30 أكتوبر، يوم غضب شعبي لوقف دوس الدولة لحياة الفقراء
يعد يوم 30 أكتوبر2016 يوما للغضب الشعبي العارم بالمغرب، حيث عمت المسيرات و الوقفات الاحتجاجية مدنا عديدة لإدانة الجريمة المرتكبة من قبل الدولة المغربية بحق الشاب محسن فكري ابن مدينة الحسيمة وبائع السمك الذي طحنت جسمه آلة لسحق النفايات وهو يحاول استرجاع بضاعته المصادرة على يد رجال السلطة، تلك البضاعة التي تمثل مصدر رزقه وقوت يومه.
لقد ضحى محسن، إذن، بحياته للدفاع عن حقه في بيع السمك والخروج من براثن البطالة. هذه الأخيرة تفرضها الدولة على آلاف الشباب المغاربة فرضا عبر سياسات التقشف والمزيد من الهشاشة وتفكيك الوظيفية العمومية. فحتى من أراد مواجهة الفقر وإيجاد مصدر عيش تقوم الدولة بمصادرة سلعته البسيطة وتدوس كرامته بل وتصادر حياته بكل همجية وبرودة دم، مثلما فعلت مع الشهيد محسن فكري مساء يوم 28 أكتوبر 2016.
تمثل مسيرات ووقفات اليوم، الأحد 30 أكتوبر، حلقة أخرى من نضالات الشعب المغربي التي تبرهن عن توق هذا الأخير إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
فرغم تراجع الزخم النضالي لحركة 20 فبراير، لازالت الروح الكفاحية لهذه الحركة عالقة في أذهان المغاربة الطامحين إلى التحرر من حياة الظلم والبؤس، والذين صدحت حناجرهم رجالا ونساء في مسيرات اليوم تنديدا بمقتل محسن بتلك الطريقة البشعة، واحتجاجا على حياة الذل والمهانة التي تعاملهم بها دولة الأغنياء كل يوم.
لن توقف آلة الطحن التي سخرتها الدولة لوضع حد لحياة محسن نضال الجماهير من أجل نيل حقها في التعليم والصحة والشغل والسكن والعيش الكريم، وهي حقوق تصادرها الدولة اليوم تطبيقا لسياسة التقشف والخوصصة وترحيل ثروات الشعب واهدائها لصندوق النقد الدولي وغيره من الدائنين، وفضلا عن ذلك، قيام الدولة، ومن أجل الوفاء بالتزاماتها تجاه هؤلاء، باستنزاف جيوب الفقراء وإثقال كاهلهم بضرائب لاحصر لها، وتحرير الأسعار وتفكيك تقاعد الأجراء وتفويض الخدمات العمومية للشركات الخاصة المحلية والأجنبية، وتعميم الهشاشة في عالم الشغل، والتضييق على فرص الشغل الهشة التي يقاوم بها الفقراء حياة الجوع والحرمان. إن مقتل محسن هو الضريبة التي يدفعها كادحو هذا البلد لتمرير كل هذه التعديات والسياسات التقشفية الظالمة.
إن مسيرة الغضب لهذا اليوم احتجاجا على مقتل محسن فكري، لتعد خطوة أولى وجب تجذريها لإيقاف آلة الطحن الجبارة لدولة لم يعد يهمها غير حماية مصالحها ومصالح أسيادها الرأسماليين ولو برمي المواطنين في آلات لتدوير الأزبال.
إن أطاك المغرب التي يشارك مناضلوها ومناضلاتها في وقفات ومسيرات اليوم، لتعبر عن إدانتها الشديدة للجريمة البشعة التي راح ضحيتها الشهيد محسن فكري، وتدعو إلى أوسع نضال يجمع كل فنات الشعب المغربي لوقف الطحن اليومي لحياة وكرامة ملايين الفقراء –آت والكادحين-آت.
فاطمة الزهراء البلغيتي
أطاك المغرب، مجموعة إنزكان
30 أكتوبر 2016