النساءبيانات وتقارير

كلمة اطاك: 8 مارس، لاعدالة اجتماعية للنساء في ظل هيمنة المؤسسات المالية

كلمة اطاك

                         8 مارس

لاعدالة اجتماعية للنساء في ظل هيمنة المؤسسات المالية

يتم تخليد 8 مارس في المغرب ، كما في غيره من الدول بشكل مبتذل ، فمن الحفلات المخملية  و عروض الأزياء إلى كرنفالات عرض المنتجات التقليدية و التراثية …حيث تروج مختلف الجهات الرسمية و الموالية للدولة و قسم كبير من الحركة النسائية التقليدية، لخطاب حقوقي سطحي، وآخر يرنو إلى إتلاف المضمون الكفاحي و الاحتجاجي للمطالب النسائية                                                                                                                     

إن اطاك المغرب كجمعية تناضل من اجل مغرب أفضل ،ضمن عالم أفضل، تدعم كل نضال نسائي ـ يفضي إلى تحرر المرأة من واقعها المأساوي ، الذي عمقته السياسات النيوليبرالية ، التي تم تبنيها منذ فرض التقويم الهيكلي وتبني السياسات التقشفية . هذه السياسات جعلت المرأة المغربية تتحمل القسط الأكبر من الويلات الناتجة عن تقليص النفقات العمومية وضرب مجانية وجودة الخدمات العمومية و ارتفاع الأسعار و نهب المال العام  و سياسات الخوصصة ،و باقي السياسات الليبرالية المطبقة، حيث لا تترد الدولة في التراجع عن دورها الاجتماعي لتحمله للمرأة الكادحة..

لهذا التاريخ …دلالات نضال نسائي عميقة ومشرفة

في مصنع صغير للخياطة في ولاية ماتشوسويتس الأمريكية سجلت العاملات في 1820مأول إضراب نسوي طلباً لساعات عمل أقل  ،وفي سنة 1844م  تأسست أول جمعية تمثل النساء في الولايات المتحدة ..بعد قرابة قرن ثم إقرار اليوم العالمي لحقوق المرأة سنة 1910 بكوبنهاكن ، وانتخبت كلارا زتكن،المناضلة الثورية الألمانية و رفيقة روزا لوكسمبورغ، ناطقة رسمية باسم المرأة ،كتتويج لمجهود  نسائي يعود إلى ثلاث سنوات  ، حيث نظمت النساء الاشتراكيات بشتوتغارت ـ ألمانيا ـ سنة 1907أول مؤتمر عالمي خاص بهن ، لتتلوها سلسلة نضالات وانجازات :

·        في مارس 1911 تظاهرت مليون امرأة في أوروبا للمطالبة بالحقوق (10 ساعات عمل… أجور مساوية لأجور الرجال… حق الانتخاب والترشح…)

·        في مارس 1913 عقدت النساء الروسيات اجتماعات سرية.

·        في 8 مارس 1914 الألمانيات يطالبن بحق الانتخاب.

·        في 8 مارس 1915 دافعت النساء في “أسلو” عن الحقوق وطالبن بالسلام.

·        في 8 مارس 1917 تظاهرت النساء في “سان بترسبورغ” للمطالبة بالخبز وبعودة الرجال من الجبهة، معلنات  بذلك عن انطلاق سيرورة أضخم ثورة اشتراكية ـ روسياـ في التاريخ المعاصر.

·        في 8 مارس 1921 أعلن لينين يوم 8 مارس يوم المرأة. كما ستتبناه أخيرا منظمة  الأمم المتحدة سنة 1977 “يوم 8 مارس” يوما عالميا للمرأة.

·        أما فرنسا فلقد تبنت “8 مارس” سنة 1982 أي بعد تولي فرانسوا ميتران  دفة الحكم.

 أوضاع النساء بالأرقام

تستهدف سياسات التقويم الهيكلي و سياسات التقشف ،التي تلجأ إليها الحكومات التابعة لأجلتسديد الديون، المرأة كضحية أولى للانعكاسات الناتجة عن توصيات تلك المؤسسات :

·        فالنساء تمثلن %70 من ساكنة العالم التي تعيش تحت عتبة الفقر (مليار و200 مليون نسمة)، وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

·        80 % من 1.3 مليار شخص تحت عتبة الفقر في العالم هن نساء.

·        النساء في الجنوب تنتجن 80% من الغذاء…وهن الأكثر تضررا من الاحتباس الحراري ومن سوء التغذية .

·        أغلبية العاملين في الاقتصاد غير المهيكل أطفال و نساء. فعلى سبيل المثال، يكد من1إلى2 % من سكان المدن في العالم لكسب عيشهم بفرز النفايات في المزابل، وأغلبيتهم نساء و أطفال.

·         الضحية الأولى لأزمات الرأسمالية هن نساء: فقد مست أزمة القروض عالية المخاطر (سوبرايم) بالولايات المتحدة النساء بوجه خاص ـ لا سيما النساء السود المنتمين للأقليات ـ . حيث ان نسبة 32% من القروض العقارية لدى النساء هي قروض عالية المخاطر مقابل نسبة 24% لدى الرجال.

·        عدد المهاجرين العالميين يبلغ حاليا 175مليون أي ما يقارب 3.5 في% من سكان العالم، نصفهن نساء.

·        61 %من مرضى السيدا بأفريقيا جنوب الصحراء نساء.تحرمهن اتفاقية حماية الملكية الفكرية من العلاج،لارتفاع كلفته.

·        النساء أول من يدفع ثمن التدخلات الامبريالية وعسكرة العالم:” تقدر وكالات منظمة الأمم المتحدة التي عملت في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية أن حوالي 50 ألف امرأة تعرضت للاغتصاب مابين 1996و2002، وما يقارب 55في المائة من النساء تعرضن للعنف الجنسي في جنوب كيفو. ويقدر عدد النساء اللائي تعرضن للاغتصاب أثناء الإبادة الجماعية برواندا ب 250 ألف امرأة.

المغرب بالأرقام

·        كشفت الإحصائيات الرسمية ، أن عدد نساء المغرب بلغ سنة 2011 حوالي 16,4 مليون امرأة (أي ما يمثل 50,8بالمائة من مجموع السكان) تعيش 41,6 بالمائة منهن بالوسط القروي.وفي دراسة أجرتها منظمة العمل العربية على حوالي 13مدينة عربية اتضح أنّ نسبة عمل المرأة في الاقتصاد العشوائي غير المنظم (غير المهني) بلغت 36.1% في تونس، و56% في المغرب، و25% في الجزائر ، و43% في مصر.

·        45 % من الخادمات تتراوح أعمارهن بين 10 و 12 سنة و 26 % تقل أعمارهن عن 10 سنوات و 30% ليس عندهن أي تكوين مطلقا (أميات).وقد قامت مندوبية التخطيط ببحث عام 2001 بالدار البيضاء ، فخلصت إلى وجود 14 ألف خادمة منزلية بهذه المدينة.

·        ويبلغ معدل وفيات الأمهات بالقرى ضعف نظيره بالمدن خلال الفترة 2009 ـ 2010 (148 وفاة لكل 000 100 ولادة حية مقابل 73 في المدن)

·        58,2%من الفتيات والنساء القرويات، البالغات 10 سنوات أو أكثر، لا تتوفرن على أي مستوى تعليمي سنة 2011 (مقابل 29,8بالمائة بالمدن)، و0,6 من بينهن فقط تتوفرن على مستوى تعليمي عالي (مقابل 8,7 بالمائة في المدن).

·        يصل عدد النساء العاملات إلى 2817531، تشتغل النسبة الأكبر منهن في قطاع الزراعة والنسيج والتصبير، وهي قطاعات لا تتطلب مؤهلات وتعرف استغلالا بشعا

·        البطالة :تقدر رسميا ب17% في الوسط الحضري و 6.6% بالوسط القروي من أصل ساكنة نشيطة تمثل 30% من المجموع. لكن البطالة تمس أساسا النساء (24%) والذين يتراوح أعمارهم بين 15 و19 سنة (25%) وفئة 20-24 سنة (18%). ويسرعها التركيز الجغرافي للأنشطة وتصنيع الزراعة وتنامي العمل غير المنظم ليبلغ حسب البعض 67.3% من مناصب الشغل.

·        المرأة كسلعة : إحصائية خاصة لمجلة الأسرة تبين أن نسبة ظهور المرأة في الإعلانات لبعض المحطات الفضائية العربية تصل إلى 82% ولو استثنينا الإعلانات الخاصة بالأطفال وإعلانات المؤتمرات والندوات فإنّ استغلال المرأة يصل إلى 95% من الإعلانات الخاصة بمستحضرات الرجال وملابسهم.

·        القروض الصغرى :حسب تصريح الوزير الأول تبلغ نسبة زبائن القروض الصغرى من النساء 75 في المائة من أصل 450 ألف زبون، وهو رقم جعل المغرب يحتل صدارة المنطقة المتوسطية و المرتبة الثانية إفريقيا و تصدرت مؤسستي زاكورة و أمانة مراكز الصدارة عالميا.

          هذه القروض التي تخلف سنويا ضحايا كثرا،كما كانت مفجرا للعديد من النضالات النسائية                 تحتضن ورزازات أبرزها.

تكشف الأرقام أعلاه زيف الادعاءات الليبرالية ،محليا و عالميا ،حول تقدم يتم إحرازه لصالح حقوق النساء،بل إن العكس هو الذي يحصل حاليا.

تلعب المديونية دورا حاسما في تدعيم المسار التراجعي لدور و مكانة المرأة، فالديون ليست محايدة على مستوى النوع ،وهي تشكل عائقا كبيرا أمام المساواة لكون برامج التقويم الهيكلي هي السبب وراء التعميق المتزايد للفقر بين النساء، إضافة إلى كون السياسات المملاة من قبل الدائنين تعزز البطريركية، كما تتبدى اللامساواة بشكل جلي في ضعف تمثيلية النساء في المجال السياسي ،إن النضال من اجل المساواة السياسية يجب أن يترافق مع النضال من اجل المساواة في كل مناحي الحياة، ومن باب أولى النضال ضد العنف المتنامي الممارس ضد النساء في البيت و في الفضاء العام.إن ذلك لا يمكن أن يتم إلا من خلال النضال لأجل هدم تنشئة اجتماعية مكرسة للتمييز على أساس جنسي من خلال الكتب المدرسية و الألعاب الجنسانية و الإشهار الجنساني و وسائل إعلام …

تعمل اطاك ،على التحسيس بمركزية إعادة بناء الحركة النسائية على أسس كفاحية و ديموقراطية ومستقلة،بعدما ارتمت الحركة النسائية التقليدية في كنف مبادرات الدولة،و السعي وراء سراب مساواة شكلية لن تتحقق في ظل سياسات البنك العالمي..

هذه الحركة ،لن تقوم لها قائمة دون العمل وسط النساء المعنيات،ضحايا عنف السياسات الليبرالية المطبقة،عاملات و ربات بيوت وقرويات وطالبات ومعطلات و ضحايا القروض الصغرى..

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى