Uncategorizedالمؤتمراتالنساء

المساهمة في تقوية المقاومات النسوية في قلب مؤتمر جمعية أطاك المغرب السابع

شعار الدولة: المزيد من السياسات النيو لبرالية

تواصل الدولة المغربية شن غاراتها عبر تطبيق سياساتها النيو لبرالية تنفيذا لإملاءات المؤسسات المالية العالمية. سياسات لا يمكن أن يجادل أحد في عواقبها الكارثية على السواد الأعظم من الشعب المغربي.

اغراق البلد بالديون ورهن حاضر ومستقبل المغاربة للدائنين، تقشف وتقليص متواصل لميزانيات الانفاق الاجتماعي، ومسعى الدولة الحقيقي هو التخلي نهائيا عن مهمتها الاجتماعية في تحمل نفقات الصحة، التعليم، التشغيل وباقي الخدمات الاجتماعية، مقابل تشجيع متزايد للقطاع الخاص وتوفير شروط مثلى للمستثمرين الأجانب عبر إعفاءات ضريبية وتأمين يد عاملة مؤهلة رخيصة وطيعة.

النساء يدفعن فاتورة مضاعفة:

خلفت هذه السياسات وضعا اجتماعيا واقتصاديا كارثيا لا يطاق، تتحمل النساء في المقام الأول القسم الأكبر منه، حيث تتقدم النساء الكادحات ضحايا السياسات النيو لبرالية التي تنهجها الدولة المغربية.

 تُسحق النساء مرتين، وتتحملن عِبءَ مهام المجتمع الرأسمالي الذكوري المزدوجة، في دائرة إعادة الإنتاج الاجتماعي، بأداء مهام يومية (التنظيف، إعداد الطعام، رعاية الأطفال والمسنين، الرعاية النفسية والعاطفية..) مهام تخلى المجتمع عن القيام بها وأوكلها حصرا للنساء. يجري كذلك طمس وإنكار أهمية هذه المهام في استمرار المجتمع الرأسمالي، وفي دائرة الإنتاج ككادحات، وكجزء مهم من الطبقة العاملة.

تدفع سياسات التقشف التي تنهجها بلادنا منذ سنوات الآلاف من النساء إلى جحيم الفقر والبطالة، وهو ما تعبر عنه تقارير الدولة الرسمية التي تؤكد أن معدلات البطالة في صفوف النساء جد مرتفعة مقارنة مع الذكور، ويزداد هذا الوضع بؤسا عند خريجات الجامعات والمدارس العليا.

كما تستمر معاناتهن إزاء كافة أشكال العنف التي يتعرضن لها (العنف الجنسي، الجسدي، النفسي، الالكتروني، الاقتصادي)، دون أن تتقدم الدولة بتشريعات ناجعة تحد حقيقة من نزيف العنف الذي يستنزف النساء كل يوم.

النساء صامدات ويقاومن:

لم ترضخ كادحات المغرب يوما لهذا الواقع، بل تَقدَّمن معظم النضالات والمعارك، وقاومن جهاز الدولة القمعي وجبروت المجتمع الذكوري، دافعن عن حقهن في خدمات صحية جيدة وعمومية وتعليم مجاني، وانتفضن ضد السياسات الطبقية، والهشاشة التي تسعى الدولة لفرضها في قطاعات عديدة، كما صدحن في الساحات بشعارات الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. إنها مقاومة بصوت النساء لكل أشكال الاضطهاد والاستغلال، ورفض لكل سياسات التفقير التي تطبقها الدولة.

تعمل جمعية أطاك المغرب من جانبها للمساهمة في تقوية هذه المقاومات النسوية.. إبرازها ودعمها لتحقق انتصارات على أرض الميدان.

شعار جمعية أطاك المغرب هو “الفهم من أجل المواجهة”، وتعمل الجمعية بشكل متواصل عبر أدبها ودراساتها لإبراز أشكال الاستغلال المزدوج والاضطهاد المركب التي ترزح تحتها كادحات بلدنا، والأسباب الحقيقية التي تقف خلف هذا الواقع.

يجب أن نوجه أسلحتنا بدقة للعدو، ما يتطلب تحديده مسبقا، كي لا نضيع الذخيرة.

سيكون المؤتمر الوطني السابع لجمعية أطاك المغرب، الذي سينعقد أيام 16/17/ 18ديسمبر 2022 بالرباط تحت شعار” لنواصل المساهمة في بناء المقاومات من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والبيئية” فرصة للالتقاء بنساء بلدنا المكافحات من أجل مد جسور التواصل والتعرف على الإسهامات النسوية جمعيتنا.

وبهذه المناسبة، نفتح الباب لكل المناضلات للالتحاق بجمعيتنا والانخراط في عملها، لنساهم جماعة في تصليب قوانا والدفع بالمقاومات نحو الانتصار.

تعقد الجمعية مؤتمرها وكلها أمل في أن يشكل هذا المؤتمر سندا لفتح باب الانتصارات في وجه المقاومات الشعبية في بلادنا.

بقلم :أسماء المنضور، عضوة جمعية أطاك المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى