متابعة النضالات

فرنسا: السترات الصفراء نظرة عن قرب

فرنسا: السترات الصفراء نظرة عن قرب

تعرف فرنسا منذ17 نونبر 2018 حركة نضال شعبية قوية كان مفجرها قرار الحكومة فرض ضريبة على مستهلكي الغازوال ابتداء من سنة 2019. شهدت فرنسا احتجاجات اسبوعية وتشكلت لجان اضراب ولجان تعبئة ونظمت تجمعات شارك فيها بكثافة العمال دوي الاجور المنخفضة والمتقاعديين والشبيبة المدرسية .عكست تلك الحركة عمق الازمة الاقتصادية الناتجة عن عقود من دهس المكاسب التاريخية للحركة العمالية بدكاك السياسية النيوليبرالية.

أجريت جمعية أطاك المغرب الحوار التالي مع أحد المنخرطين في هذه الدينامية النضالية

  • كيف بدأت احتجاجات السترات الصفراء؟

بعد الرفع من ضريبة الكربون من طرف الحكومة، ما يعني الرفع من ضريبة الكزوال، و بعد أن كان ب 1 أورو و 35 سنتيم وصل الى 1 أورو و 65 سنتيم، قامت الناشطة “بريسيليا ليدوفسكي” بنشر عريضة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التوقيع كتعبير عن الرفض لهذه الزيادة حيث وصل عدد الموقعين 1250000 موقع في ظرف وجيز. ثم انتقل الامر إلى مبادرات أكثر حيث اقامة الحواجز و إقامة الاكواخ في ملتقيات الطرق و انتشرت الاحتجاجات كالنار في الهشيم خصوصا في البوادي.

  • ماهي مناطق تواجدها في فرنسا؟

  انطلقت في أول الامر من البوادي و الهوامش البعيدة عن المركز، “ليموج”، بروتاني” … أما “باريس” العاصمة لم تأت إلا في وقت لاحق حيث يتم الالتحاق بها من طرف المحتجين كمركز احتجاجي فيما بعد.

  • أصحاب السترات الصفراء، هل هم عمال وأجراء أم مهنيين أم فلاحين صغار ؟

إنهم كل المتضررين من السياسات الاقتصادية و الاجتماعية المتبعة من طرف الحكومات المتعاقبة. أكثر المتضررين من النظام الضريبي هم أصحاب الشركات و المقاولات الصغيرة.

المعطلون، المتقاعدون، العمال، الذين يلتحقون بمكاتب و وكالات التشغيل من أجل عقود العمل المحدودة الاجل (أقل من 3 أشهر)، و الفلاحون، …

  • ماهي مطالب السترات الصفراء؟

خفض سعر المحروقات لان الاجراء في المدن من البوادي يتنقلون عبر وسائل خاصة (سيارات شخصية) نظرا لعدم توفر وسائل نقل عمومية من البوادي نحو المدن حيث مقرات العمل، و السبب هو غلق الكثير من محطات القطارات بداعي عدم المردودية، ثم توسعت المطالب الى مطالب ضريبية واجتماعية كالرفع من مستوى المعيشة و دعم القدرة الشرائية. طالب المحتجون بRIC والذي يعني استفتاء مبادرات المواطن، و هو مطلب بديل عن الديمقراطية بشكلها الحالي، حيث أن أي قرار أو قانون أو مشروع قانون تود الحكومة إلى إخراجه، يجب أن يؤخذ فيه رأي المواطنين عبر ممثلين عنهم في مجالس موسعة في المناطق و البلدات. و يمكن أن يتخذ قرار اقالة الرئيس. و هي تجربة مستوحاة من سويسرا و من فينزويلا.

France/Gilets Jaunes: Le bilan des manifestations revu à la hausse

  • كيف يتنظمون في الشارع ؟ هل عندهم لجان وكيف تشتغل؟

تلعب صفحات الوجوه البارزة للسترات الصفراء دورا اعلاميا محوريا، “كمسيم نيكول”، من “النورماندي” و “ايريك درووي” من 77، ثم صفحة “فلاي رايدر” لصاحبها “فيسكويه” من إحد البوادي الذي ينشر المعلومات عن المناطق التي تقام فيها الحواجز و أين أقيمت مجانية الطرق السيارة …

  • كيف استعمل السترات الصفراء وسائل التواصل الاجتماعي ؟

كان لها الدور المحوري في تعبئة المواطنين و خلق النقاش ثم المبادرات الاحتجاجية.

  • ماهي القاعدة العريضة لأصحاب السترات الصفراء ؟

في باريس الشباب، والمتقاعدين، والفئات النشيطة بدون عمل، أما في الأقاليم و المناطق فإن القاعدة مشكلة من النساء، و السبب في ضعف مشاركتهن في المدن كمراكز هو صعوبة التنقل المكلفة و رعاية الابناء.

  • هل يشارك المهاجرون في هذه الاحتجاجات؟

لا يشارك المهاجرون في الاحتجاجات، لأسباب. في البدء عند انطلاق أول الشرارات، قام الاعلام بشيطنة و تشويه صورة السترات الصفراء، كونهم فاشيين …، كي لا يلتحق بهم المهاجرون. بالنسبة للمهاجر حتى و لو كانت لديه جنسية فرنسية، يقول في قرارة نفسه أنه غير معني، يفكر دائما في البلد الأصل، جمع المال، لا يفكر أن له حقوق و كرامة يجب أن تحفظ، لا يعي أنه مستغل.

  • لماذا تدعو السترات الصفراء إلى الاحتجاج يوم السبت ؟

هو اليوم الذي تعطل فيه الادارة و العمل، هو يوم التسوق بالنسبة لأغلب الفرنسيين، ما يعني افتراضيا ما يمكن أن يسمح بالمشاركة الواسعة للمواطنين. فالعدد الذي يمكن أن يشارك يوم الأربعاء مثلا لن يكون نفس العدد يوم السبت. هذا من جهة، من جهة أخرى ما يمكن أن يشكل ضغطا اقتصاديا  على الحكومة، الدليل أن كل الماركات من الاسواق الحرة ” كارفور”، “أوشون” … و المراكز التجارية و المحلات التجارية للماركات العالمية في شارع “الشون زيليزي”  و المطاعم …عرفت أرقام معاملاتها انخفاضا منذ بدء الاحتجاجات.

  • هل هناك حزب سياسي أو نقابة عمالية منخرطة في احتجاجات السترات الصفراء؟

يلتقي البرلمانيون في المناطق من حزب “ماكرون” و الاستماع اليهم. هناك تعاطف ل 84 في المئة من الفرنسيين مع الحركة و المطالب، و تعاطف برلمانيي ” فرنسا آنسوميز” عن مناطق الشمال مع الاحتجاج و يشاركون فيها ميدانيا. منهم من دعا للاحتجاج أحد أيام السبت، لكن السترات الصفراء رفضوا ذلك مخافة الهيمنة على الحركة. الكل يشارك من جميع التوجهات.

  • كيف يتعامل السترات الصفراء مع أعمال العنف التي تشنها الشرطة عليهم؟

في 16 أو 17 نونبر، هناك أعمال عنف ملحوظة، لكن تبقى الشرطة دائما هي من يبدأ باستفزاز المحتجين الذين يخرجون في سلمية كشعار لهم. يغطي المحتجون وجوههم بالواقيات من الغاز، بالثوب، بالواقيات الطبية على الانف توزع على المشاركين، بالأقنعة، يغطون رؤوسهم بالخوذات.

  • كيف يواجه السترات الصفراء أفكار اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين ؟

الهاجس الوحيد، هو انهيار القدرة الشرائية. اعتاد الفرنسيون على مستوى معيشي جيد بالمقارنة مع دول  كإيطاليا أو اسبانيا. انهارت قدرتهم الشرائية فخرجوا إلى الشارع، لا تهمهم أفكار اليمين المتطرف و لم يتم الحديث عنها بين المحتجين منذ أول خروج، يلتقي اليميني و اليساري، يناقشون، يتكلمون، هدفهم تحقيق المطالب.

  • لقد ألغى ماكرون الضريبة على الوقود، ومع ذلك استمرت الاحتجاجات، لماذا؟

ألغى الضريبة على الوقود انطلاقا من 2019، سيرفع الحد الأدنى للأجور ب 100 أورو، أمر الشركات الميسورة بصرف علاوات آخر السنة للأجراء، ألغى الضريبة على الساعات الاضافية، و مع ذلك استمرت الاحتجاجات. لماذا؟ لأنه لم يشرح للفرنسيين من أين سيأتي بتمويل اجراء زيادة ال 100 أورو، إضافة إلى أن هذا الاجراء لن يشمل كافة المواطنين فهو يقتصر على فئة محدود قليلة من الشعب. أضف إلى ذلك أنه انتظر طويلا، و خطابه لم يكن مقنعا. “ماكرون” لا يحسن التواصل مع الشعب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى