كلميم: نضال التنسيقية المحلية للأساتذة المتدربين
منذ سنوات والدولة تدق طبول الحرب على قطاع التعليم، في سعيها المحموم للتخلص كليا من هذه الخدمة العمومية التي يستفيد منها أبناء الفقراء، عبر إصلاحات متواترة، أخرها الميثاق الوطني للتربية والتكوين وما تلاه من مخطط استعجالي وأخيرها الرؤية الاستراتيجية.
ستشمل الإصلاحات الليبرالية أيضا شغيلة القطاع في إطار “إصلاح” شامل للوظيفة العمومية قصد تعميم الهشاشة والمرونة على ظروف عمل الموظفين.
يتم تصريف هذا الهجوم الشامل على الوظيفة العمومية عبر جرعات ابتدأت سابقا بتعديل النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية، تلاه اعتماد طرق عديدة للتشغيل مثل التعاقد وسد الخصاص قصد تنويع الأوضاع القانونية لشغيلة التعليم كما جاء في المخطط الاستعجالي.
انضافت إلى ترسانة الهجوم على شغيلة التعليم مؤخرا، مرسومين حكوميين:
يقضي الأول بتقليص منحة الطلبة [من نحو 2450 إلى 1200 درهما.] في وقت تتزايد في أعباء المعيشة اليومية وتكاليف التكوين.
أما المرسوم الثاني وهو الأخطر إذ له تداعيات على مستقبل الطلبة المكونين فيقضي بفصل التكوين عن التوظيف، وهو ما سبق وطبق في قطاعات أخرى مثل تكوين الممرضين وحاولت وزارة الصحة تجريبه مع الطلبة الأطباء لكن صمود الأخيرين أجبرها على سحب المشروع مؤقتا.
تكمن خطورة المرسوم في جعل وظيفة الدولة في توفير تكوين يؤهل الطلبة ويمنحهم كفايات التدريس فقط، بينما يترك أمر التوظيف لشح الميزانية وبالدرجة الأولى للقطاع الخاص. ويدخل هذا المنافسة بين الخريجين الذين سيتزايد أعدادهم مع كل فوج مما سيدفعهم إلى قبول العمل في أي ظروف كما هو الشأن بالنسبة لأساتذة القطاع الخاص حاليا.
إن المستفيد الحقيقي من هذا المرسوم هو قطاع التعليم الخاص فالدولة تتكلف بإعداد وتكوين جيوش العاطلين لتكون لقمة سائغة وسهلة الاستغلال.
وعلى درب الطلبة الأطباء يسير الأساتذة المتدربون في مواجهة إملاءات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي القاضية بخوصصة الخدمات العمومية.
التنسيقية المحلية في كلميم أولى خطوات النضال:
يخوض الأساتذة المتدربون بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين معركة نضالية وطنية، من أجل إسقاط المرسومين الوزاريين 2-15-589 و2-15-588 القاضيين على التوالي بفصل التكوين عن التشغيل وبتخفيض قيمة المنحة إلى ما دون النصف تقريبا، عبر مقاطعة شاملة للدروس النظرية والتطبيقية في كل المراكز الوطنية.
يضم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بكلميم 118 أستاذ-ة متدرب-ة، منهم 60 أستاذ-ة في سلك التعليم الابتدائي و30 أستاذ-ة في شعبة الدراسات الفرنسية مستوى إعدادي و28 أستاذ-ة في شعبة الاجتماعيات مستوى الإعدادي.
ويشمل المركز الجهوي كذلك مقر فرعي يتواجد في مدينة طاطا الذي يعرف بدوره مقاطعة شاملة للدروس، وتضم الفرعية 60 أستاذ-ة في سلك التعليم الابتدائي و30 أستاذ-ة في شعبة الدراسات الإسلامية مستوى إعدادي
انطلق نضال التنسيقية المحلية في كلميم يوم الجمعة 29 أكتوبر 2015 حين عقد الأساتذة المتدربون جمعا عاما في مقر الاتحاد المغربي للشغل في كلميم، حضره جميع الأساتذة المتدربين الذين عبروا بعد نقاش جماعي عن عزمهم الانخراط في الدينامية النضالية الوطنية من أجل إسقاط المرسومين.
مباشرة بعد مصادقة الجمع العام وإفراز التنسيقية المحلية بدأت المقاطعة الشاملة للدروس في المركز يوم السبت30 أكتوبر 2015، مقاطعة ساهم في إنجاحها الجميع بالالتزام بمقررات الجمع العام.
تتكون التنسيقية المحلية للأساتذة المتدربون من 16 مناضلا ومناضلة منهم 6 إناث. بعد أن انتخبت كل شعبة على حدة ممثليها في التنسيقية.
البرنامج النضالي للتنسيقية المحلية:
سطر الأساتذة المقاطعون أول برنامج نضالي أسبوعي امتد من يوم 2015-11-02 إلى 2015-11-07. تخللته مجموعة من حلقات النقاش حول المستجدات الوطنية لملفهم المطلبي ومتابعة خلاصات مجلس التنسيق الوطني بالإضافة إلى ندوة عقدت بمقر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل حول موضوع “المرسومين الوزاريين: إصلاح أم تخريب؟ حضرها الأساتذة المتدربون.. وغيرها من المحطات النضالية.
يستعد حاليا الأساتذة المتدربون للمسيرة الوطنية المزمع تنظيمها يوم الخميس 12 نونبر في مدينة الرباط على الساعة العاشرة صباحا من مقر وزارة التربية الوطنية في اتجاه البرلمان.
التضامن من أجل إسقاط المرسومين
تحتاج معركة الأساتذة المتدربون إلى تضامن كافة الإطارات الجمعوية المناضلة والنقابات العمالية المكافحة في كلميم وعموم المغرب عبر المساهمة في تحقيق نصر الأساتذة المتدربين. ( مقرات و إضراب و منشورات تعبوية…).
تضامن نسعى إلى بلوغه في جمعيتنا أطاك المغرب عبر متابعة نضالات الأساتذة المتدربين والتعريف بمعركتهم و التشهير بخطورة الهجوم على قطاع التعليم سواء بتملص الدولة من التوظيف… أو بالتضحية بالقطاعات العمومية على مذبح الرأسمال.
علي أزنــاك
أطاك المغرب
مجموعة كلميم والنواحي
هوامش:
*بيان التنسيقية المحلية للأساتذة المتدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين
*البرنامج النضالي الأسبوعي للتنسيقية المحلية ( البرنامج الأول والثاني )