المؤتمرات

المؤتمر السابع لأطاك المغرب: إصرار على الاسهام المتواصل في بناء المقاومة بوجه السياسات الليبرالية

يستعد مناضلات ومناضلو أطاك المغرب لعقد مؤتمرهم الوطني السابع، أيام 16 و17 و18 دجنبر 2022 بالرباط، كمحطة أساسية في البناء التنظيمي والفكري للجمعية، وكذا في سيرورة المساهمة في استنبات حركة مناهضة للسياسات الليبرالية المتبعة، وتجميع المقاومات الشعبية المناهضة لها، وفي تنسيق عمل الباحثين/ات عن بدائل للنظام الرأسمالي.

هو مؤتمر عادي يعقد في ظروف استثنائية قوامها تعمق الأزمة المنظومية للنموذج الرأسمالي في أبعاده كافة: الاقتصادية والاجتماعية والغذائية والبيئية، وسعي أقطابه المتجدد لتحميل أعباء وتكاليف هاته الأزمة للشغيلة وصغار المنتجين.

يعبر هذا المؤتمر أساسا عن صمود الجمعية أمام كل المضايقات والعراقيل  المتجلية أساسا في حرمانها، بمعية مجموعاتها المحلية، من تجديد وصل إيداع ملفاتها القانونية، واستعمال القاعات العمومية، ومن إمكانيات العمل العادي، في خرق سافر لأحد الحقوق الأساسية، حق التنظيم.

كما يعبر انعقاد المؤتمر عن إصرار مناضلي/ات الجمعية على السير قدما في بناء وعاء فكري، برنامجي ونضالي، بإمكانه إعطاء أفق للمقاومات الشعبية، العمالية، الشبابية والنسائية، تلك المقاومات المُعَدَّةُ احد أهم الموارد التي تشكل مدرسة للجمعية، تستفيد منها لتدقيق منظوراتها. كما تحاول بها ومعها أن تجسد شعارها الأساس: الفهم لأجل المواجهة.

يمثل الفهم العميق لجوهر السياسات الليبرالية المتبعة الشُّغلَ الشاغِل للجمعية، وهو ما جعلها تقف على أرضية النضال على واجهات أساسية:

  • النضال ضد نظام المديونية وضد منظورات التنمية القائمة على فتح البلد أمام منظومة التبادل الظالم المسمى تبادلا حرا
  •  مناهضة السياسة الفلاحية المنتهجة، المدمرة لمقومات السيادة الغذائية.
  • المساهمة في الارتقاء بالوعي البيئي ومرافقة صبوات النضال المنطلقة ضد الكوارث التي تسبب بها نظام الإنتاج والاستهلاك السائد.
  •  النضال لإعطاء مضمون شعبي للمسألة النسائية، بما يبتعد بها عن البرامج الدَّامِجَةِ لها في تنمية رأسمالية ستكون المرأة اول ضحاياها، مهما غُلِّفَت بأردية تقدمية زائفة ومنافقة.

 وتمثل الأوراق المقدمة لهذا المؤتمر، تلخيصا للنقاش الدائر بالجمعية حول هاته القضايا المفتاحية، ووفق منظوراتها، بما يفتح الباب لمرحلة جديدة من سيرورة البناء الفكري والبرنامجي والتنظيمي للجمعية.

ولعل أحد التحديات الكبرى التي تقف أمام أطاك المغرب، والتي سيحاول المؤتمر الإجابة عنها، هو كيفية تجاوز معضلة نضوب المصادر الرئيسية التي طالما مدت الجمعية بالأطر الشابة المناضلة. فأمام :

– الازمة المستمرة لحركات الشباب المناهض لتدمير التعليم والجامعة العموميتين وللبطالة، والمناضل لأجل ثقافة تقدمية، مقاومة وبديلة

– وفي ظل إصرار الحاكمين على تدمير كل ما كانت تمثله المدرسة والجامعة العموميتين من مَعين للفكر النقدي، ورهن أدوار التعليم، وفق التوجه النيوليبرالي، في تأهيل التلاميذ والطلاب ليكونوا فقط حطبا لجحيم الاستغلال كيد عاملة رازحة تحت نير الاستغلال الكثيف…

 … سيحاول المؤتمر الإجابة عن سؤال المساهمة في تجاوز هذا الوضع، بما يتيح تجديد الدماء في شرايين حركات النضال الشبابي، الشعبي، وضمنه النضال ضد النظام الرأسمالي.

يتميز وضع النضال الشعبي والعمالي اليوم، بتشتت كبير وفي انعزال النضالات عن بعضها بعضا، وتمثل الفئوية أحد التحديات الكبرى التي ينبغي تجاوزها. ولن يمكن ذلك دون اجتراح فهم شامل يؤسس لوحدة النضالات وتضامنها، بما يفتح الطريق لانتصارات جزئية تدعم النضال والثقة به، كما تدعم السعي نحو بناء أدوات ذلك النضال المكافحة والديموقراطية.

إن هذا الهدف الكبير، يمثل منارة هادية لاشتغال أطاك المغرب، وهي تسعى للبحث عن مداخل للمساهمة، بمعية كل الساعين لذلك، في الوصول إليه. وهو ما يجعل أطاك تتشبث، أكثر من وقت مضى، بمنظورها العام حول بناء حركة تثقيف شعبي متجه صوب الفعل المواطني.

ينعقد المؤتمر كذلك في سياق استمرار وجود معتقلي النضال الشعبي للريف، والصحفيين والمدونين النقديين في السجن، وضمنهم رفيقنا عمر الراضي، كما ينعقد في جو تضييق شامل على كل رأي معارض لجوهر السياسات المتبعة، وعلى المنظمات المناضلة التي تصطف إلى جانب ضحايا تلك السياسات.

لن يفوت المؤتمر الفرصة لمناقشة مسألة:

– الاعتداء على الحريات الديموقراطية،

– سُبُل المساهمة في النضال من اجل حق الجميع في التنظيم وفي إبداء الرأي، دون الخوف من المتابعات ومن فبركة الملفات

– المطالبة بإطلاق سراح كل معتقلي النضال الشعبي ومعتقلي الرأي. إن أطاك المغرب، وهي تستعد لعقد مؤتمرها السابع مصرة على المضي قدما، رغم كل الصعاب، في سعيها للمساهمة في بناء المقاومات والبدائل للسياسات الليبرالية. وبهذه المناسبة، تدعو الجمعية كل المعنيين بالنضال العمالي والشعبي، وكل المناضلات والمناضلين في مختلف جبهات النضال، وكل الباحثين عن بديل للسياسات المتبعة، إلى الحضور والمساهمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.

يونس الحبوسي : عضو جمعية أطاك المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى