ندوة جمعية أطاك المغرب وشباب دعم المعتقلين بمكناس تؤكد أن توحيد النضالات هو السبيل لمواجهة القمع

محطة نضالية بمدينة مكناس

ندوة جمعية أطاك المغرب وشباب دعم المعتقلين بمكناس تؤكد أن توحيد النضالات هو السبيل لمواجهة القمع

نظّمت جمعية أطاك المغرب بتنسيق مع شباب دعم المعتقلين بمكناس، ندوة عمومية بمدينة مكناس، عشية يوم الأحد 14 دجنبر 2025، بمقر الحزب الاشتراكي الموحد، تحت شعار:
“استهداف الشباب والعائلات والعاملات لكسر النضالات الاجتماعية: الهجوم على الحريات وآفاق المقاومة “، وذلك في إطار التضامن مع معتقلي حراك جيل زيد، وضحايا أحداث القليعة، وعاملات سيكوم-سيكوميك، وفي سياق يتّسم بتصاعد الهجوم على الحريات والقمع الممنهج للنضالات الاجتماعية بالمغرب.

كلمة جمعية أطاك المغرب

في كلمته، عبّر الكاتب الوطني لأطاك المغرب، عمر أزيكي، عن التضامن المبدئي واللامشروط للجمعية مع نضالات الشباب، ودعمها الكامل لحراك “جيل زيد”، ومساندتها لمطالبه ولنضالاته.

أشار الى سياق هذه الندوة الذي يتسم بتصاعد مقلق للهجوم على الحريات العامة، عبر القمع الأمني والقضائي، والتضييق على التعبيرات الاجتماعية والشعبية والإعلامية وحرية الرأي. وأبرز أن هذا التوجه يتعزز مع الاستعدادات الرسمية لاستقبال الإقصائيات الإفريقية لكرة القدم، حيث يتم تلميع صورة البلاد، مقابل تشديد الرقابة على الأصوات المنتقدة للكلفة الاجتماعية والسياسات العمومية.

كما سلط الضوء على ثلاث واجهات نضالية مترابطة، خاصة بمدينة مكناس:

أولها، القمع الواسع الذي تعرض له حراك شباب “جيل زيد”، حيث قُدمت أرقام صادمة حول عدد المتابعات والاعتقالات (حوالي 1500 معتقلاً ومعتقلة خلف القضبان) والأحكام السجنية (بين سنة واحدة و15 سنة سجنا نافذا)، بما يعكس الطابع القمعي لسياسات الدولة تجاه مطالب اجتماعية بسيطة.

ثانيها، نضالات عائلات الشباب المعتقلين، التي تحولت من موقع المعاناة الفردية إلى قوة تضامن وتنظيم جماعي، عبر التتبع المشترك للملفات وبناء شبكات دعم مع الهيئات الحقوقية والنقابية.

وثالثها، معركة عاملات معمل النسيج سيكوم–سيكوميك، التي تبرز تلازم الاستغلال الاقتصادي مع القمع القضائي في مواجهة نضال النساء العاملات.

خلص الكاتب الوطني إلى أن القاسم المشترك بين هذه القضايا هو هجوم واحد بأدوات متعددة، يستهدف الشباب والعائلات والنساء العاملات، داعيا إلى توحيد النضالات وتعزيز التضامن لبناء ميزان قوى اجتماعي قادر على الدفاع عن الحريات وفرض العدالة الاجتماعية.

في الأخير، كما جدد التزام جمعية أطاك المغرب بالنضال من أجل إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي، وتضامنها الكامل مع المعارك النضالية بمدينة مكناس، واستعدادها للمساهمة في تنفيذ توصيات الندوة

كلمة شباب حراك جيل زيد بمكناس

في مداخلتها، أكّدت المتحدثة باسم شباب جيل زيد في مكناس أن نضال جيل زيد جاء كردّ فعل مباشر على الأوضاع المزرية التي يعيشها الشباب في المغرب، من بطالة، وتهميش، وغياب خدمات عمومية مجانية وجيدة.
وأوضحت أن الدولة واجهت هذه المطالب بقمع وحشي وأحكام قاسية، بدل الاستجابة لمطالب اجتماعية مشروعة.
كما عبّرت عن:

  • التضامن مع معتقلي جيل زيد في مختلف المدن،
  • المطالبة بالعدالة لضحايا أحداث القليعة،
  • التضامن مع مصابي وجدة الذين تعرّضوا للدهس من طرف الشرطة،
  • التنويه بصمود العائلات المناضلة من أجل حرية أبنائها،
  • التضامن مع عمال و عاملات سيكوم/سيكوميك في جميع أشكالهم النضالية لتنتصر معركتهم،
  • التضامن مع مغني الراب بوز فلو في مواجهة المتابعة والقمع.

شهادات عائلات معتقلي مكناس والمداخلة القانونية

عرفت الندوة تقديم شهادات مباشرة لعائلات معتقلي حراك جيل زيد بمكناس، حيث جرى تسليط الضوء على الانعكاسات النفسية والاجتماعية للاعتقال، وعلى صمود العائلات في معركة الدفاع عن أبنائها.
مداخلة الرفيق عبد السلام الباهي

قدم الرفيق عبد السلام الباهي بصفته محاميا ومناضلا حقوقيا مداخلة قانونية تناول فيها خلفيات المتابعات وطبيعة الخروقات التي شابت الملفات، مؤكدًا أن هذه القضايا تندرج ضمن تجريم العمل الاحتجاجي واستعمال القضاء كأداة للردع.

مداخلة عائلات ضحايا القليعة

خلال الندوة، قدّمت عائلات ضحايا أحداث القليعة مداخلة عن بعد، أكّدت فيها أن أبناءها قُتلوا رميًا بالرصاص، في جريمة خطيرة تضع الدولة وأجهزتها أمام مسؤولية سياسية وقانونية كاملة. وشدّدت العائلات على أن ما وقع بالقليعة ليس حادثًا عرضيًا ولا “انزلاقًا فرديًا”، بل قتلٌ يستوجب الحقيقة والمحاسبة.

وأبرزت العائلات أن نضالها مستمر من أجل:

  • كشف الحقيقة كاملة حول ظروف إطلاق الرصاص،
  • محاسبة جميع الجناة والمسؤولين، مهما كانت مواقعهم،
  • ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي تحمي القتلة وتجرّم الضحايا.

وأكدت العائلات أنها تتعرّض بدورها للضغط والتضييق، وأنها، بدل أن تحظى بالإنصاف وجبر الضرر، وجدت نفسها في مواجهة التهميش والتخويف، في محاولة لإسكاتها وكسر مسار المطالبة بالعدالة.

كما وجّهت العائلات رسالة واضحة مفادها أن الدم لا يُنسى، وأن حق أبنائها في الحياة لن يُطوى بالصمت أو الزمن، معتبرة أن معركتها هي جزء من معركة أوسع ضد القمع، وضد استعمال العنف المميت في مواجهة الاحتجاجات.

كلمة عمال وعاملات سيكوميك

أكدت تضامنهم مع نضالات حراك جيل زيد ومع كافة المعتقلين على خلفية النضال الاجتماعي، مشيرين إلى أن ما يُسمّى بـ “العدالة” في المغرب هي عدالة طبقية تُطبَّق فقط على الكادحات والكادحين وأبنائهم، بينما يفلت المتورطون الحقيقيون في الفساد والاستغلال من المحاسبة.
وشدّد المتدخلون على أن الخصم واحد، وأن مواجهته تستدعي التضامن والتلاحم بين جميع الحركات الاجتماعية، محليًا ووطنيًا.

شهادات

  • رسالة لأب سفيان كرت، المناضل في تنسيقية الصحة بأكادير، المعتقل على خلفية أحداث القليعة.
  • شهادة عبد السلام عباسي أب الشاب المعتقل عبد الله عباسي بمكناس.
  • شهادة لعائلة الشاب المعتقل محمد الزراد بمكناس.
  • شهادة عائلة يوسف المجدوب.

عبرت الشهادات الثلاث عن معاناة العائلات جرّاء الاعتقال، وعن تمسّكها بحق أبنائها في الحرية، ورفضها لتجريم النضال الاجتماعي والاحتجاج السلمي وتلفيق التهم لأبنائها.

خلاصات الندوة

خلصت الندوة إلى التأكيد على أن:

  • القمع لن يُنهي النضالات الاجتماعية،
  • توحيد المعارك والربط بين مختلف الحركات هو السبيل لمواجهة الهجوم على الحريات،
  • التضامن مع المعتقلين/ات وعائلاتهم واجب نضالي،
  • بناء مقاومة جماعية ومنظّمة يظل أفقًا ضروريًا في مواجهة الاستبداد والسياسات اللاشعبية.

شكلت الندوة محطة نضالية قوية بشهادات حية وقوية تلح على توطيد التضامن وتوسيعه، وتأكيدا على أن معركة الحرية والكرامة معركة جماعية لا تُخاض إلا بوحدة الصف والنضال المشترك.

جمعية أطاك المغرب & شباب دعم المعتقلين بمكناس

15 دجنبر 2025

شارك الموضوع
Facebook
WhatsApp
X
LinkedIn
منشورات ذات صلة