النضالات في المغربمتابعة النضالات

الموت ولا المذلة : شهيد المعطلين في مدينة كلميم

الموت ولا المذلة : شهيد المعطلين في مدينة كلميم

ما يجنيه أبناء الفقراء من سياسات الدولة في التشغيل هو التجاهل لمطالبهم العادلة بالتوظيف، في حين قررت الدولة المغربية التابعة للمؤسسات المالية الكبرى أن تعصف بمستقبل الشباب وتدمر حياتهم عبر برامج ” الإصلاح ” و المخططات التخريبية لطفيف المكاسب الهزيلة أصلا.

الاستبداد يضطهد ويقهر الفقراء

الليبرالية الجديدة سياسة إجرامية همها الركض نحو جني الأرباح وتملصها من أي مسؤولية تجاه من هم في الأسفل، بهذا تكون الدولة دمرت قطاع الصحة وأرخت لعاب الرأسماليين لالتهام جيوب الكادحين في المستشفيات الخاصة وتركهم يلقون الهلاك في المستشفيات العامة بأمراض قابلة للعلاج.

كذلك جرى تجهيل أجيال من أبناء الكادحين في المدارس العمومية المخربة طيلة عقود من توالي ” الإصلاحات ” المملاة من طرف البنك العالمي و صندوق النقد الدولي. ( اكتظاظ ومناهج وسوء تسيير…)

و الحال كذلك بالنسبة لسياسة الدولة في التشغيل فبعد أخر دفعة نالت حقها في التوظيف المباشر سنة 2011، كان مصير الأفواج اللاحقة من حملة الشواهد هو العيش في أهوال البطالة والانتظار.

عدوان مباشر

جاء صد باب التوظيف المباشر في سياق خفوت وانتفاء موجة النضال الشعبي التي هزت أركان الاستبداد مع “حركة 20 فبراير”.

تراجع الاقتحام الشعبي للساحة السياسية كانت له توابع سلبية على النضال الاجتماعي، فقد ازدادت حدة الهجوم الليبرالي عبر قوانين كان من العسير تمريرها لولا حالة الجزر الراهنة منها: المرسومين المتعلقين بالتكوين والمنحة وقانون الإضراب ودق طبول الحرب على أنظمة التقاعد… والهجوم على التوظيف المباشر باعتباره ترفا ريعا ولى عهده.

حشرت النقابات في الزاوية وبقيت في وضع الجمود القاتل أمام الهجوم الشامل. واستسلم المحبطون وتوارى الفاشلون ودافع الليبراليون بوجه مكشوف عن هذه الخيارات الاقتصادية المدمرة لقوت شعبنا ولمستقبل الأجيال القادمة.

أمل في النصر

أمام كل هذا التعدي الساحق هناك جسر يربطنا بالنصر ويحيي فينا الأمل على قدرة أبنائنا على المقاومة المنظمة في الشوارع والساحات والميادين، ولنا في الأساتذة المتدربين درس وعبرة.

يمتد جسر الأمل إلى أن يصل إلى مقاومة الشباب المعطل لسياسات الدولة في الشغل، حيث بدأت بشائر النضال تنبعث مرة أخرى بعد سنوات من الخيبة والتراجع، الرباط وبني ملال وشمال المغرب وشرقه… وفي كلميم التي يناضل شبابها ضد الهشاشة والفقر والحرمان مؤجلا أحلامه إلى أجل غير معلوم.

مقاومة اجتماعية سلمية انبعثت في كلميم بعد أن تشكل تنسيق للمعطلين يضم في صفوفه حملة الإجازة والأطر العليا والتقنيين خريجي المعاهد الذين يقدر عددهم بالمئات غالبيتهم من النساء.

أطلق هذا التنسيق على نفسه اسم “التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين” إسوة بفروع أخرى في كل من العيون وطانطان… وباقي مدن الصحراء.

منذ تأسيسه والتنسيق الميداني يخرج إلى الشارع للاحتجاج ويصدح ملئ الحناجر بالمطالبة بالتشغيل الضامن لحياة كريمة ومستقرة وحدود دنيا من الاندماج الاجتماعي.

حرك المعطلون في كلميم المياه الأسنة حيث أزعج هذا الجلادين ليقدموا على محاولات كثيرة لقمع الحراك لكن كان الفشل مصير كل المحاولات.

الموت ولا المذلة

توفي “إبراهيم صيكا” نتيجة إضراب مفتوح عن الطعام بعد أن تم اعتقاله قرب منزله، عندما كان مقررا تنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة بالشغل والحق في التعبير.

انقضت أجهزة البوليس على عدد من الأطر المعطلة إذ تم إطلاق سراح الجميع فيما بعد، مع الاحتفاظ بالشهيد “إبراهيم صيكا” رهن الاعتقال.

ليدخل في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على سوء معاملته وعلى تعذيبه وإهانتة كرامته وإذلاله حسب ما روت عائلة الشهيد. لم ينحن “إبراهيم صيكا” لجلاديه ووقف شامخا في وجوههم رافضا التوسل والاستجداء.

يوم 5 أبريل تدهورت حالته الصحية ونقل على متن الاستعجال إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير ليزداد وضعه سوءا حيث استشهد يوم الجمعة 15 أبريل.

لا بديل عن المقاومة الجماعية

ما يجري تقديمه لنضالات الفقراء في المغرب هو القمع وكيل التهم وزج المناضلين في السجون واغتيال القيادات ونفيهم إلى الخارج. وفي مقابل ذلك ينعم الجلادون في هناء ويتمتعون في رغد العيش. حال أكيد أنها مؤقتة فالقادم من نضالات شعبنا قادرة على قلب موازين القوة لصالح من هم في الأسفل.

مقاومة الاستبداد والتعديات الليبرالية على قوت الأغلبية أمر لا مفر منه فلنكن مستعدين لرد العدوان ونصرة قضايا الكادحين وعلى رأسها قضية الشغل .

علي عضو

أطاك المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى