متابعة النضالات

حوار مع الناشط الحقوقي والسياسي “نبيل البازي” حول حراك مدينة الفنيدق

   هب كادحو وكادحات مدينة الفنيدق- كاستيخوس ، في حركة شبيهة بأحداث الريف نهاية 2016 وطيلة سنة 2017،من أجل النضال ضد تهميش مديد، طالما جرى تغطية سياط شمسه الحارقة بغربال التعيش على التهريب من ثغرة سبتة المحتل من طرف إسبانيا.

تدفقت الحشود الجماهيرية منددة ومطالبة بتحسين ظروف عيشها الذي عمقته جائحة كورونا، وتراوح فعل الدولة كالمعتاد بين استعمال العصا (الحكم على أربعة معتقلين بستة أشهر موقوفة التنفيذ وغرامة مالية) والجزرة، وعود فارغة بالتشغيل ومشاريع ضخمة، تذكرنا بأكذوبة منارة المتوسط بالحسيمة.

إن خبرة كادحي- ات الريف مع أكاذيب الدولة وأضاليلها، تؤكد أن فقط استمرار النضال والتحاق المزيد من المناطق به، وانخراط أكبر كتلة جماهيرية بهذا النضال، هو وحده القادر على تحقيق المطالب. أما التعويل على “إرادة حقيقية” لدولة محكومة بتوازنات مالية ونهج نيوليبرالي فليس إلا فخا علينا تفاديه في معمعان الاحتجاج والنضال.

في سياق هذا الحراك الشعبي الذي تعرفه مدينة الفنيدق على أرضية مجموعة من المطالب الاجتماعية والاقتصادية عقدت جمعية أطاك المغرب مجموعة طنجة حوارا مع المناضل الحقوقي والسياسي الرفيق نبيل البازي الناشط بمنطقة المضيق- الفنيدق

اليكم- كن نص الحوار:

 س: متى بدأت التحولات في الوضع الاقتصادي للمدينة؟ ما هي أهم أنشطة التهريب؟ و من المستفيد منها بالأساس؟

ج: بعد اغلاق معبر “طرخال” قبل الاجراءات الاحترازية لكوفيد 19 بدأت تظهر انعكاسات اقتصادية خطيرة ناتجة عن إغلاق المعبر، مما أسفر على رحيل عدد كبير من الأسر المقيمة بمدينة الفنيدق التي كان مورد رزقها الوحيد هو التهريب المعاشي بالمعبر الحدودي.

كما عرفت المدينة ركودا تجاريا كبيرا مما دفع مجموعة من التجار لإغلاق محلاتهم التجارية. هناك احصائيات تقول بإغلاق ما يناهز 300 محل تجاري.

تتمثل أهم أنشطة التهريب بالمنطقة بشكل كبير في المواد الغذائية. هذه الأخيرة التي كانت مساهمة في فتح فرص محاربة البطالة لعدد كبير من سكان المنطقة والمغرب عموما. الآن مازالت السلع تدخل عن طريق الميناء المتوسطي مع ارتفاع قيمتها في السوق. وهنا نطرح سؤال “ما جدوى إغلاق المعبر الحدودي ما دمت السلع تأتي عن طريق الميناء المتوسطي؟”.

س: هل تعتبر الهجرة الداخلية ملجأ لشباب المدينة و شاباتها للهروب من شبح البطالة؟ وماهي المناطق التي تستقبلهم- هن؟ هل ارتفع عدد المهاجرين- ات نحو أوروبا؟ وهل هناك ضحايا للهجرة السرية؟

ج: الهجرة الداخلية ليست حلا هذا راجع لما هو ذاتي وموضوعي، لأن الساكنة الآن وضمنها شباب المنطقة تطالب بتنمية حقيقية للمدينة. هناك مجموعة من الدوافع لا تشجع أبناء مدينة الفنيدق على الهجرة الداخلية وذلك راجع لتلك الصورة النمطية المأخوذة والمسوقة منذ وقت طويل على شباب وسكان المنطقة كونهم يتقنون فقط التهريب وغير مؤهلين للعمل. هذا ما يحدد عدم تشجع الكثير في البحث عن حلول خارج مجال عمالة المضيق الفنيدق…

س: هل ارتفع عدد المهاجرين نحو أروبا؟ هل هناك ضحايا للهجرة السرية؟

ج: فيما يتعلق بالهجرة السرية قبل اغلاق المعبر الحدودي بأشهر قليلة ارتفعت بشكل كبير عن طريق الشاحنات. وبعد اغلاق المعبر عرفت الهجرة السرية ارتفاعا عن طريق المجال البحري وتنوعت الوسائل. طبعا هناك عدد كبير لضحايا الهجرة السرية، الذين ذهبوا عن طريق السباحة إلى مدينة سبتة المحتلة.

س: هل استفادت المدينة من المشاريع المرتبطة بالميناء المتوسطي؟ وهل ساهمت المناطق الصناعية المرتبطة به من تشغيل شباب المدينة؟

ج: فيما يتعلق بالميناء المتوسطي بعد احتجاجات سكان الفنيدق هناك عدة عرائض من مدن مجاورة كمارتيل والمضيق متعلقة بربط هذه المدن بالميناء المتوسطي خصوصا في صفوف خريجي الجامعة.

س: ما هي حالة المؤسسات الصحية والتعليمية؟ وما هي حالة الخدمات العمومية من نقل وتوزيع للماء والكهرباء والتطهير السائل؟

ج: حالتها تشبه حالة المؤسسات الصحية على صعيد الوطن: غياب أطر كافية في مجموعة من التخصصات غياب معدات طبية… هذا نفسه ينطبق على المؤسسات التعليمية التي تعرف فقرا كبيرا على المستوى اللوجيستيكي وعدم وجود أطر في مجموعة من التخصصات. إضافة إلى غياب مرافق لتفجير طاقات وإبداعات التلاميذ، هذا الذي يفرز لنا ظاهرة العنف داخل المؤسسات التعليمية ويسبب في الهدر المدرسي.

أما حالة الخدمات العمومية فهي متدنية لأقصى حدود وتفتقر لأبسط شروط السلامة الصحية. مثال الحافلات التي تتحمل أكثر من طاقتها الاستيعابية، خصوصا في مرحلة الاحترازات الصحية أمام انظار السلطات المعنية. كما أن الأسطول غير كافي وخدماته متردية. أما قطاع الماء والكهرباء، هذا القطاع الحيوي الذي تم تفويته لقطاع التدبير المفوض، فقد أثقل كاهل سكان عمالة المضيق- الفنيدق بأثمنة خيالية. أصبحت شركة أمانديس ذاك الشبح الشهري الذي يهدد السكان في جيوبهم دون حسيب أو رقيب.

س: هل اتخذت السلطات اجراءات وبدائل مصاحبة لغلق المعبر الحدودي؟ ما هي؟

ج: تعاني المنطقة الويلات في ظل إغلاق معبر “طرخال” الحدودي مع سبتة المحتلة. وفي ظل غياب بدائل حقيقة، حتى قطاع البناء تم ايقافه مما ساهم في تزايد عدد العاطلين عن العمل بالمدينة. هذا نفسه ينطبق على الميناء المتوسطي.

تعرف المنطقة الآن حصارا اقتصاديا لم تشهده من قبل. اذا لم تكن هناك إرادة حقيقية للتنمية الاقتصادية بالمنطقة سيكون الاحتجاج عنوانا لمرحلة قادمة، لن تنفع معها سياسة الاطفاء والإلهاء.

البدائل المطروحة، بدائل اطفائية وتحقيريه، حيث شرعت السلطات على مستوى المدينة وعمالة المضيق الفنيدق بتوزيع مئونات. كما قامت السلطات بتسجيل عدد من النساء للعمل بالمناطق الصناعية بطنجة ومستودع بعين الحصن مع تقديم نصف راتب العمل بعد إبرام عقود العمل.  كما جرى تقديم وعود لمجموعة من خريجي الجامعة لدعم مشاريع مدرة للدخل. ينطبق هذا أيضا على مدينة المضيق…

كل هذه الترقيعات بعيدة كل البعد عن المشكل الحقيقي التي تعيشه المنطقة وهو التهميش والإقصاء وتغييب للنقاش الحقيقي، وهو العمل لأجل تنمية حقيقية علما أن المنطقة تمتلك مؤهلات سياحية كبيرة. الهدف إذا من هذه البدائل المطروحة من طرف السلطات هو ضرب لحمة السكان خوفا من التحاق مدن المحور كالمضيق و مارتيل و تطوان اللذان يتقاسمان نفس الواقع مع مدينة الفنيدق.

.أطاك المغرب مجموعة -طنجة-

.

زر الذهاب إلى الأعلى