الديون

حركة 20 فبراير حبلى

لم تعد الطليعة السياسية لهذه الطبقة السائدة تنام كما في السابق ، وهي مرتاحة لعمل الخبراء المحليين والأجانب ، وانجازاتهم في نهب ثروات البلاد والاستغلال المفرط للعباد .واردات البن الممتاز ، الخاص بتلك الطبقة ، في ارتفاع ، كما أقراص مقاومة النوم . النوم بالنسبة لهذه الطبقة، خصوصا طليعتها السياسية، أمر ممنوع. الأسياد متيقظين، لا يدعون الطبقة السائدة بالمغرب تنام بسلام. الامبريالية الدولية تكثف مراقبتها لمصالحها عبر العالم ، ومصالح الطبقة السائدة بالمغرب مرهونة بمصالح تلك الامبريالية .

أربعة وعشرون ساعة على أربعة وعشرين ساعة والاتصال الافتراضي والميداني متواصل بين الامبريالية الدولية و وكلاءها المغاربة المحليين .استيقظ هؤلاء الوكلاء يوم 20 فبراير 2011 ، ولم يصدقوا ما شاهدوه . تزعزعت الكراسي من تحتهم، وتمنوا أن يكون الأمر عبارة عن سحابة صيف تمر بسرعة، وانتظروا أن تمر السحابة تلك بسلام، ومرة مرة يكشرون عن أنيابهم. يقمعون ويعتقلون، وقد ظنوا أن ذلك سيعيد الجماهير الشعبية إلى ما كانت عليه من خوف ومذلة واحتقار .

الطبقة السائدة المغربية لا تنام ، لا تنام الطبقة السائدة وهي في حالة استنفار قصوى ، يؤرقها سؤال كيف السبيل إلى القضاء على حسد وحقد الجماهير الشعبية المغربية ، بمختلف مكوناتها ، على الميسورين والأغنياء المغاربة ، والى الوصول إلى إعادة تلك الجماهير إلى زريبات دولتها العفنة .

لقد دخلت حركة 20 فبراير شهرها الثالث ، وبدا بطنها ينتفخ .البركان الشعبي يغلي تحت أقدام تلك الطبقة ، يغلي فوق نار هادئة .لقد سمحت هذه الحركة الشبابية أن تفتح كل الجروح القديمة . في خضمها تتم عملية استعادة تاريخ التقتيل والعسف واحتقار الإنسان المغربي من طرف تلك الطبقة السائدة ، ليقرا شباب اليوم ما عاناه الأمهات والآباء والجدات والجدود، من قمع وفقدان للكرامة ، وليكون عبرة لهم ، ومبررا موضوعيا لعدم استسلامهم كما الأجيال السابقة .

الطبقة السائدة المغربية لا تنام ، ومعها الامبريالية الدولية ، التي ليس من مصلحتها أن ينتزع المغاربة حريتهم وكرامتهم . واللجوء إلى منطق الصدقات والفتات لن يوقف حمل حركة 20 فبراير وانتفاخ بطن هذه الأخيرة.فالجماهير الشعبية إن طلبت اليوم الخبز، فغدا ستطالب بالحرية والكرامة، وكلما أحست تلك الجماهير بقوتها وبفيض ثقتها في النفس، فإنها تستطيع أن توقف الاستبداد والفساد.

الطبقة السائدة المغربية ، وهي في حالة إيقاظ دائم ، قد تقبل على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية . إن قلة النوم يربك جسد المخزن ، ويجعله قابلا للانفجار من الداخل .الفساد ينخر أجهزة الدولة ، وقد أصبحت تلك الأجهزة أوكارا للمافيات ، وثقة الجماهير الشعبية بهذه الدولة قد عبرت عنها الانتخابات الأخيرة التي سادت فيها المقاطعة والأصوات الملغاة .

لن تنطلي على هذه الجماهير الشعبية خدعة أخرى جديدة . ففي غياب الثقة لا يمكن لتلك الجماهير الشعبية أن تصدق ما دام لم يخضع المفسدون للمحاسبة الشعبية العادلة.

بطن حركة 20 فبراير تعد بالكثير ، ولدا أو بنتا ، لا فرق ، المهم والجوهري ، أن يتمتع الجيل الفبرايري بالحرية والكرامة ، وتسقط مقل الكبار دمعات الفرح ، تدفعهم لمحاسبة ماضيهم الشخصي المليء بالانتكاسات والعذابات .

 

                                              احسين 17/05/2011  

 

زر الذهاب إلى الأعلى