الديون

بين المطلب والمبدأ يتربص الانزلاق حركة 20 فبراير

تستمد حركة شباب 20 فبراير قوتها من مصدرين لا ثالث لهما ، الأول صدى الحراك الشعبي الذي شاهدته بعض دول شمال إفريقيا وبعض الدول العربية ، والذي ما زال بعضه قائما ، ضد الاستبداد عموما ، وضد النتائج الكارثية للسياسة الاقتصادية التي طبقتها الطبقة السائدة بتلك الدول المنتفضة شعوبها ، والثانية الديمقراطية الداخلية والتشبث بالمطالب ذات الأبعاد الثلاثية ، سياسية واجتماعية وثقافية . لكن يبقى هذا المصدر الأخير هو الضمانة الحقيقية في معركة التغيير.

فإذا كان المطلب الشامل لحركة شباب 20 فبراير هو دستور ديمقراطي يسمح بالتطبيق الفعلي للمطالب الاجتماعية والثقافية ، فان شمولية هذا المطلب هو أساس الحركة ، على مكوناتها الحقيقية وطليعتها ، أن يتحول لديها هذا المطلب إلى مبدأ تكون به الحركة أو لا تكون . لا مجال لأنصاف الحلول.فحين يتحول المطلب إلى مبدأ تتقلص نسبة التهديد للحركة من طرف المتربصين، سواء من الداخل أو من الخارج. فكل المحاولات التي جربها النظام ، بمعية أزلامه من الحزبيين والنقابيين والجمعويين ، وتحت أنظار المقيمون العامون الأجانب   القناصل( ، بجر الحركة إلى خدعة الإصلاح الدستوري ، باءت بالفشل ، والسبب الرئيسي في ذلك وضوح المطلب ، وتحوله لدى طليعة الحركة إلى مبدأ .

لهذا على المخلصين للحركة وللجماهير الشعبية ، أن لا يعرضوا المطلب للمساومة أو أي شكل من أشكال التنازل ، مهما كانت المبررات المقدمة ، وهذا ليس بتطرف ، بل بالعكس من ذلك هو اضعف الإيمان كما يقولون . انه لا مناص من هذا التغيير حتى يتعافى المجتمع المغربي، وحتى يتنفس كل مغربي، أخيرا، الحرية، وتتوفر له شروط الحياة الكريمة التي تحت على الإبداع.

الصراع محتدم و إن بدا على شكل سيمفونيتين غير متناغمتين ، الأولى سيمفونية الحرية التي تعزفها حركة شباب 20 فبراير بمعية الجماهير الشعبية، وسيمفونية الحجز التي تعزفها الطبقة السائدة بالمغرب ، تستهدف تنويم الجماهير الشعبية من جديد . الحركة في واد والنظام وأزلامه في واد آخر يهيمون . صراع استعمل فيه النظام كل ترسانته الإعلامية ، الرسمية وغير الرسمية ، وكان هو المهيمن على الساحة الإعلامية المغربية ، إلا أن هيمنته تلك تفتقد إلى المصداقية لدى الجماهير الشعبية . إعلام النظام لدى الغالبية من الجماهير الشعبية إعلام كاذب، لا يمكن أن يثق فيه احد. إعلام النظام كسياسييه ونقابييه وجمعوييه ، لا ترتاح لهم الجماهير الشعبية ، فقد أكدت لهم التجربة المريرة كون اغلبهم خونة يبنون ” سعادتهم ” على حساب المستضعفين من المغاربة .

وباعتبار هذا الوضع الجماهيري السائد في صالح الحركة، فان المهام المطروحة على طليعتها هو العمل على استبطان الجماهير الشعبية لحقها في الاحتجاج السلمي، واعتبار مطالب حركة شباب 20 فبراير هي هي مطالبها. لهذا لكي تكون حركة 20 فبراير بالفعل حركة الجماهير الشعبية ، عليها أن تكون صوت هذه الجماهير ، وان تتفادى كل ما من شانه أن يمنع الحركة من أن تكون ورشا جماهيريا يسمح للجميع بالمشاركة، كيفما كانت خلفياته الإيديولوجية ، في القرار على ضوء المطلب الشامل للحركة .لهذا فكلما حافظت الحركة على صبغتها الجماهيرية وبالديمقراطية الداخلية في الجموعات العامة وفي اجتماعات اللجان ، كلما استطاعت الحركة فضح ما يهيئه النظام من خداع . فثقة الجماهير الشعبية مرهونة بمدى ديمقراطية وكفاحية طليعة الحركة، وتجسيدها على ارض الواقع إمكانية الحلم بمغرب آخر، مغرب الحرية والكرامة.

 

                                           احسين 16/04/2011    


زر الذهاب إلى الأعلى