المجموعات المحليةمتابعة النضالات

عمال مقاولة «طوب فوراج” بمنجم بوازار يقاومون اجهاز الرأسمال على حقوقهم

جمعية أطاك المغرب في زيارة تضامنية للمعتصم

عودة إلى نضالات 2011

“بوازار” منجم بإقليم ورزازات يُنتج معدن الكوبالت ومعادن أخرى، وهو غني عن التعريف، إذ سبق أن شهد نضالات عمالية ضارية خاضها عمال الشركة الأم (بقيادة الفرعين النقابيين اللذين أسسهما عمال المنجم في اطار نقابة ك.د.ش، واحد بـ أكدز والآخر بـ تزناخت) بوجه رأسمال منجمي جشع ومتعطش للربح، بلغت أوجها سنة 2011 تزامنا مع مظاهرات وازنة كانت شوارع مدينة ورزازات مسرحا لها تلك السنة، وكانت من تنظيم: حركة العشرين من فبراير، النساء ضحايا القروض الصغرى، فرع الجمعية الوطنية للمعطلين المنتفض من رماده للثو مُطالباً بمناصب شغل تضمن الكرامة، في سياق نهوض ذو بعد إقليمي شامل، ثم عاملات وعمال الفنادق بقيادة نقابة ك.د.ش.

كانت المدينة تغلي. لجأ أرباب العمل ودولتهم الى توظيف القضاء لجرجرة الجميع بالمحاكم، ومتابعة نقابيي ك.د.ش، وضمنهم نخبة من مناضلي منجم بوازار بتهمة عرقلة حرية العمل (الفصل 288 من القانون الجنائي) وجرى الزج ببعضهم بالسجن وبلبلة آخرين وفقا لقاعدة “فرق تسد”. تيسَّرَ لأرباب العمل لجم النضال العمالي بالمنجم، لكن لا شيء ثابت.

ضرر بيئي .. وتوزيع غير عادل

منجم بوازار أضحى غنيا عن التعريف كذلك لأن تقارير محلية وعالمية نـُشِرت أخيرا، حذرت من خطورة التلويث الذي يمارسه إزاء البيئة المحيطة. بهذا الصدد لا بد من التذكير بمواصلة المنجم استنزافه للمياه الجوفية للمنطقة 24 ساعة على 24 عبر قناة لا تقل ضخامة عن مثيلاتها بمنجمي اميضر واميني وغيرهما من المناجم الممتدة على طول المغرب الشرقي القاحل وعرضه، والمُعَدُّ أفقر جهة من جهات المغرب الاثنتي عشرة، بعد أن تحولت واحاته الخضراء الغنية بالأشجار المثمرة الى أرض قاحلة بفعل التغيرات المناخية والجفاف الذي عمقته الضيعات الفلاحية الكبرى والزراعات الرأسمالية الدخيلة [البطيخ الأخضر والأصفر] لكن على وجه الخصوص الأنشطة الاستخراجية المستنزفة للمياه ليل نهار، على حساب فلاحي المنطقة الصغار المفقرين والمهجرين قسرا بفعل الدمار البيئي غير المحتمل، وبفعل انتفاء أي انعكاس لثرواتهم المنجمية الضخمة على واقعهم المعيشي. تلك الثروات كفيلة بالقضاء النهائي على الفقر والهشاشة وتوفير الازدهار والرفاهية للمنطقة ولكافة المغاربة، لو كان ثمة توزيع عادل للثروة.

زيارة تضامنية

عاد النضال مجددا الى المنجم بخوض عمال مقاولة “طوب فوراج” (250 عاملا) نضالات منذ 14 يوليوز ودخولهم في اضراب مفتوح منذ 21 يوليوز 2024 دفاعا عن حقوقهم بوجه ارباب عمل ليس العامل بالنسبة لهم سوى آلة لتقطير الأرباح ومراكمة الثروة مقابل تعميم الدمار البيئي والبؤس والحرمان الاجتماعيين.

وتضامنا مع هذا النضال نظمت جمعية اطاك المغرب، مجموعة ورزازات، زيارة للعمال المضربين بتاريخ 03 غشت 2024 مساهمة في فك العزلة عن نضالاتهم والتعريف بها.

مطالب العمال

  • تسوية الأجور التي توقفت طيلة شهري يونيو ويوليوز 2024
  • تسوية مستحقات منحة الأقدمية المتوقفة حتى قبل الازمة الحالية
  • التراجع عن وقف منحة عاشوراء التي كانت تقدم لأطفال العمال عبارة عن لعب مسلية
  • التراجع عن حرمان الأبناء من مكتسب التخييم الصيفي
  • التراجع عن وقف التمتع بالتغطية الصحية إذ يعمل العمال بعمق 600 الى 700 مثر تحت سطح الأرض دون حق تغطية تطبيبية علاجية، علاوة على استهتار أرباب العمل بأرواحهم، بالنظر لضعف وسائل السلامة والحماية.

يخوض العمال هذه المعركة تحت قيادة مكتبهم النقابي المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، والذي شارك في لقاء تفاوضي بحضور الشركة الأم بتاريخ 02 غشت 2024 لمناقشة المشكل، خاصة الأجور المتوقفة، وبنفس الوقت يستمرون بتنظيم اعتصامات ووقفات احتجاجية بالمنجم، ويتطلعون الى أوسع حملة تضامن لنصرة قضيتهم.

إن عمال مقاولة “طوب فوراج” في أمس الحاجة الى الدعم المادي والمعنوي، ويعولون في ذلك على كل أنصار الطبقة العاملة.

فلتتوسع دائرة التضامن العمالي لتوفير شروط انتصار العمال في هذه المعركة.

حكيم حلاوة – عضو أطاك المغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى