متابعة النضالات

فاس: رفض شعبي لشركة” فاس باركينك” لمواقف السيارات

تشهد مدينة فاس، حركةَ احتجاجٍ ضد استحواذ إحدى الشركات الخاصة على مواقف السيارات واستغلالها من أجل سرقة جيوب المواطنين بالرفع من كُلفة الخدمة التي تضاعفت عشر مرات.

بدأ ترامي القطاع الخاص على الملك العمومي، وفق صفقات رأسمالية هاجسها ربحي بالأساس، مع انخراط المغرب في تطبيق سياسات ليبرالية مدمرة للقطاع العام ومعززةً تَفكُّكه، والتضحية به على مذبح الربح الخاص. ونناضل بدلا عن ذلك من أجل خدمة عمومية مموَّلة بضرائب تصاعدية على الثروة تحت رقابة مواطنية وشعبية، ونناهض أي تفويت لهذه الخدمات للقطاع الخاص، “وطنيا” كان أم أجنبيا.

على ضوء الحركة الاحتجاجية الصاعدة ضد هذه السياسات النيوليبرالية، والتي يمثل تفويت موقف السيارات بفاس إحدى أوجهها البارزة، حاورت لجنة الاعلام الوطنية لأطاك المغرب، الرفيق أسامة منسق الحركة حتى نفهم معه تفاصيل ما يجري.

وإليكم- كن نص الحوار:

أطاك: نود في البداية أن توضح جذورَ المشكلة مع شركة “فاس بركينك” وكيف انطلقت حركتكم الشبابية؟

أسامة: هي حركة شبابية كانت من إبداع مجموعة من الشباب من أجل المطالبة بإسقاط صفقة مواقف السيارات مع الشركة الجديدة (فاس بركينك) وكانت تحت شعار #بويكوط_فاسباركينك وقد انخرط فيها جل المواطنات والمواطنين بالمدينة، وقامت بمجموعة من الوقفات. وهي حركة ذات طابع مدني تنفتح على الكل بناء على أرضية ملفها المطلبي، الهادفة لإسقاط هذه الصفقة المرفوضة.

مطالب حركتنا الرافضة للصفقة انطلاقا من مجموعة أسباب وهي كالتالي:

1- المواطنات والمواطنين يؤدون الضرائب، فلماذا سيفرض عليهم- هن واجب الأداء مقابل ركن سياراتهم- هن.

2- التسعيرة الجديدة التي تريد الشركة فرضها خيالية، حيث سيؤدي المواطن- ة 20 درهما في اليوم بعدما كان يؤدي درهمين فقط لحراس مواقف السيارات في اليوم ككل، هذا يعني أن التسعيرة تضاعفت عشر مرات.

3- رفضنا لكل الغرامات التي ستتعرض لها سياراتنا وكذا صقل أو عقل السيارات.

4- مطالبتنا بإيجاد بديل حقيقي لحراس مواقف السيارات بطريقة يتم بها حفظ كرامتهم.

5- تنديدنا بمحاولة الدخول إلى الأحياء السكنية من طرف شركة “فاس بركينك”.

6- رفضنا لانتهاك المعطيات والممتلكات الخاصة للمواطنات والمواطنين.

7- رفضنا لنظام الاشتغال الذي تريد أن تعمل به الشركة.

8- مطالبتنا برفع السرية عن دفتر التحملات للاطلاع على تفاصيل الصفقة.

9- رفضنا إدخال شركات أجنبية في ظل تواجد شركات وطنية ومحلية.

10- رفضنا رهن المدينة لمدة 25 سنة بسبب صفقة غامضة.

11- رفضنا تحويل العملة الصعبة في ظل الظروف الراهنة.

12- رفضنا الشبهات القانونية التي رافقت إعداد المشروع كالحديث عن إنشاء شركة للتنمية المحلية مع “الشركة الإيطالية” في جدول أعمال الجماعة لسنة 2016 حتى قبل طرح دفتر التحملات، ليتم في الأخير اختيار “الشريك الإيطالي”.

كما أن هناك أولويات تحتاجها المدينة قبل الباركينك كالشغل و البنية التحتية و المساحات الخضراء…

الأماكن التي احتلتها الشركة الآن هي مقاطعة أكدال، وهدفها احتلال كل مقاطعات فاس لكن المواطنات والمواطنين يرفضون تواجدها لذلك لم تستطع أن تبدأ في العمل لحدود يومنا هذا.

أطاك: ما هي الخطوات النضالية التي جرى تجسيدها ضد صفقة تفويت مواقف السيارات؟ وهل من منظمات نضالية ساهمت في التعبئة ضد الشركة؟

أسامة: الخطوات النضالية التي قمنا بها هي إنشاء مجموعة تحت اسم “بويكوط فاس بركينك”، تدعو لمقاطعة الشركة، اقتربت الآن من بلوغ أربعين ألف مواطنة ومواطن. نفذنا مجموعة من الوقفات الاحتجاجية أولها وقفة قرب جامع تجموعتي يوم الأحد 13 دجنبر 2020، ووقفة ثانية أمام جماعة فاس يوم الجمعة 18 دجنبر 2020، وبعد ذلك وقفة بساحة فلورونس يوم 27 دجنبر 2020، ووقفة رمزية بالشموع يوم الأحد 17 يناير 2021 بساحة فلورونس، وأيضا تم تنظيم وقفة يوم الخميس 4 فبراير 2021 أمام جماعة فاس لكن جرى منعها بذريعة حالة الطوارئ.

نعتزم أن ننظم أشكال نضالية إبداعية أخرى من أجل إيصال صوتنا لكل العالم بطرق نضالية راقية، كما أصدرنا بيان بإحدى عشر لغة عالمية من أجل إيصال صوتنا لكل العالم وذلك يوم 24 يناير 2021.

أما بخصوص من تفاعل مع قضيتنا؛ فقد حظيت بمواكبة إعلامية كبيرة من مختلف الصحف المكتوبة وكذلك المواقع الإلكترونية والقنوات المرئية أيضا، وكذلك أعلن الكثير من الفنانين والفنانات كنعمان لحلو وكمال الكاظيمي ومحمد الشوبي ونعمة بنتهمي وفتاح النكادي تضامنهم- هن مع الحركة، وجمعيات وهيئات حقوقية كجمعية حماية المال العام، منظمة حريات الإعلام والتعبيرـ حاتم، الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وكذلك جل الأحزاب السياسية، وجل النقابات، ولا ننسى أيضا الشعراء والكتاب كسعد سرحان ومحمد بنميلود، قضيتنا عادلة ومشروعة لذلك ندعو الكل إلى دعمها. كذلك حظيت القضية بمتابعة من برلمانيين من مختلف الفرق السياسية والنقابية، وبدعم من مجموعة من المحامين من كل وطننا.

أطاك: ما هي البدائل التي تطرحها الحركة المناهضة لتفويت مواقف السيارات بفاس؟

أسامة: الحركة أولا تتشبث بضرورة إسقاط “صفقة العار” كما أصبحنا نسميها بمدينة فاس، فتح حوار وورش مجتمعيين في طريقة تدبير مواقف السيارات بمدينة فاس بعد إسقاط الصفقة والذي يجب أن يقوم على ضرورة إعطاء الأولوية للشركات الوطنية والجهوية والمحلية على أساس أن تكون شركات مواطنة، تسعيرة تراعي جيوب المواطنات والمواطنين، إدماج حراس مواقف السيارات وفق المساطر القانونية المعمول بها، استحضار البعد الاجتماعي في أي طريقة لتدبير مواقف السيارات.

أطاك: كلمة أخيرة.

أسامة: نشكر كل من دعمنا وساندنا في قضيتنا العادلة، نقول إننا متشبثون بإسقاط الصفقة، وسنبدع في نضالنا وسنستمر في ضغطنا حتى النصر، ونقول إننا مع تنظيم مواقف السيارات بفاس لكن بأسس تحفظ كرامة المواطن.

زر الذهاب إلى الأعلى