفلسطينية ما زالت حية متَقِدة في ضمير ووجدان الشعوب، وأن التطبيع لا يمكنه أن يمحو ذاكرة النكبة، ولا أن يُجمّل جرائم الكيان الصهيوني.

القافلة، شأنها شأن سفينة ” مادلين (Madeleine) “، ليست مجرد مبادرة رمزية أو إنسانية، بل موقف سياسي واضح يقول إن الشعوب لم ولن تخن فلسطين، وأنها ترفض التواطؤ، وتجريم التضامن، وتؤمن أن مقاومة الإبادة واجب إنساني وأخلاقي قبل أن يكون خيارًا سياسيًا.
نحن مع فلسطين… ضد الاحتلال، وضد من يُطبّعون معه.
إن المعركة من أجل تحرير فلسطين هي أيضًا معركة من أجل تحرر شعوب المنطقة من الاستبداد والتبعية. ولن تكون هناك عدالة في هذا العالم دون إنهاء الاحتلال، ولا حرية في هذه المنطقة دون إسقاط أنظمة التطبيع الرجعية.
كل التضامن مع غزة…
كل التضامن مع طاقم سفينة مادلين Madeleine…
كل الدعم لقافلة الصمود
بقلم: أسماء المنضور-مناضلة جمعية أطاك المغرب