النساءحركة عولمة بديلةمتابعة النضالات

برتا كارسيريس : مناضلة بيئية تغتال تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة

برتا كارسيريس

Berta Cárceres

مناضلة بيئية

تغتال تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة

ى

في فجر الثالث من مارس 2016 تم اغتيال برتا كارسيريس في بيتها من طرف رجال مسلحين مجهولين حيث أطلقوا عليها أربع رصاصات أودت بحياتها. تعتبر هذه المناضلة الهندوراسية  قائدة لسكان لونكا Lenca  (السكان الأصليين) ونسوانية  قاعدية ومناضلة من اجل العدالة البيئية  وناشطة حقوقية وهي من بين المؤسسين للمجلس الوطني للمنظمات الشعبية والأصلية بالهندوراس.

شرعت منذ 2006 تناضل ضد بناء سد كهرومائي  Aqua Zarca  على النهر المقدسGualcarque  بمنطقة سكان لونكا  والذي يهدد بحرمان السكان من الماء ومن الغذاء، وبترحيلهم.  وهو مشروع مشترك بين شركة هندوراسية DESA وشركة صينة Sinohydro تعد من اكبر الشركات التي تبني السدود في العالم.

قادت برتا العديد من الحملات المناهضة لهذا المشروع ورفعت دعاوي بالمحاكم ونظمت مظاهرات سلمية وعرقلة للطرق لمنع وصول مواد البناء إلى الموقع مطالبة باحترام حقوق السكان واستشارتهم في جدوى هذا المشروع. وفي 2013 توقف المشروع حيث انسحب البنك الدولي الذي يمول جزءا منه واضطرت الصين إلى وقف العقدة مع الشركة الهندوراسية.

حازت برتا سنة 2015 على جائزة كولدمان Goldman من أجل البيئة وهي جائزة امريكية معروفة بدفاعها عن البيئة.

من  المستفيد من اغتيال برتا؟ إنها حكومة الهندوراس والشركات الصينية والأوروبية

منذ انقلاب 2009 شهدت الهندوراس انفجارا في المشاريع الضخمة المدمرة للطبيعة  والمُهجرة للسكان الأصليين. ف30% من المساحات خصصت كامتيازات للاستغلاليات المنجمية  وهو ما رفع الطلب على الطاقة لأجل تشغيل الاستغلاليات المنجمية المقبلة. ومن أجل تلبية هذا الطلب سمحت الحكومة بمئات مشاريع السدود في كل أنحاء البلاد وخوصصت الأنهار والأراضي وطردت السكان القرويين.

وردا على معارضة شعب لونكاس لأحد هذه المشاريع وهو سد Aqua Zarca ، تمت عسكرة المنطقة وتم اضطهاد المناضلين. ففي سنة 2013 تم اطلاق الرصاص الحي على زميل برتا توماس كراسيا Tomás Garcia، المعارض للمشروع الكهرومائي، من طرف رجل أمن خلال مظاهرة سلمية. وقد تعرضت برتا باستمرار للتهديد رغم أن لجنة البلدان الأمريكية  لحقوق الانسان كانت قد طلبت من الحكومة الهندوراسية حمايتها لكن بدون جدوى، وها هي تنضم إلى لائحة 111 مناضلا مدافعا عن البيئة قتلوا بالهندوراس ما بين  2002و 2014 حيث اغتيل 80 منهم في السنوات الأخيرة.

إن اغتيال برتا هو نموذج للاضطهاد الذي يتعرض له المدافعون عن البيئة بالهندوراس. فإحدى بناتها صرحت ” إُمنا قتلت لأنها كانت تدافع عن الأرض والأنهار”.  وحكومة الهندوراس تشن حربا حقيقية على المناضلين البيئيين و لا تتردد في تصفيتهم الجسدية ، واليوم، كما بالامس، لازال العديد من رفاق برتا مهددين.

 رافقت حشود كبيرة جثمان برتا كارسيريس إلى مثواها الأخير، مرددين شعارات ” سيتمر النضال وستبقى برتا إلى الأبد” .

أمينة أمزيل- عضوة أطاك المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى