بيانات وتقارير

حرائق إقليم العرائش: تقرير أولي

شهدت جماعة بوجديان بمنطقة اهل سريف بدائرة القصر الكبير، إقليم العرائش، اندلاع حرائق مست لحد الآن حوالي 10000 هكتار، من الغابات والأراضي الزراعية والمراعي وعدد من الدواوير (العزيب الأعلى، أواجة، العزيب السفلي، بني صفار، سيدي بوخزار، سيدي احمد العسري ….) و استمرار الحريق في باقي المداشير المجاورة في المنطقة ( الدمنة،جاهجوكا،مكادي…) ، مخلفة، كتقدير اولي، خسائر مادية كبيرة:
-انباء عن حالة وفاة و مفقودين .
-موت أزيد من 200 رأس من الحيونات الأليفة.

  • احتراق آلالاف الاشجار المثمرة.
  • احتراق عدد كبير من المنازل.
  • احتراق حقول الفلاحة المعيشية مصدر الدخل الاهم للساكنة (قمح وشعير وذرة وقطاني..)
  • احتراق محصول الكيف والطابة.
  • احتراق جميع المحاصيل المخزنة.
  • اتلاف شبكة الكهرباء.
    اندلع الحريق بعد منتصف يوم الأربعاء 13 يوليوز 2022، وتعاطى السكان معه بما يملكون من وسائل بدائية وتضامن، وعند تقدم الحرائق إلى المناطق السكانية بعد مغيب شمس ذات اليوم، بدأ السكان يتركون منازلهم ويحملون بعض متاعهم الخفيف، فيما لم يسجل للسلطات المحلية في البداية أي حضور، كما ان الكائنات الانتخابية التي ألفت المتاجرة بمآسي الناس، لم تقم بأي دور يذكر، اللهم إعطاء معلومات غير دقيقة حول حجم الحريق، حيث تم التقليل بداية من قوته، ثم الذهاب لالتقاط الصور عند إخماد أجزاء من الحرائق في بعض المناطق. فيما تبين ان جميع وسائل الحماية والتدخل الاستعجالي المفترض توفرها لدى مصالح الوقاية المدنية ولدى المجالس الترابية وقطاع المياه والغابات، تبين أنها غير متوفرة. فيما تدخلت طائرات الإطفاء ابتداء من صباح يوم 14 يوليوز 2022 بعض ان اخذ الحريق حجما مهولا وأضحى يهدد بالامتداد إلى مساحات اضخم مهددا كل منطقة الريف الغربي، الممتد عبر جبال أقاليم العرائش وتطوان وشفشاون.
    لقد كان لتدخل شباب القرى المعنية والقريبة، الدور الاهم في تقليص الخسائر المادية وإنقاذ الأهالي الذين تعرضوا للاختناقات، حيث كانت بعض السيارات الخاصة هي من تقوم بإجلاء المصابين بالاختناق.
    ان حجم هذه الفاجعة كبير للغاية، حيث خسر سكان المنطقة مصادر عيشهم ومحصول موسمهم الزراعي ومنازلهم أضحت حطاما. مما سيخلق وضعاً اجتماعيا واقتصاديا أكثر تأزما بالمنطقة. وابتدأت منذ اللحظة مطالب هامة للسكان بضرورة تحمل الدولة لمسؤولياتها، وتعويضهم عن ممتلكاتهم الضائعة، وتوفير سبل عاجلة لمواجهة المأساة. وامام الساكنة المتضررة طريق لتسلكه لكي تفرض على المسؤولين تحمل مسؤولياتهم، وذلك عبر تلمس سبل تنظيم أنفسهم الذاتي باعتباره الطريق الوحيد لبسط مطالب الساكنة و النضال من أجل نيلها .
    بشكل آني، وجب تنظيم حملات للضغط على الدولة لتحمل مسؤولياتها إزاء ما تخلفه الكوارث، وآخرها حرائق بوجديان، وعلى القوى المناضلة، على ضعفها وقلتها، ان تعمل على حفز التنظيم الذاتي للمتضررين حتى يستطيعوا أن يصرخوا بوجه النهب والاستيلاء على الثروات واللامبالاة بأرواح شبابنا واهالينا الذين ينتزعهم الموت كل مرة بقرانا المهمشة. حيث لا برامج تنموية حقيقية سوى اكاذيب ابواق الدعاية الرسمية والاقلام المأجورة لمثقفين زائفين خدام الاستبداد.
    إن ردود افعالنا اتجاه الفواجع محتشمة وحبيسة مواقع التواصل الاجتماعي، مستنكرة و شاجبة و معبرة عن الحزن العميق، ومدينة لسياسة الحكام،.. كذلك فعلنا مع فاجعة أطفال طنطان، والنساء ضحايا الرغيف بالصويرة واللائحة طويلة …لكن المطلوب منا نفض غبار الاتكالية والانتظارية فعلا و قولا ونبادر إلى بناء أدوات النضال الشعبي.
    ليست هذه هي الفاجعة الأولى ولن تكون الاخيرة. فالتغيرات المناخية ستجعل من التعامل مع الحرائق مسألة دائمة، وطالما لا زال النظام المسبب في جعل منطقتنا تدفع اثمان الكارثة البيئية ستبقى كوارث الحرائق والفيضانات والعطش والتصحر أمامنا. مما يجعل طرح نقاش المسألة البيئية ضرورة ملحة لقوى النضال ومنظماته، فالأمر ليس ترفا فكريا، بل نحن دخلنا عين عاصفة الازمة البيئية، وسندفع مجتمعين ثمنا غاليا إن لم نتعاطى معها كما يجب: السعي لتغيير نظام الإنتاج والاستهلاك القائم.
    ان النمط الرأسمالي للإنتاج (المبالغة في انتاج بضائع و سلع تفوق الحاجيات بهدف الربح) و التوزيع و الاستهلاك هو المسؤول الاول عن احترار الكوكب و ارتفاع الحرارة درجات عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية. بسبب الغازات الدفيئة كثنائي اكسيد الكربون و الاستهلاك المفرط للوقود الاحفوري و غيره من سموم المصانع الرأسمالية، ما ينذر بمخاطر تهدد بقاء الكوكب و الجنس البشري …
    اذا كنا فقدنا سيادتنا الشعبية و قدرتنا على التحكم بمصيرنا، في ظل الاستبداد ودولة الرأسمال التابع، فإننا لم نفقد بعد انسانيتنا. فلنحيي إذن أواصر التضامن والمآزرة وقيم التآخي بين كل منهم في الأسفل. فبوحدتنا وتضامننا النضالي قادرون وقادرات على بناء مغرب آخر ممكن وضروري، يتسع لكل ابناء الشعب، مغرب العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات.
    • أطاك المغرب مجموعة القصر الكبير
زر الذهاب إلى الأعلى