المؤتمرات

ترجمة كتاب “طغيان البنك العالمي” نموذج للجهد التثقيفي لجمعية أطاك المغرب

تحت شعار “لنواصل المساهمة في بناء المقاومة من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والبيئية” تعقد جمعية أطاك المغرب مؤتمرها الوطني السابع أيام 16/17/18 دجنبر بمدينة الرباط العاصمة. وهو مؤتمر لتقييم مسار نضال نظري وميداني طبع مسيرة هذه الجمعية المناضلة طيلة اثنين وعشرين سنة من وجودها، تجسيدا لشعارها ذي الراهنية القصوى : “تثقيف شعبي متجه نحو الفعل النضالي”.

من هذا المنظور اشتغلت أطاك المغرب على ملفات تقف على أرضية النضال من أجل سيادة المغاربة على قرارهم السياسي والاقتصادي، والانحياز لمن هم أسفل السلم الاجتماعي.

هكذا أثمرت جهود أطاك تأليف كتب وانجاز دراسات ميدانية ونظرية، وترجمات لكتب ذات قيمة علمية، نذكر منها ترجمتها لكتاب حمل عنوان ” طغيان البنك العالمي” لمؤلفه إريك توسان.

وإريك توسان مناضل في الشبكة الدولية للجنة من أجل إلغاء الديون غير الشرعية، وناطق باسمها، وهي شبكة تقاوم من أجل عولمة بديلة للعولمة الرأسمالية، وتناهض مؤسسات الاستعمار الجديد، من بنك دولي وصندوق نقد، ومنظمة عالمية للتجارة…

ويتناول الكتاب البنك العالمي كمؤسسة معادية للديمقراطية وعاملة لصالح الرأسمال الكبير في المراكز الامبريالية، ضدا على مصالح شعوب الكوكب.

تتحكم فيه إلى حد كبير الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعين دائما رئيسه من جنسية أمريكية، وهو مرتبط بالرأسمال المالي الكبير بالأساس. وقد اشتهر البنك العالمي بدوره البارز في اندلاع أزمة ديون “العالم الثالث” بتنسيق مع المؤسسة الأخت : صندوق النقد الدولي (مؤسسات بروتن وودز) لفرض برامج التقويم الهيكلي ذات الآثار الكارثية على الشعوب. مثلما ساهم في تمويل الأنظمة الديكتاتورية والفاسدة وهي ترسي حكمها وتقمع شعوبها.

عزز البنك هيمنة الرأسمال المالي الكبير عبر زيادة قروضه لتمويل مضارباته المسؤولة عن تعميق التفاوتات بين البلدان وداخلها. كما شجع الرأسمال الخاص عبر مؤسسة التمويل الدولية، وهي فرع للبنك العالمي اشتهرت بصلاتها الوثيقة بالفراديس الضريبية.

يقوم البنك، بتنسيق مع منظمة التجارة العالمية، بتفكيك الملك العمومي والخدمات العمومية (الصحة، التعليم…) لصالح مقاولات خاصة عابرة للقارات، تنتج عن مشاريعها انتهاكات خطيرة للحقوق الإنسانية، خصوصا ببلدان الجنوب العالمي :

-الاستحواذ على الأراضي والمياه

-نهب واسع للثروات

-تدمير منهجي للبيئة

-القمع وتهجير السكان والاعتقالات التعسفية أو القتل لإسكات الحركات الاحتجاجية.

يشجع البنك القطاع الخاص ببرامج لتيسير أعماله المعززة لهشاشة الشغل، مثلما يشجع الفلاحة الصناعية/التجارية/التصديرية المساهمة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري [استهلاكها للوقود الأحفوري] الملقية بملايين المزارعات والمزارعين إلى دوامة استدانة لا تطاق.

يخلص الكتاب في الأخير إلى أن خلاص الشعوب، في الجنوب والشمال، يكمن في القطع مع جميع الاتفاقيات المبرمة مع البنك العالمي وصندوق النقد الدولي والمنظمة العالمية للتجارة.

هذه المؤسسات الثلاث التي تعمل بصورة مشتركة، والتي يمكن مواجهتها بإنشاء جبهة موحدة مناهضة لسداد الديون غير الشرعية المعمقة للتخلف والفوارق الطبقية.

بقلم : حكيم.ح. عضو أطاك المغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى