البيئةالمخططات الليبراليةالنضالات في المغرب

من يحتكر الثروة المائية بالأطلس؟

من يحتكر الثروة المائية بالأطلس؟

 

 

تزخر مدينة بني ملال وجبال الأطلس بثروة مائية مهمة  كالوديان والعيون، وكذلك الشلالات القريبة من مدينة بني ملال، كشلال منطقة افورار،وعيون أيت ووازيغت، وتلك الثروة الهامة من المياه المتوفرة بسد بن الويدان القريب من أزيلال،إضافة لعدة منابع المياه العذبة  في العيون المتواجدة في الجبال والسهول والسواقي ، كل هذا يمثل  أزيد من98 بالمائة من الثروة المائية بمنطقة الأطلس، فوجود عوامل مناخية وتضاريسية  تساعد  بشكل كبير على الحفاظ على احتياطي المياه،ويمكن استعمالها بشكل جيد في الفلاحة المعيشية ،(كزراعة الزيتون،والشمندر السكري ،والخضروات،…)من أجل تحسين الحياة المعيشية لأبناء الأطلس المقاومين لجبروت الاستعمار، الذين يعانون من استمرار الحيف و التهميش والحرمان من ثرواتها المحلية.  

 

سيستغرب الجميع عندما نجد قرى نائية تعاني من ندرة المياه لمبررات كاذبة، فكثيرا ما تحتج على هدا الوضع لأنها واعية أن منطقة  بهذا الحجم والغنى الاقتصادي والثقافي والسياحي ،غنية بالمياه ولا تحتاج لجلبها من مناطق أخرى القريبة كأزيلال ومنابعها. انطلقا من بحثنا الاستطلاعي حول أراء الناس في السهول والجبال  يقرون إن بني ملال ونواحيها سكانها كأنهم يعيشون في الجفاف ،كأنهم يسكنون في الصحراء القاحلة،فا في وسط المدينة كثيرا ما تنقطع المياه في صنابير منازل المواطنين،مما يدفعهم بالاستغناء عن مياه بالساقيات المجاورة أو جلب المياه من قنوات عين اسردون المنتشرة في إرجاء المدينة.

 

من يحتكر الثروة المائية بالأطلس؟

 

تصرح الساكنة أن هناك مافيا فلاحية تسيطر على كل منابع المياه من عيون وأبار ووديان  وحتى الشلالات ،فان عصابات سراق المياه تحتكر كل نقطة من الماء وتمتصها لصالح الهكتارات التي تزرع فيها  أنواع من الزراعات الغير المعيشية كالبواكير والورد والمنتجات التصديرية،كما تستعمل في حدائق الفنادق الفخمة .

 

صرح لنا احد المواطنين :”أن أصحاب الفنادق الفخمة والمنتجعات السياحية يسرقون مياهنا في واضحة النهار ويستعملونها في حدائقهم المزهرة وساحات خضراء مشابهة بملاعب الكولف “، واستغرب مجموعة من المواطنين/ات في صمت السلطات المحلية من منتخبين وفاعلين سياسيين واجتماعيين وبيئيين  على هذه الجرائم المقترفة في حق أبناء الأطلس.

 

من خلال زيارة  إلى أحد الفنادق الفخمة في الطريق المؤدية لاأفورار، تأكدنا مما يقوله المواطنين فوجدنا مساحة الفندق جد كبيرة ،ورأينا العناية “الربانية بالحدائق” ، بل أكثر من ذلك هناك مسابح واسعة تملأ يوميا بالمياه ،كما وجدنا أحواض لتربية الأسماك من أنواع مختلفة .

 

 

إن مدينة بني ملال أو كما يسميها أمازيغ المنطقة – أيت ملال-  يتواجد في نواحيها أزيد من 30 فندق مصنفة وغير مصنفة كلها تحتوي على حدائق واسعة ومسابح كبيرة يتم تغير مياهها كل 24 ساعة ،بل أكثر من ذلك فهناك محطات الاستراحة على الطرقات شبيهة بفنادق تحتوي على مسابح وحدائق للتنزه تستعمل فيها آليات متطورة في السقي والرش كما أن تلك المياه أكثر جودة من مياه الشرب في أحياء المدينة ، علما أن المدينة لا وجود فيها لمسابح تابعة للبلدية من أجل ترفيه أبناء الأحياء وتشجيع رياضة السباحة للأطفال والشباب، فالمسبح اليتيم بمركز المدينة تم إغلاقه بضغط من تلك المافيا التي تتوفر على فنادق بها مسابح شاسعة  ،ولا يضطلع المسئولون في البلدية على فتحه في وجه أبناء الشعب لسد النقص الحاصل في مثل هذه المؤسسات الترفيهية والرياضية .

 

مياه بني ملال في خدمة … مافيا الضيعات الفلاحية.

 

نعرف أن السهول المجاورة “لعروس الأطلس بل عروس المافيا” تتواجد بها أكبر الضيعات الفلاحية متخصصة في زراعة الشمندر وفي منتجات أخرى خاصة للتصدير ،كما أن هذه الأراضي المقدرة بمئات الهكتارات  في ملكيات مستشارين جماعيين وبرلمانيين وبورجوازيين يمتلكون عدة مصانع في الدار البيضاء وسلا وغيرها من المدن .

 

إن عصابة السراق  احتكرت كل شيء : الأرض ،الشجر ،  الحجر،المياه، وحتى عبيد الشمندر 

 

أما من ناحية المياه الصالحة للشرب ،فسيستغرب الجميع حينما تقول له آن مياه المنازل غير صافية ولا تخضع لمعايير جيدة في التصفية ،كما أن المنطقة لا تتوفر على محطات لتصفيات المياه ،فكثيرا ما تعاني ساكنة المنازل من تعكر تلك المياه خلال فصل الشتاء  فرغم شكايات المواطنين للفرع الجهوي للمكتب الوطني للماء والكهرباء ببني ملال بدون جدوى من ذلك ،كما أن بعض الدواوير في  الجماعات القروية  غير مزودة بمياه المنازل لذلك تلتجئ للسواقي والخطارات في أغنى مدن الأطلس بثروتها المائية.

 

الساكنة تحتج…حقنا حق ثابت في الثروة المائية !

 

 مند سنوات والساكنة بني ملال وجماعتها القروية تحتج ضد هيمنة حفنة قليلة على كل تلك الثروة المائية المتواجدة بجبال وسهول الأطلس ، إنها ثروة مائية هائلة يحتكرها أصحاب رأس المال الدين يمتصون مياه أيت ملال واستنزاف جيوبهم الفارغة لصالح مشاريعهم “الاستثمارية” بتعاون مع الدولة وأجهزتها المختلفة كوكالة الحوض المائي والولاية والعمالة ومنتخبون ،إضافة إلى ذلك المكتب المشئوم  ( المكتب الوطني للماء والكهرباء) الذي امتص جيوب المواطنين/ات،إن هؤلاء كعجينة في أيادي تلك العصابة المحمية التي لا تعرف الرحمة ولا شفقة ،غير ملئ جيوبهم  .

 

يحتج المواطنين على هذا الاحتكار والتسلط ، دواوير ترفع أصواتها، من أيت واوزيغت ، أولاد عياد،أولاد موسى، أولاد ايعش، تاكزيرت…كلها تسأل ألا نمتلك حقنا في ثروة الأطلس ؟ أليس من حق هؤلاء في مياههم؟ أليس من حق تلك الحشود البشرية التي تقطن الأحياء الشعبية والدواوير والجبال المعزولة من مياه في خدمة فلاحتهم المعيشية.؟

نعم، يستطيع الحاكمين بزمام السلطة والثروة خداعهم وخداعنا لبعض الوقت، لكن لن يستطيعوا خداعهم وخداعنا لكل الوقت.

  لذلك حان الوقت لرفع شعار قديم و متجدد:” الشعب يريد الثروة” ردا على سؤال أين الثروة.

 

   27/10/2014 بقلم: حسن أكرويض

 

زر الذهاب إلى الأعلى